الموصل: إلى أين؟
    

هل باتت المأساة والكوارث والموت مرتبطاً إرتباطاً وثيقاً بأسم الموصل الحدباء؟

وهل بات أهلها يصارعون ويلات الحرب والجوع والأرهاب يوماً بعد الآخر لحد اللانهاية؟

إستيقظ العالم اليوم مجدداً على كارثة هي الابشع كونها مرتبطة بجشع البشر في إستغلال الفرد لقبض بضع دنانير اضافية. فإثر انقلاب عبّارة سياحية وسط نهر دجلة في منطقة الغابات، غرق مايقارب ال ٧٠ شخصاً.

وهذه الحصيلة الاولية اذ إن عدداً كبيراً لايزال في عداد المفقودين. شهود عيان أكدو إلى ان العبّارة كانت تستقل أكثر من العدد الممكن استيعابه.

تم انقاذ مايراوح ال ٦٠ شخصاً بينما عدد كبير من النساء والاطفال جُرِفوا بسبب سرعة جريان المياه وإرتفاع منسوبها. ويأتي هذا الحادث بعد يوم واحد من تحذير وزارة الموارد المائية بأرتفاع منسوب مياه نهر دجلة إثر فتح بوابات سد الموصل.

وقد بيّين التصوير الذي تم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي سرعة تدفق مياه النهر مما منع أغلب المتواجدين من الهرع لأنقاذ الضحايا. فقد وقفوا مكتوفي الايدي امام هول المنضر.

هذا وقد أُعلن الحداد الوطني لثلاثة ايام على ارواح الضحايا بحسب التلفزيون الرسمي العراقي. وطالب رئيس الوزراء بفتح تحقيق حول الحادث وإصدار مذكرة توقيف بحق مالكي العبارة والمدينة السياحية. عيد نوروز وتعني (اليوم الجديد)، وهو يوم يحتفل فيه العراقييون لانه ايضاً يُعرَف بيو الاعتدال الربيعي.

ولكن لم يُكتب لهؤلاء الضحايا يوماً آخراً جديداً. فلترقد ارواحهم بسلام في مدينتاً تبكي لاجلِ السلام.

نــور غازي

محرر الموقع : 2019 - 03 - 21