ثورة 14 تُموز وخروتشوف Khrushchev
    

 

محسن ظافر آل غريب 
 
بسم اللهِ الرّحمن الرّحيم  
أيُّها الشَّعب الكريم 
بعد الاتكال على الله وبمُؤازرة المُخلصين مِن أبناء الشَّعب والقوّات الوطنيّة المُسلَّحة، أقدمنا على تحرير الوطن العزيز مِن سيطرة الطُّغمة الفاسدة الَّتي نصَّبها الاستعمار لحُكم الشَّعب والتلاعب بمُقدراته وفي سبيل المنافع الشَّخصيّة. إن الجَّيش مِنكم وإليكم، وقد قام بما تريدون وأزال الطَّبقة الباغيّة التي استهترت بحقوق الشَّعب، فما عليكم إلّا أن تؤازروه. وأعلموا أن الظَّفر لا يتمّ إلّا بترصينه والمُحافظة عليه مِن مُؤامرات الاستعمار وأذنابه، وعليه فإننا نوجه إليكم نداءنا للقيام بإخبار السّلطات عن كُلّ مُفسد ومُسيء وخائن لاستئصاله. ونطلب مِنكم أن تكونوا يداً واحدة للقضاء على هؤلاء والتخلّص مِن شَرّهم. أيُّها المُواطنون، إننا في الوقت الَّذي فيه نُكبر فيكم الرُّوح الوطنيّة الوثابة والأعمال المجيدة، ندعوكم إلى الإخلاد والسَّكينة والتمسّك بالنظام والتعاون على العمل المُثمر في سبيل مصلحة الوطن. أيها الشعب، لقد أقسمنا أن نبذل دماءنا بكل عزيز علينا في سبيلكم، فكونوا على ثقة واطمئنان بأننا سنواصل العمل من أجلكم وأن الحكم يجب أن يعهد إلى حكومة تنبثق من الشعب وتعمل بوحي منه وهذا لا يتم إلا بتأليف جمهورية شعبية تتمسك بالوحدة العراقية الكاملة وترتبط برباط الأخوة مع الدول العربية والإسلامية وتعمل بمبادئ الأمم المتحدة وتلتزم بالعهود والمواثيق وفق مصلحة الوطن وبقرارات مؤتمر باندونغ. وعليه فإن الحكومة الوطنيّة تُسمّى مُنذ الآن “ الجُّمهوريّة العراقيّة ”. وتلبية لرغبة الشَّعب فقد عهدنا رئاستها بصورة وقتيّة إلى مجلس سيادة يتمتع بسلطة رئيس الجُّمهوريّة ريثما يتمّ استفتاء الشَّعب لانتخاب الرَّئيس. فالله نسأل أن يوفقنا في أعمالنا لخدمةِ وطننا العزيز انه سميع مجيب. 
عن القائد العام للقوّات المُسلَّحة الوطنيّة.
https://kitabat.com/2019/07/15/الْبَقَرُ-تَشَابَهَ-عَلَيْنَا-وتَشَ/
المُستشرق الفرنسيّ البروفيسور Maxime Rodinson قال: "ثورة 14 تُمُّوز العراقيّة الثورة الوحيدة في الوطن العربي"، 
 
