حوار مع سعادة سفير دولة فلسطين لدى صربيا
    

أجرى الحوار : صباح سعيد الزبيدي*

صربيا – بلغراد / خاص

التقيت اليوم الثلاثاء 16.08.2016 في لقاء خاص بمقر السفارة الفلسطينية ببلغراد مع سعادة سفير دولة فلسطين لدى صربيا السيد محمد خليل نبهان ودار الحديث حول القضية الفلسطينية ومأساة الشعب الفلسطينى والعلاقة بين فلسطين وصربيا ولعدد من القضايا واليكم محاور اللقاء .

س : نشكرك سعادة السفير محمد نبهان  لهذه الفرصة التي منحتني لها من وقتك الثمين.

ج : مرحبا بكم في داركم مقر سفارة دولة فلسطين ببلغراد .

س : لكونكم سياسي ودبلوماسي ومثقف فلسطيني من الطراز المميز فقد كرستم  حياتكم دفاعاً عن القضية الفلسطينية وبذلتم الكثير من التضحيات وقدمتم الكثير من الانجازات لخدمتها وتحليتم بالصمود والإيمان ونكران ذات ... ولكن مع الاسف حاول البعض الاساءة والتشهير في عملكم بنشر اكاذيب وافتراءات لاصحة لها ومحاولة تقزيم انجازاتكم وقلب الحقائق ... ترى لماذا ..؟؟

 ج : بكل لقاءاتي أقول نحن لا نلتفت الى من يعيق عملنا ويجب الانطلاق به إلى الإمام لأنّ الواجب يقتضي بنا جميعاً كلّ في مكانه تحمّل الجزء الذي يستطيع من خلاله خدمة وطنه وشعبه وفق اﻷهداف والمشروع الوطني القائم على انتزاع الحقّ الفلسطيني بالحريّة واﻹستقلال.

لقد جاءت هذه الحملة نتيحة للانجازات المخلصة التي قدمتها لشعبي ووطني وإن هذه الاتهامات ما هي إلا فبركات وأكاذيب مطبوعة على "أوراق صفراء".

س : هناك وثائق تم تسريبها منذ عام 2012 وخاصة الوثيقة التي تحمل رقم 564/2012 كيف تم تسريبها ..؟؟

ج : لاتوجد اطلاقا في ملفات السفارة وثيقة تحت هذا الرقم وهي وثيقة عارية عن الصحة ويتضح فيها التزوير والتشنيع والتهويل والمبالغة.

س : لماذا تساهم بعض وسائل الاعلام الفلسطيني بنشر اخبار لمصادر صربية غير موثوقه لتصبح اداة تخريب للوجود الفلسطيني في الحفاظ على الذات والهوية الفلسطينية ..؟؟

ج : الاعلام هو سلطة الشعب وعلينا جميعا ان نجعل من الاعلام اداة من ادوات التعبير الشعبية ليعبر عن ذاته بحرية لاننا نواجه عدو متمكن يستخدم احدث الوسائل العصرية في الاعلام لذلك يجب مواجهة هذا العدو باعلام حقيقي صادق ولكي يكون في وطننا اعلام وطني صادق لابد من وجود ضوابط اعلامية وقوانين انسانية ليأخذ الاعلامي الفلسطيني دوره في نقل الحقيقة للشعب الفلسطيني وكل دول العالم ومواجهة الاعلام الاسرائيلي الذي يعمل على طمس وتذويب والغاء الهوية الفلسطينة. من هنا جاء توقيع اتفاقية جماعية تاريخية في فلسطين بدعم الاتحاد الدولي للصحفيين حيث وقعت نقابة الصحفيين الفلسطينيين اتفاقية جماعية تاريخية هي الأولى من نوعها في الوطن العربي وتعتبر هذه الاتفاقية إنجازا تاريخيا ونموذجا يحتذى به في المنطقة وعلى هذا الاساس سيكون سلوك وسائل الاعلام الفلسطيني سلوكا مهنيا صادقا بنقل الحقيقة والالتزام بقضايانا المصيرية العادلة.

س : سعادة السفير .. للأسف انتقلت الخلافات في فتح من البلاد الى هنا .. ما يهمنا الآن فقط وكما قلت ، ضرورة  تجاوز هذه الخلافات والانطلاق بالعمل إلى الإمام .. ما الخطوات الإجرائية التي تمت بهذه الفترة القصيرة للتخلص من العثرات والمطبات التي تعيق الرغبة في الانطلاق ومتى يعقد المؤتمر السابع لفتح.

ج : لاتوجد خلافات في فتح وانما هناك اشخاص تمردوا على المنظمة وتم فصلهم وان فتح هي في مقدمة الفعل النضالي ضد المحتل وفي مواجهة مخططاته الخبيثة ضد أبناء شعبنا. المؤتمر السابع لابد ان ينعقد لأن عقد المؤتمر السابع يمثل أهمية استراتيجية كبيرة على مستوى التجديد القيادي، وتأصيل العملية الديمقراطية، وإعادة بناء وترتيب المسار السياسي للحركة وأشكال النضال الوطني.

س : هل ستنجح الانتخابات المحلية الفلسطينية تحت الانقسام؟

ج : لقد رحبت حركة التحرير الوطني (فتح) ومنظمة التحرير الفلسطينية بقرار مجلس الوزراء الفلسطيني بإجراء انتخابات السلطة المحلية في القدس والضفة الغربية وقطاع غزة وانني اعتبرها استحقاق قانوني وارحب بقرار الحكومة، وإننا لا نخشى هذه الانتخابات ويجب ان لاننسى بأن المصالحة الفلسطينية ـ الفلسطينية، تحقق مصالحنا وبالتالي تعزيز الموقف الفلسطيني الواحد في الداخل وفي الشتات وبالتأكيد  الوحدة الوطنية الفلسطينية والعمل الموحد يقودنا الى الطريق الصحيح نحو دولتنا الفلسطينية.

