حلقات توثيقية لمجاهدي الاهوار و الانتفاضة الشعبانية - الحلقة (٢) التوسع في منطقة الاهوار
    

إعداد:
الشيخ محمد الشيخ
محمد الناصري

بعد ان ثّبتوا أنّفسهم في منطقة (آل بو صالح) التابعة لمحافظة ذي قار، بقيادة الشهيد السيد ابو مهدي الرميثي بدؤوا بالعمل على المناطق المحاذية للاهوار و كانت اول منطقة تم أستطلاعلها وأختيارها،هي (آل رميض) لكونها تحمّل أساسا متينا بسبب وجود الشهيد (جليل خضير صكر) من أهالي الشطرة الذي كان معلماً سابقا بمدرستها و كان يعلمهم الصلاة و الصوم وعدم الركون للحاكم الظالم .

كما إنها تحمّل روح وأنفاس الشيخ بدر الرميض صاحب التاريخ المشرق بمناهضّته للاستعمار البريطاني و من بين هؤلاء المجاهدين زامل الرميض (ابو محمد) و من المناطق القريبة لهم ايضا المجاهد ابو مهدي الساكن داخل الأهوار.

فهو انسان مؤمن ويحمل من التقوى والزهد درجات عالية ، و له معرفة بمناطق الأهوار أكثر من غيره ،حيث استفاد منه المجاهدين بالمجموعة الاولى في التواصل و كشف المناطق البعيدة عن أنظار السكان .

كانوا الاخوة، كثيري التّنقل بين مناطق الأهوار وان كانت بنفس المنطقة لكن حاولوا بشتى الوسائل ان يخفوا وجودهم حفاظا على هذه البداية المباركة و حفاظا على الدّاعمين لهم و خصوصا السيد رشيد ال سيد يوشع.

حيث يجمع في بعض الأوقات لهم ما يحصل عليه من تبرعات وصدقات و هدايا من زوار قبر السيد يوشع بالاضافة لما يحصل عليه من بعض المواد الغذائية التي توجد في داره مع قلتها و صعوبة توصيلها.
وعند ذلك ،اختاروا ان يكون زادهم الدائم هو العدس الذي يمكن الاحتفاظ به و طبخه بسرعة و التّنوع بطبخة بين الشوربة او المرق .

وان الفطور الدائم للمجاهدين هو الشاي و الخبز المصنوع على المدفئة النفطية (الچوله) .

وأخذ يتصاعدعدد المجاهدين و صعوبة الإخفاء ممّا إضطرهم لبناء بيت من قصب كبير وهذا قد يكشفهم بسرعة من قبل الصيادين الذين يجوبون الأهوار وهم من سكانها .
فلذا اضطروا الى أتخاذ قرار تقسيم المجموعة ،الى مجموعتين ،الاولى (مركز القيادة )،التي تضم ابو مهدي و ابو خالد و ابو حسين ،والثانية الفرعية التي تضم ابو ليلى و بعض المجاهدين من المناطق المحاذية و منهم العضو الرابط ،ابو مهدي .

علما ان البيت الذي بّني من القصب كان صغيرا جدا ففي بعض الأحيان لا يمكنك الوقوف به و الصلاة فيه ولا بد ان تنحني و لكنه كان مصدرا للإشعاع الروحي و النفس المطمئنة .

واصبح الطعام يقسم بين المجموعتين وعليهم ان يقتصدوا فلربما القصعة الواحدة التي تكفي لشخص واحد يجب ان تكفي لخمسة أشخاص او سته و المبلغ الذي هو قليل جدا كانوا يضطرون ان يشتروا به القرطاسية و بعض ما يحتاجونه من كتابة المنشورات التي يجب ان تصل للمدن لكي لا يتركون المجاهدين داخل المدن منقطعين عن الجهاد و التواصل معهم بكل ما يمكنهم ان يوصلونه.

حتى وصل الحال بهم يحرمون أنفسهم من ابسط الأشياء من الملابس و الطعام لإيصال المعلومة و الدروس الفقهية و العقائدية وهذه كانت هي الزاد الحقيقي للمجاهدين و الأحاديث الأخلاقية التي يتبناها السيد ابو ليلى و الآخ ابو حسين .

وصرف المبالغ للأوراق التي كانت يعمل منها نماذج الإجازة العسكرية و الهويات لكي يتسنى لبعضهم النزول للمدن و التواصل مع بعض المجاهدين حيث تطبع هذه النماذج بالآلة الطابعة التي ربما هي بّمثابة أهم جهاز يمتلكونه لهكذا عمل.

ويتفرغ لهذا العمل أحد المجاهدين و عندما يعمل على هذه الآلة و كأنه يعمل على احدث جهاز و يكون عمله ليلا و نهارا حتى شاهدته يعمل ويتناول وجبة الغداء او العشاء و لا يتوقف عن العمل وبهذا أتسع العمل شيء فشيئا. 
يتبع .....
الشيخ محمد الشيخ
محمد الناصري

محرر الموقع : 2019 - 03 - 22