الكلداني: المرجعية الدينية هي المؤسس الحقيقي والأب الراعي للحشد الشعبي
    

اكد أمين عام حركة “بابليون”، احدى فصائل الحشد الشعبي، ريان الكلداني، اليوم الاربعاء، انه في حال لم تكن فتوى السيد السيستاني لتشكيل الحشد الشعبي لوصل خطر داعش إلى بغداد والنجف وكربلاء ولكان أبا بكر البغدادي اليوم قد استقر في المنطقة الخضراء، مشيرا الى ان رئيس ائتلاف دولة القانون، نوري المالكي، كان الداعم الاول للحشد الشعبي ابان حكمه.

وفيما ابدى استعداده للقتال في سوريا اذا طلبت ذلك وبموافقة الحكومة العراقية، أكد ان السعودية وقطر لم تدخل للعراق سوى المفخخات والقتل، منوها الى ان المسيحيين في العراق تعرضوا لحملات تهجير “شرسة” بعد 2003 من قبل أطراف سياسية، معتبرا المكون اصبح من الاقليات في العراق بسب ما تعرض له من تنظيم القاعدة في السابق وتنظيم داعش حاليا.

جاء ذلك في حوار اجرته معه وكالة “تسنيم” الايرانية، حيث، تحدث أمين عام حركة المقاومة المسيحية عن اسباب تشكيل الحشد الشعبي، “تأسس الحشد الشعبي حين وصل الخطر الى بغداد وسقطت العديد من المحافظات العراقية بيد تنظيم داعش الارهابي وكانت فتوى المرجعية الرشيدة في النجف الاشرف فتوى مباركة، والمرجعية كانت على يقين بوصول داعش وتمدده وخطره حتى على محافظتي النجف وكربلاء المقدستين وحتى المحافظات الجنوبية”.

وأضاف، “انطلقت الفتوى المباركة من النجف الاشرف وهبت جميع اطياف الشعب العراقي بكافة اطيافه من اخوتنا السنة والشيعة والمسيحيين والتركمان والشبك للدفاع عن العراق”، مشيرا “في البداية تأسيس الحشد تأسس تحت مسمى الحشد الشعبي وكان بدعم من الحكومة السابقة برئاسة المالكي، دعم وجهز بالسلاح البسيط الذي كان موجود لدى الدولة وقاتلنا داعش من التاجي وبعدها الى مناطق اخرى منها سامراء وصلاح الدين والانبار”.

ورأى انه “اذ لم يكن هناك حشد شعبي لكان داعش في بغداد وكان ابو بكر البغدادي في الخضراء”، مضيفا “لا احد يزايد على الحشد الشعبي وعلى الدماء والتضحيات التي قدمها الحشد الشعبي وتم تحرير عدة محافظات عراقية من قبل الحشد الشعبي والجيش العراقي والقوات الامنية الاخرى”.

وحول هو دور المرجعية العليا في تشكيل الحشد الشعبي، أوضح الكلداني، ان “المرجعية الدينية هي المؤسس الحقيقي والاب الراعي للحشد الشعبي وكانت الفتوى ليست محددة لفئة معينة اوطائفة محددة وانما الفتوى كانت لجميع الشعب العراقي وبالامكانيات البسيطة تم تحرير الكثير من المناطق”.

وبشأن ماذا كان سيحصل لو لم يشكل الحشد الشعبي، وجد رئيس حركة “بابليون”، انه “اذ لم يكن هناك حشد شعبي لكان داعش في بغداد لان في وقتها انهار الجيش العراقي بيد تنظيم داعش والمعنويات انكسرت وانسحبت الجيوش وليس فقط الجيش العراقي بل انما حتى قوات البيشمركة انسحبت من المناطق المتنازع عليها وهربت الى اقليم كردستان، حيث انه في الحقيقة اذ لم يكن الحشد الشعبي لاصبح العراق في خبر كان”.

وبخصوص الدور الذي يمكن ان يلعبه الحشد الشعبي بعد تحرير العراق من الارهاب، قال الكلداني، ان “الحشد الشعبي تم التصويت عليه في مجلس النواب العراقي واصبح مؤسسة عسكرية كباقي المؤسسات العسكرية العراقية، وحين تحرير المناطق سوف تبقى هذه القوة حامية الى الاراضي العراقية وعلى سيادة العراق واي خطر اخر سوف يكون الحشد له بالمرصاد مع اخوتنا من باقي الاجهزة الامنية الاخرى”.

وحول إمكانية ان يساعد الحشد السوريين للخلاص من الارهابيين، كشف الكلداني عن ان “الحشد الشعبي قريب جدا على سورية وخصوصا من جهة تلعفر وقطعنا الامدادات التي تصل الى تنظيم داعش من سوريا الى الموصل”، مشيرا اذا “كان هناك موافقة من الحكومة العراقية وطلب من الحكومة السورية سوف نقول لهم نحن جاهزين، وخطر سورية هو خطر على العراق، واذ لم يكن هناك تحرير لسوريا فان الخطر سوف يبقى مستمر على العراق”.

