هل طالب العلم في المدارس غير الحوزوية تابع للوقف الشيعي؟
    

كان النظام السابق يحاول كثيرا ان يجر الحوزة الى قربه بشتى الصور واستعمل كل الوسائل التي يعرفها حتى الوسائل الاجرامية في هذا الامر، الا انه لقي فشلا ذريعاً عندما واجهته الحوزة بالرفض على مستوى الافراد طبعا.

 وبعد التغيير اصبح الامر بيد بعض الأحزاب السياسية المعروفة بعدائها للمرجعية او التي لا ترى ان مرجعية النجف مواكبة للعصر وبعد مدة ليست طويلة حاول احد اقطاب هذه الأحزاب المتنفذة ان يجرب حظه العاثر فيعرض على المرجعية الدينية ان يكون لكل طالب علم راتبا من الوقف الشيعي في محاولة واضحة لكسر حاجز الصمت بين الطرفين.

وكان جواب المرجعية على مستويين:

الأول: نصيحة قدمتها المرجعية لهؤلاء بان ما تطلبونه ليس امنا على الحوزة العلمية التي كانت تطارد من نفس الجهة التي تتسمون بها.

والثاني: ان الحوزة العلمية لها اسلوب في التمويل عبر عشرات السنوات الماضية وهو اسلوب يعطيها الاستقلالية في اتخاذ القرارات بعيدا عن الحكومات الموجودة مهما كانت ولعل ايران الان مع كونها دولة وشيعية لا زال فيها كثير من الجهات التي لا تحب التعامل مع الدولة في الجانب المالي لأنها تشعر بفقدان استقلاليتها في القرار.

وعاد الوفد الذي عرض هذه القضية على المرجعية بخفي حنين بعد ان سمع اصرار المرجعية على رفض مثل هذا التعامل وكان الوفد منزعجا من هذا الموقف المشرف وكأن المسالة عندهم كانت محسومة.

وقد حصل تعاون بين الوقف الشيعي وبعض المدعين لإعطاء رواتب للطلبة للحصول على مكانة في اذهان البعض من الطلبة وكان اهم من تحركوا عليه هم أئمة المساجد في المحافظات.

وهكذا حاول البعض ان يجعل طالب العلم تابعا لبعض الجامعات في خارج العراق مثل جامعة المصطفى وغيرها من الجامعات مع اعطاء وعود بإعطاء شهادة معترف بها من قبل الجامعة المذكورة وكان ذلك هواء في شبك كما قامت بعض المدارس الأخرى بالارتباط بالوقف الذي رفضت المرجعية الارتباط به من اجل الحصول على شهادة اكاديمية.

اما التأثير السلبي لهذه التبعية فهي ان الطالب المسكين سيكون مضطرا لدراسة عدد من الكتب التي تقررها الجامعة او الوقف ويكون ملزما بالنجاح فيها مهما كان محتوى تلك الدروس.

فصار الطالب مطالبا بدراسة الجغرافية والرياضيات والإنكليزي كدرس أساسي فيما يكون الفقه والأصول بالمرتبة الثانية.

فهل يعي الطالب في هذه المدارس انه ليس تابعاً لأي جهة غير الدرس الحوزوي وان هذه التبعية جعلت البعض من الراغبين في الشهادة الاكاديمية يدخلون هذه المدارس ليس حبا في الدين بل حبا بالحصول على الشهادة وهذا امر مشروع في حد ذاته لكن لماذا لا تحافظوا على استقلالية المدارس بعيدا عن التدخلات الحزبية والشخصية كما صنعت المرجعية عندما طردت وفد الدولة الراغب في جر الطلاب الى جنبه كما فعل صدام قبل ذلك حيث كان الطالب المرتبط بالوقف ليس له دور علمي وانما هو تابع للدولة في كل ما تريد وهذا ما لا تريده المرجعية الدينية.

جميل مانع البزوني

محرر الموقع : 2016 - 08 - 22