الحشد الشعبي القوة التي حطمت مشاريع التقسيم
    

   ليس غريباً أن يكلف الحشد الشعبي بدور قتالي في عمليات تحرير الموصل؛ بعدما سطر أورع البطولات وقدم الدماء الطاهرة من اجل تحرير ارض العراق, كونه القوة العقائدية المنبثقة من فتوى الجهاد الكفائي للإمام السيستاني, ليأخذ موقعه الريادي بعد إحداث سقوط الموصل صيف 2014, ليكن القوة الأولى بالشرق الأوسط, والرابعة عالمياً.

   وخلال ما يزيد على سنتين, أثبتت قوات الحشد الشعبي صاحبة مراس منقطع النظير في مواجهة العصابات الإرهابية, المدربة والمجهزة منذ سنين على الحروب التقليدية, وحرب (الشوارع) تحديداً, من خلال المعارك والصولات خاضها متطوعو الحشد الشعبي في تحرير المدن سابقاً, والتقدم حالياً بمساحات واسعة في محافظة نينوى, الأمر الذي جعلها محل فخر واعتزاز, وموضع اعتماد ومنعة, لتمثيلها العمق الاستراتيجي لقوة الوطن.

   وانطلاقاً من إرادته العقائدية, مستظل بظل المرجعية الدينية العليا, كونها القيادة الشرعية له, ونظراً لأهميته انضمام إعداد كبيرة من المتطوعين, ضمن الألوية المشكلة منه, لاتساع مساحة المعارك والأراضي المراد مسكها, توسعت قاعدته الأفقية, فتحت هيئة الحشد أبوابها لاستقطاع الشباب المقتدر, لتصبح سمة المشاركة فيه مورد تفاخر, ما برز العديد من القيادات الميدانية, التي أثبتت جدارتها في مسكت زمام المبادرة الحربية.

   الأمر الذي اخذ يحسب إعلامياً أن بطولات الحشد الشعبي, وتسليط الأضواء على صولاتها, ومواقفها القتالية وتضحيات أبناءها, سيكون له دور كبير في مستقبل المنطقة مقابل المشاريع المنظورة لما بعد تحرير الموصل, ألا أن بعض الجهات الخارجية والداخلية؛ ورغم تحذير القيادة الوطنية لها من التدخل بالشؤون الداخلية للبلد, تحاول استغلال الظروف الراهنة من اجل استمرار إشاعة الفوضى, والاقتتال في المناطق المغتصبة.

   واليوم الرهان الدولي والإقليمي على مشاركة الحشد الشعبي, لما فيها من تحطيم لمشاريع تقسيم المنطقة وتجزئة العراق, فأسندت لتشكيلات الحشد الشعبي قرابة ستة محاور مهمة, من عدد المحاور التي ستنفذ خطة تحرير محافظة نينوى, فكانت أبرزها؛ لسرايا عاشوراء وسرايا الجهاد وأنصار العقيدة ولواء المنتظر والحشد التركماني, ولواء علي الأكبر وفرقة العباس, وألوية بدر والعصائب وكتائب حزب الله وكتائب الإمام علي.    

ونظراً لتباين المواقف والمصالح السياسية, قامت بعض الوسائل الإعلامية من استغلال هذا الدور القتالي الكبير, لخلق إشاعات ونشر أكاذيب, تتعارض والأهداف الحقيقية لما مرسوم لها, ومنها محاولات إثارة الفتن والقلاقل في المدن الآمنة جنوبي ووسط البلاد, واستخدام بعض العناصر المنحرفة بمهام تخريبية لإرباك الوضع الداخلي, كذلك ممارسة بعض الجهات لأساليب ملتوية, يفترض أن تنأى بنفسها عن الإساءة لمكانة الحشد الشعبي.

   وما يراد تأكيده؛ إن الحشد الشعبي قوة ولدت بدوافع عقائدية, وانبثقت لأهداف وطنية, يدافع عن ارض العراق ومقدساته, ويكون ظهير للقوات الأمنية, ويحمي البلاد من الإخطار الخارجية, ليكون جيش وطنياً, يؤمل أن يبقى الدرع الحصين لأبناء العراق بكل أطيافه, ولا يسمح الإساءة له من إي جهة كانت داخلية أو خارجية.

عمارالعامري

محرر الموقع : 2016 - 10 - 19