س : الى اين وصل الحوار الفلسطيني – الإسرائيلي ..؟؟

ج : من المعروف ان الحوار لغة العصر بل روحه وأداته البليغة في الوصول إلى الحقيقة .. ان الحوار مع اسرائيل يتطلب تحديث لغة الكلام وانتقاء وسائل جديدة في طرحها عندما نخاطب الانسان الاسرائيلي .. من اننا نريد حقنا للتمكن من العيش كجيران ومخاطبة الحكومة الاسرائيلية باننا في وطنا .. ومخاطبة الاخوة العرب اننا جزء منكم وهنا مقدساتنا المشتركة هنا القدس وفيها المسجد الاقصى وهو أحد المساجد الثلاثة التي تشد إليها الرحال.. في الوقت الحاضر لايوجد حوار وانما يقوم الاحتلال الاسرائيلي بممارسات وحشية ضد الشعب الفلسطيني فإسرائيل تمارس سياسة القمع والاستيطان وقضم الأراضي وإحراق المزارع واقتحام المنازل واعتقال المواطنين وتهديد القدس والمسجد الأقصى ، ومصادرة المياه إذاً هي تنتهك حقوق الإنسان بأبشع صوره فكيف يمكن لهذه المحادثات أن تنجح ؟ . يجب أن تكون هناك مرجعية واضحة في التعامل تستند إلى قرارات الشرعية الدولية والقانون الإنساني التي تنتهكها إسرائيل بشكل يومي غير أبهة بالضمير الإنساني لذلك سيكون الحراك السياسي الفلسطيني القادم والمتمثل بالسعي لعقد مؤتمر دولي مدعوم من قبل مجلس الامن لإنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي. وبالتأكيد ستكون هذه الخطوة كفيلة باستئناف مفاوضات السلام والتوصل إلى اتفاق على أساس حل الدولتين؟

س : كيف تسير العلاقة بين دولة فلسطين وصربيا ؟

ج : منذ استلامي مهام اعمال سفير دولة فلسطين لدى صربيا اواخر عام 2005 فقد بذلت قصارى جهدي وبدون كلل لتنمية العلاقات الصربية الفلسطينية وتنشيط العلاقات الثقافية والاقتصادية والفنية والاجتماعية وفي كافة المجالات بين البلدين الصديقين ومن اجل خدمة الشعبين الصربي والفلسطيني.

س : ماهي ابرز النشاطات التي ستقوم بها السفارة في المرحلة القادمة ..؟؟

ج : بصراحة هناك نشاطات عديدة ستقوم بها السفارة على الصعيدين الرسمي والشعبي ... وابرزها المشاركة والتنسيق مع الجاليتين الفلسطينية والعراقية لاحياء يوم الصداقة العراقية الفلسطينية الصربية ودعم المهرجان وها أنا أمد يدي وبالقدر المستطاع للمساهمة في ايجاد أوتطوير اية نشاطات ادبية وشعرية وثقافية وفنية فلسطينية عربية  تسهم باظهار الوجه الحضاري لتراثنا العربي والتراث الفلسطيني والذي يسعى الاحتلال الإسرائيلي لطمسه من الذاكرة وسرقته مما يستدعي ضرورة التمسك به وابرازه.

س : هل هناك تعاون مع الجالية الفلسطينة بعد انتقالكم الى مبنى السفارة الجديد..؟؟

ج : علاقتنا طيبة مع الجالية الفلسطينية وسنوفر لهم في القريب العاجل مقرا ونحن على استعداد دائم بتقديم مساعدات غير مشروطه لجمعيتهم من اجل خدمة ابناء الجالية الفلسطينية في صربيا ونتمنى لهم التوفيق والنجاح في خدمة شعبنا الفلسطيني والدفاع عن قضايانا المصيرية والعادلة.

س : ماهو موقفكم من الارهاب الاجرامي الذي يتعرض له الابرياء في العراق والذي تقوم به يوميا الجماعات الإرهابية التكفيرية ..؟؟

ج : من المعروف إن الإرهاب لا دين له ولا وطن ولا يصح نسبة أي عمل إرهابي للإسلام، وترفضها الأديان وحتى الإنسانية. انني اشجب اي عمل ارهابي ضد العراق وادعم بقوة سيادة العراق على اراضية واتمنى ان ينتصر العراق وشعبه على هذه القوى الارهابية ويتخلص من الطائفية المقيتة.

سعادة السفير نشكركم على حسن استقبالكم لنا و سعة صدركم و موافقتكم على إجراء هذا الحوار.

*****

* صباح سعيد الزبيدي : شاعر وكاتب ومترجم واعلامي عراقي مستقل.

مدير مركز ميزوبوتاميا الاعلامي – بلغراد ، صربيا.

 عضو  نقابة  الصحفيين الصربيين المستقلة– المقر العام - بلغراد ، صربيا.

عضو الاتحاد الدولي للصحفيين – بروكسل ، بلجيكا .

احد مؤسسي نادي الصحفيين – المركز الصحفي لمدينة تيميرين الصربية ونائب رئيس النادي.

*****

محرر الموقع : 2016 - 08 - 17