وأضاف على ذلك قائلا “امريكا اليوم تعبر العديد من القارات لتأتي لمنطقتنا بحجة ما تصفه بالحفاظ على (سيادتها) ونحن دولة جارة مع سورية لايريدون لنا الذهاب والدفاع عن الدولة المجاورة للعراق”.

وبشأن اتهامات الدول العربية ضد الحشد الشعبي وادعائهم بان الحشد طائفي وعميل لإيران، رد الكلداني بالقول، ان “هذه الدول معروفة من هي مثل السعودية وقطر، مشروعهم واحد والمشروع صهيوني أمريكي وهو يحرك قطر والسعودية ولم نرى من السعودية الا الدمار للعراق والارهاب والسيارات المفخخة “.

وزاد ان “سبب انبثاق داعش هي المساجد التكفيرية التي هي في السعودية والتي يأتي دعمها من حكومة آل سعود”، مشيرا “نحن لسنا ضد الشعب السعودي وانما نحن ضد السياسة السعودية التي تمثلها حكومة آل سعود”.

ورأى، ان “اتهامات هولاء ليس بجديدة والاتهامات كثيرة حتى قبل تأسيس الحشد كانوا يطلقوا على الجيش العراقي أنه جيش (صفوي) وجيش ايراني وجيش المالكي والكثير من المسميات”.

ووجد ان “الحشد الشعبي اليوم يجمع جميع اطياف الشعب العراقي ويوجد فيه هناك الوية من المسيحيين والوية من الشيعة والسنة، وذلك رغم أن اغلبية الحشد هم من الطائفة الشيعية وذلك بسبب أن الشيعة هم في الاساس يشكلون الاغلبية من التشكيلة السكانية في العراق وهذا أمر طبيعي”.

وحول دور ايران في مساعدة العراقيين وتقييم دور الحكومات العربية في هذا السياق، رأى الكلداني، ان “الجمهورية الإسلامية الايرانية قدمت الكثير للشعب العراقي وللحكومة العراقية بموافقة وطلب من الحكومة العراقية حين كانت الدول متفرجة على العراق وكانت الدول المجاورة للعراق مثل السعودية وقطر متفرجة وتدعم تنظيم داعش الارهابي”.

وأكد ان “من وقف مع العراق منذ البداية وقام بأرسال مستشارين وقدم الدعم الكامل من الاسلحة والعتاد للعراق، هي الجمهورية الإسلامية الايرانية وبطلب وموافقة من الحكومة العراقية”.

وبشأن تاريخ المسيحيين بالعراق، بين رئيس حركة “بابليون” المسيحية، ان “تاريخ المسيحيين في العراق هو تاريخ عريق والمسيحيين هم ارض العراق وسكانه الاصليين وقد شنت على المسيحيين في العراق خاصة بعد سقوط النظام البائد حملة شرسة من بعض الاطراف السياسية لتهجير المسيحيين من الموصل وباقي المحافظات العراقية”.

واشار “كانت هناك العديد من الدول فتحت ابوابها أمام المسيحيين بغية تفريغ المجتمع العراقي من النسيج المسيحي. والمسيحيين معروفين بحبهم للعراق وهم يسكنون في اغلب مناطق العراق ولكن للاسف اليوم اصبح المسيحيون اقلية في هذا البلد”.

وحول حجم الاضرار التي الحقتها داعش بالمسيحيين، أوضح الكلداني، انه “قبل ظهور داعش في العراق كان يوجد هناك تنظيم القاعدة وقد قتل وخطف الكثير من المسيحيين، واليوم المسيحيين باتوا مثل طيور الحب وطيور السلام بسبب استهداف مناطقهم من قبل الارهاب وترحيلهم عن هذه المناطق”، مشيرا ان “تنظيم القاعدة قتل وهجر وخطف الكثير من المسيحيين واليوم تنظيم داعش الارهابي قتل كثير وسلب الكثير من المناطق الخاصة بالمسيحيين”.

وبخصوص طريقة تشكيل سرايا وحركة بابليون، قال الكلداني، “تشكلت حركة بابليون حين سقطت محافظة نينوى بيد تنظيم داعش الارهابي، وكان يوجد خطر في سبايكر وشكلنا حركة بابليون مع اخوتنا الموجودين الذين قاتلوا المحتل الامريكي”.

وزاد على ذلك قائلا “تم انزالنا في سبايكر وبعدها صدرت الفتوى المرجعية وتم تشكيل وسحب الكثير من العناصر المتواجدة لدينا من المهجرين والمرفوضين من تركيا واربيل وتم تشكيل القوة وشاركنا في اغلب المعارك التي خاضها الحشد الشعبي، وشاركنا في مناطق كان لايوجد هناك فيها مسيحي ولايوجد فيها اي كنيسة وشاركنا في مناطق كانت اغلبها لاخوتنا السنة”.

وحول دور الحركة بعد هزيمة داعش، لفت الكلداني، الى ان “حركة بابليون حالنا حال فصائل الحشد الشعبي الاخرى وسنكون مع الاجهزة الأمنية العراقية الاخرى”.

محرر الموقع : 2016 - 12 - 21