"نهج النصائح" قراءة انطباعية في نصائح سماحة السيد علي السيستاني (1)
    

ثقافة  متقدمة  قادت نصائح سماحة السيد السيستاني (دام ظله الوارف)  الى سمات الفرادة بما امتلكت  من وعي مدرك لحيثيات الواقع  الانساني ـ في جميع محاوره ،ومنها المنهج الاجتماعي بهوية دينية سامية تنظر الى عوالم اليتم بعمق الحنو الايماني الحضاري فاسست هذه النصائح نهضة فكرية تدعوالى احتضان هذه النصائح بهمة التطبيق ومثلما كانت  فتوى الدفاع المقدس اذهلت العالم بقوة استجابة  الجماهير اليها والتحاق الشباب بالملايين الى سوح التضحية والدفاع عن العراق المقدس.5cf21a40c8dffefd4661f3fc6deb36c0

كانت لهذه النصائح نهضة جماهيرية كبيرة، فقد تحركت المواكب وهيئات الخدمة الى الاهتمام بعوائل الايتام و هيئات الجوامع والمساجد والحسينيات واقسام المواكب واقسام الشؤون الدينية والاقسام الخدمية  في العتبات المقدسة ،تصل رعايتها الى جميع الحدود الجغرافية  الداخلية  ، لتغطي هذه الشريحة دون النظر  الى هوية اليتم المذهبية او الدينية  .

 امتدت اليد الى اليتيم العراقي واستجابت الدوائر التربوية  والجامعات  حيث استقبلت  الايتام  استقبال معنوي وهذا هو ناتج الوعي المدرك ، لو تأملنا في النصيحة السادسة لوجدنا في استهلال النصيحة مفردة  السعي والسعي هو العمل ـ الكسب  واهل اللغة  يقولون  السعي يعني المشي  السريع ويعني الجد في الهمة  قال الله تعالى ( لما بلغ  معه السعي ) أي ادرك عمله وقوله ( وأن ليس للانسان الا ما سعى ويعني الترف في كل عمل ، فاسعوا الى ذكر الله ـ ونجد الناس يتعاملون بها عند المعروف ( سعيكم مشكور )ومن ثم نجد جملة ( عمل بر ينفع الناس )والنفع المادي معروف لكن هناك منافع اخرى ، ونفع الرأي  والنصيحة والمشورة والجاه مثلا التوسط من اجل قضاء حاجات الايتام .

 هناك تشخيص يروى للنبي (ص) ان لله اقواما  اختصهم بالنعم لمنافع العباد وقوله احبكم لله انفعكم للناس ، في طبيعة الامر وبعد ان  عرفت النصيحة مقاصدها التوجيهية الى جميع شرائح المجتمع صار بإمكان الجميع ترك فسحة للعمل ضمن الموجه المرجعي لخدمة عامة ، مثلا تخصيص رعاية الاطباء للأيتام تخصيص خدمات خاصة لهم كان تكون المعالجة مجانية ، او باسعار منخفضة وتركيزنا على الاطباء كونهم على تماس مباشر مع احتياجات اليتيم ، وخاصة في هذه الايام بعد ان تم  الغاء مجانية مستشفيات العام .

 وتعرض الفقير الى كبير حيف ، واذا كانت الحجة التمويل الذاتي فمن الممكن الاعتماد على الخاص مثلما كان معمول به في العراق ، البعض يعتقد ان مثل هذا المبلغ قليل ويعتمد على المشاركة فهذا المبلغ البسيط يشكل اذى كبيرا على عوائل الايتام ، وارتكزت النصيحة السادسة والتي كان محورها رعاية اليتيم والتكافل الاجتماعي .

 على ما ذكر سماحة السيد عن مراعاة الصالح العام ، كبار النقاد في العالم اكدوا ان كفالة الايتام واحدة من اهم عناصر، قوة المجتمع وحفظ تماسكه وفكرة تحجيم ظاهرة العازة عند اليتيم دليل التمسك بالفكر المؤمن ، هناك مسألة  مهمة  عندما ذكرت النصائح مسألة مراعاة الصالح العام عرض سماحة السيد دام ظله الوارف معها فكرة تنموية  الايمان والتهذيب والزكاة  وسن الفضيلة  يعني هنا رغبة ان تكون الرعاية الاجتماعية مكفولة من قبل الناس .

 ثمة سؤال يحضرني اما كان بإمكان النبي عليه وعلى اهل بيته افضل الصلوات ان يؤسس دور للايتام  ويؤمن احتياجاتهم من المال العام  لكنه  كان  يوصي باحتضانهم اسريا ليعيشوا داخل العوائل هناك رأي شخصي يعالج القضية من وجهة نظر تحتاج الى  المشاورة ، الملاحظ  ان تطور المجتمع حاليا سبب انشغالات كبيرة حياتية وذاتية جعلت  امور تبني الايتام في العوائل قد يكون امرا فيه اشكالات معينة  .

فمن الممكن ان نبحث عن بدائل ومنها ان نجعل المؤسسة حضن اجتماعي اسري ، فاذا صعبت علينا فكرة تبني الايتام في بيوتنا لنحتويهم في بيوتهم ومن ليس له بيت لنحتويه داخل المؤسسات والجمعيات التي خصصت لرعاية الايتام  ، لنصل الى مستويات تلبي رغبات الاطفال وعواطفهم ومراعاة  الصالح العام التي يقصدها سماحته تعني المحافظة   على سلوكية  الايتام  ابعادهم عن العقد  النفسية  وهذه يعني حماية  اليتيم ومتابعة شؤون الايتام .

 وهذا يوضح نقاط مهمة في هذه النصائح الجوهرية الساعية الى رعاية  الايتام رعاية لا تعني  بالامور المادية ،بل الاعتناء بالامور المعنوية ، الملاحظ الان هناك مؤسسات اعلامية وفضائيات ومراكز ثقافية اتخذت من رعاية الايتام غايات اعلامية اعلانية تعمل لصالح احزاب ومؤسسات ،وتبث اعلاناتها  السياسية  باسم اليتم ورعاية  اليتيم ، اول اعمال البر ان تكون  النوايا خالصة لله ، وهذا البر يسحب الموضوع برمته الى منهجية التكافل  الاجتماعي  .

بقلم: علي حسين الخباز

يتبع..

 

محرر الموقع : 2016 - 09 - 23