الأهوار.. تزايد أعداد السيّاح الأجانب.. وخدمات "شبه معدومة"
    

طالب مركز إنعاش الأهوار في محافظة ذي قار، يوم أمس الأربعاء، مجلس الوزراء، بتوفير الأموال ضمن موازنة 2017 لإقامة المشاريع الخدمية والاستثمارية في الأهوار لدعم القطاع السياحي في العراق. وفيما أكد انعدام الخدمات في تلك المناطق، كشف ناشطون عن تزايد أعداد السياح الأجانب بشكل ملحوظ، ودعوا الحكومة لفتح باب الاستثمار لتطوير الواقع الخدمي في المناطق السياحية. 
وقال مدير مركز إنعاش الأهوار في محافظة ذي قار عدنان عبدالله، في حديث لـ "المدى"، ان "الخدمات السياحية في مناطق الأهوار شبه معدومة، ولم تتمكن الحكومة خلال السنوات السابقة من توفير ادنى انواع الخدمات في تلك المناطق الحيوية والمهمة"، مبيناً ان "مناطق الأهوار بحاجة الى أماكن استراحة وفنادق ومطاعم وأكشاك، وغيرها من الاحتياجات التي تتطلبها الأماكن السياحية". وأضاف عبد الله ان "الأهوار دخلت الى لائحة التراث العالمي، ويتطلب ذلك تشجيع الاستثمار وتخصيص مبالغ لغرض إقامة أماكن سياحية وخدمية كون مناطق الأهوار يمكن ان تأتي للبلد بأموال كبيرة جدا، وتقلل الاعتماد على الانتاج النفطي، ويمكن ان تكون مصدر دخل مهم لكل العراق".
وأشار الى ان "اقامة المرافق السياحية في مناطق الأهوار تنعش الجانب الاقتصادي لأهالي الأهوار والمحافظات وتساهم ايضا بتحسين اقتصاد البلد"، لافتاً الى "ان العراق يجب ان يسخّر جميع الجهود الوطنية من أجل إظهار الأهوار العراقية بمظهر صحيح من اجل استمرار دعم منظمة اليونسكو لهذا الملف المهم والحيوي".
وطالب عبد الله مجلس الوزراء العراقي بـ "تخصيص الأموال في موازنة 2017 لمناطق الأهوار في المحافظات الجنوبية من اجل اقامة المشاريع الخدمية لغرض إتاحة الفرصة للسيّاح العراقيين والأجانب لزيارة هذه المناطق، وكذلك المحافظة على التنوع الأحيائي في مياه الأهوار"، داعيا الحكومة الى "فتح باب الاستثمار في تلك المناطق من اجل الارتقاع بالواقع الخدمي في اهوار المحافظات الجنوبية".
من جهته، قال الناشط المدني حسين الغرابي من محافظة ذي قار، في حديث لـ "المدى"، ان "عدد السياح الأجانب والعراقيين الى مناطق الأهوار في تزايد ملحوظ وواضح جدا، رغم ان الخدمات شبه معدومة في تلك المناطق السياحية"، مبيناً ان "الخدمات في المدن القريبة من هذه الأماكن خدماتها سيئة حالها حال كل مدن العراق، ان لم تكن معدومة".
وأضاف الغرابي "خلال زياراتي المتكررة لتلك المدن لم اجد مطاعم او اسواقاً  او فنادق، ما عدا وجود نصب تذكاري يتيم، وقد اتهم القائمون عليه بفساد كبير خلال انجازه، ويمكن ان يعتبر محطة الاستراحة الوحيدة في تلك المدن"، مشيرا الى ان "الحكومتين المحلية والمركزية لم تبديا الاهتمام المطلوب بتلك المدن من كل النواحي".
وتابع الناشط "بالرغم من المناشدات والحملات التي قمنا بها طوال السنوات الماضية، الا ان الحكومة لم تستمع لتلك الاصوات، ولم تعبأ بخطر اندثار الأهوار وجفافها بسبب عدم عدالة توزيع الاطلاقات المائية بين المحافظات، ما تسبب بفترات جفاف متكررة في مساحات واسعة منها واتلاف للثروة الحيوانية والسمكية فيها".
وأكد ان "اهالي الأهوار وتلك المدن يطالبون دائما بإنقاذ مدنهم من يد الخراب التي كانت تطالهم في زمن الحكومات السابقة ، ومن يد الاهمال المتمثل بالحكومات الحالية ، ويناشدون ان يمسهم الواقع الجديد المنتظر في تحسين أحوال مدنهم وأحوالهم".
ووصف الناشط أهوار العراق بـ "المنجم الكبير الذي من الممكن ان يدر على العراق أموالاً الطائلة في حال استثمار تلك المناطق بالشكل الصحيح، ويمكن ان يُستفاد من سياحة الأجانب وحتى العراقيين بفرض بدلات مالية للسياحة، ويمكن ايضا ان يستفاد من الثروات الحيوانية والسمكية وحتى النباتية المتمثلة بالقصب والبردي فيها"، مطالباً الحكومتين المحلية والمركزية بـ "الاهتمام بأهوار العراق وتطوير مرافقها واقامة المشاريع الخدمية والاستثمارية فيها".
بدوره، قال الناشط المدني صائب فالح شامخ، في حديث لـ "المدى"، ان "توافد السياح الى مناطق أهوار المحافظة بتزايد كبير، لكن للأسف لاتوجد في تلك المناطق أية مرافق خدمية".
وأضاف ان "الحكومة المركزية صرفت مبالغ لابأس بها في الفترات السابقة لتحسين واقع الأهوار وسكانها لكن كانت غائبة تماماً عن متابعة المشاريع وآليات التنفيذ ما ادى الى تشجيع الفاسدين بالتلاعب في هذا الملف".
وعزا شامخ عدم الاهتمام بتلك المناطق الى "الاهمال التام من قبل الحكومات المحلية والمركزية والفساد الواضح في ملف انعاش الإهوار"، معبراً عن أسفه لـ "عدم تعامل الحكومات المحلية بجدية مع ملف انعاش الأهوار".
وأكد شامخ ان "المنظمات والناشطين عملوا على تسليط الضوء على اهمية الأهوار واقاموا الكثير من الانشطة لتفعيل هذا الملف وعملوا على التسويق الإعلامي للأهوار وجمال طبيعتها اذ يعمل الناشطون في ميسان على تسيير رحلات اسبوعية للأهوار واستقطاب سيّاح من محافظات الوسط".
ودعا الى "تحسين الواقع الخدمي والاهتمام ببناء البنى التحتية من اجل انعاش المحافظة اقتصاديا وذلك من خلال توافد السياح للمحافظة".
وختم حديثه بالقول "اذا كانت الحكومة عاجزة مادياً  عن دعم ملف الأهوار بسبب الأزمة التي يمر بها البلد فيجب ان تعتمد على الاستثمار في هذه المناطق".

محرر الموقع : 2016 - 09 - 09