الأهوار.. مسقط رأس الكون ضمن التراث العالمي
    

بغداد – محمد اسماعيل

تتدافع موجات الهور،منذ فجرالسلالات،على مياه سومر،الى الآن، شاهد حي،على حضارات سادت ثم بادت، في متوالية زمنية، يلمسها أبناؤها الذين تتناسلهم حزم القصب وحضنات البردي،بينماالمصطافون يدونون أسماء حبيباتهم،على صفحة الماء،كي تلامس خلوده.

حال صدور قرار «اليونسكو»، بادراج أهوار العراق، على لائحة التراث العالمي، كمحمية طبيعية، من قبل الامم المتحدة، إلتقت «الصباح» وكيل وزارة الثقافة لشؤون الآثار قيس حسين رشيد، متفائلا بمستقبل الجنوب كاملا؛ لما يترتب على تلك اللائحة من مستحقات جغرافية وسياحية ومائية وخطط عمل من شأنها الارتقاء بالواقع الانساني والمعيشي والاستثمارات التي تسهم بتطوير البيئة وتشغيل اليد العاملة، من خلال استقطاب رؤوس الاموال؛ لإحياء المنطقة.أفل جمال الأهوار لضرورات عسكرية وسياسية، إرتآها الطاغية المقبور صدام حسين، خلال الثمانينيات، وكادت تعصف بمستقبل البيئة، في العراق والمنطقة.. بل حتى البجع المسافر، بين أواسط أوروبا وجنوب العراق تاه شائها في فضاءات الكون، حين عاد من مصيفه الاوروبي، لمشتاه العراقي، ولم يجد أهوارا يضرب زلالها بجناحه مغازلا أنثاه، بل امتد السبخ مع افق الرؤية، الى نهايات منظور الجحيم.


اللائحة جنة 


مهندس الري جمال حسين الانصاري، قال: «ادراج الاهوار على لائحة التراث العالمي، يعيدها جنة مرة ثانية، بعد ان حولها تجفيف صدام وتوقف حصصها المائية، الى جهنم، تلهث لظى طوال ربع قرن» مؤكدا: «ضمن مميزات اللائحة، مجموعة من المكتسبات المائية والحماية والضمانات الدولية، التي ستخرج رأس المال من جبنه وتطمئنه الى الاستثمار فيها؛ لذا أتوقع مشاريع خدمية كبرى، وإنتاجا صناعيا وزراعيا وصيدا بطرق تجارية متقدمة».
بين الانصاري، ان عمليات مائية راقية وصناعات متقدمة وتأسيسات هندسية فائقة الجودة، ستنشأ بموجب درج الاهوار ومواقع تراثية مثل اور والوركاء وسواهما، فضلا عن صناعة القوارب وتعليب منتجات الجاموس والبقر وفنون القصب واثاث البردي .


حماية دولية


الخبيرة السياحية تمارا عبد الاحد، تنتظر الاستثمارات العالمية، التي ستترتب على «اللائحة» موضحة: «ستجيء رؤوس اموال مطمئنة للحماية الدولية، فتنعش بناء الفنادق والمحال السياحية بأنواعها، من نواد ومتاحف ومكتبات ورحلات استكشافية سياحية للكروبات الاجنبية والعربية.. بل وحتى فرق سياحية محلية يمكن ان تنظم فيها، مع أدلاء ومرشدين محليين، من أبناء المنطقة، وعمال وموظفين وخدمات، تتطلب أيدي عاملة من ابناء الاهوار نفسها، والبعض ستنتظم مهنته، في شركات كبرى، توفر له مستلزمات متقدمة، فيستمر الصياد صيادا، والمزارع.. خاصة مزارعي الرز، يستمرون على مهنهم برعاية شركات توفر لهم احدث الاجهزة المتقدمة، وهذا يشمل معطيات كثيرة، تؤسس على ادراج الاهوار ضمن لائحة التراث العالمي».
استذكر الخبير السياحي ناصرعبد العباس، من سوق الشيوخ، ملحمة كلكامش، وهو يهيئ فرقة «السوق» لتقديمها في أقرب حفل مركزي من المؤمل ان تقيمه الحكومة، بمناسبة ادراج الاهوار ومجموعة من المواقع الأثرية، بضمنها «الوركاء» التي اصطحب الفرقة إليها لمشاهدة «اللوكيشن – الموقع من منظور فني» كي يقدموا ملحمة «كلكامش» وملكها، بطريقة حداثوية، مسقطين شكر الناس وعامة الاهالي، في المنطقة، للأمم المتحدة ومنظمة «اليونسكو» والحكومات العربية والاجنبية، التي آزرت اللجنة العراقية، في جهدها الذي يقدرونه،مثنين على عناء اللجنة داخل وخارج العراق، لتعود بعشبة الحياة،التي غفل عنها
 كلكامش.


الحضارة الماضية


عبد العباس قال: «ونحن نقف في المكان الذي شهد هذه الاحداث، قبل آلاف السنين، وجدت الافكار تتداعى تماهيا من كتاب ومخرجي وممثلات وممثلي الفرقة، لبلوغ نص حداثوي ينتمي للماضي، ويحاكيه بلغة معاصرة،وفق أجمل وأحدث اساليب المسرح المعاصرة» متفائلا بأن العرض من الممكن ان يقدم للأجانب الذين سيحضرون، مستوى فهم عراقي.. راق ومتحضر،يريهم كيف أن العقل الرافديني الذي صنع حضارة الماضي،قادر على تخطي أعبائه الراهنة نحو رفاه المستقبل.


قانون جمالي


المحامي تحسين كاظم العمشاني، قال: «مجيء شركات محلية وخارجية للعمل في العراق، تحت حماية دولية، سيوفر لملاكاتنا القانونية والقضائية، وعموم الاسرة الحقوقية، فرص عمل يفيض من المحلية الى العالمية، ويستقبل انظمة وسياقات عمل، خارجية تبسط سطوتها الانسانية، ما يجعلنا متفاعلين مع قوانين تؤسس للجمال، وتدعمه وتنظم اركانه، بشكل ايجابي، وتلك جديدة على الهيئة القانونية في العراق، إذ لم نعتد من قبل على دستور كافل للجمال، وهذا سيفتح ابوابا تضاف الى تسجيل الشركات المعتاد، سنتعامل مع عقود لفنانين ومتعهدي فنون سياحيةباختصاصات، لم يكن مجتمعنا القانوني ولا المجتمع العام معتادا عليها». 

محرر الموقع : 2016 - 08 - 21