الرَّئيس الأميركي الشّاب كنيدي اغتالَ قيادة وسيادة العراق ربيع 1963م  وفي خريف ذات العام ذاتهُ اُغتيل لتعود أميركا إلى العراق بعد حُلم وحِلم صبر 40 عاماً سنة 2003م. الإنقلاب العسكريّ Military Coup، يستحيل ثورة Revolution، وبعد عَقد مِن الزَّمَن يرتدّ بانقلاب قصر Coup d état، وفي كتاب السّينمي التسجيلي الفرنسيّ «دانييل كوبفرستين» بعُنوان “طلقات 14 تموز 1953م”، الذي صدر في باريس سنة 2017م عن مجزرة “ لا ديكوفرت ”، ارتكبتها الشَّرطة الفرنسيّة ضدّ مُتظاهرين سلميين جزائريين، ضمن تظاهرة للحزب الشّيوعيّ الفرنسيّ ونقابة العُمّال الكُبرى CGT. وقد أقام سُكّان مُحافظة الخير وصمّام أمان عراق التآخيّ التأريخيّ كركوك، حفل تأبين في الذكرى السّتين لمجزرة عام 1959م بحقّ التركمان. وألقى رئيس الجَّبهة التركمانيّة العراقيّة النائب ارشد الصالحي كلمة أشاد فيها “بالتضحيات الجّسام والعطاء السَّخي لشُهداء مجزرة كركوك، الَّذين قدموا أرواحهم فداء لأجل الحفاظ على الوجود والهُويّة التركمانيّة في كركوك وباقي المناطق التركمانيّة. والمُؤامرة الغادرة التي حيكت ضدّ رموز وشباب التركمان في 14 تُمّوز 1959م، نفسها تحاك اليوم، لكن بأسماء وعناوين ووجوه مُختلِفة”. وحذر مِن “عقد أيّ اتفاق سرّي بهذا الصَّدد بعيداً عن مُوافقة أهل كركوك وخصوصاً التركمان”. 
تقرير موقع "روسيا اليوم" في 14 تُمّوز 2019م.. الاُستاذ في جامعة براون الأميركيّة البروفيسور «سِرگي خروتشوف Sergei Khrushchev» (مولود عام 1935م) المُقيم في الولايات المُتحدة الأميركيّة ويحمل جنسيّتها، في ثُلاثيّته الموسومة بعُنوان “ نيكيتا Nikita خروتشوف ولادة الدّولة العُظمى”، وتقع في أكثر مِن ألفيّ صفحة، يروي عن والده الزَّعيم السّوفييتي، في نهار 14 تُمّوز 1958م: “ فجأة ودون سابق إنذار وقع انقلاب عسكريّ في بغداد، حين زحفت إحدى الفرق العسكريّة العراقيّة نحو بغداد بقيادة آمرها عبدالكريم قاسم، وصولاً إلى القصر الملكي، ليمسك دون قتال السّلطة الَّتي تركها نوري السَّعيد نهباً للأقدار. وكان أوَّل قرار اتخذته الحكومة الجَّديدة الخروج مِن حلف بغداد، وبذلك دخلت بغداد بشَكل آلي في خانة أصدقاء الاتحاد السّوفيتي. لم يكن والدي في موسكو، فقد سافر يوم 12 تُمّوز بدعوة مِن فالتر أولبرشت إلى برلين لحضور مُؤتمر الحزب الاشتراكيّ الألمانيّ المُوحد (الحزب الحاكم آنذاك في ألمانيا الشَّرقيّة) وكُنتُ بمعيّته. ما إن سمع والدي بخبر الإنقلاب بعد وقوعه حتى اتصلَ بموسكو، وطلبَ بمُوافاتِه بالتطوّرات دقيقة بدقيقة، وتابعَ بقلقٍ الإنزال الأنگلوأميركيّ، وصارَ يعمل وفق سيناريو أزمة السّويس. عدَّلَ والدي في مُسودَّة البيان الَّذي صاغته وزارة الخارجيّة السّوفيتيّة حول الموقف في العراق وشدَّدَ لهجته وأضافَ عبارة تُؤكّد على أنَّ موسكو تستند إلى نهج الأفعال وليسَ الأقوال، وإذا اقتضى الأمر فإنها لن تتردَّد في التدخّل العسكري. قبلَ ظهيرة الرّابع عشر مِن تُمّوز، أمرَ نيكيتا خروتشوف وهو ما يزال في برلين بإجراء استعراض للقوّة العسكريّة السّوفيتيّة على الحدود مع تركيا وإيران وأن تقترب القطعات كثيراً مِن نقاط التّماس. كان والدي على قناعة بأنَّ التدخّل الأنگلوأميركيّ واقع لا مَحالة، وأنَّ تركيا ستلعب دوراً رئيساً في هذه المسرحيّة، القوّات التركيّة تُطلق الرَّصاصة الاُولى، فتهبّ معها القوّات الأميركيّة والبريطانيّة وتغزو العراق. لم يكُن ذلكَ تحليلاً أو استنتاجاً قائماً على تصوّرات، بل يستند إلى تقارير دقيقة مِن الاستخبارات السّوفيتيّة الَّتي كانت ترصد على مدار اليوم المُراسلات والنشاطات الدّبلوماسيّة والعسكريّة في البيت الأبيض وداوننگ ستريت 10. مع تواتر المعلومات أمر نيكيتا خروتشوف بإجراء مُناورات عسكريّة حيّة على الحدود مع تركيا وإيران بمُشاركة واسعة مِن القوّات البريّة والجَّويّة كي يفهم الغرب جدّيّة نوايا الاتحاد السّوفيتي ولترويع تركيا وإيران وردعهما عن الامتثال إلى الأوامر الأميركيّة، والامتناع عن الانضمام إلى الحملة المزمعة ضدّ العراق. وخلافا للعادة نشرت الصُّحف السّوفيتيّة على صدر صفحاتها الاُولى أخباراً عن انطلاق المُناورات البريّة والجَّوّيّة للقوّات السّوفيتيّة في ما وراء القوقاز وتركمانيا وبمُشاركة أسطول البحر الأسود. وكانت تلك المرَّة الاُولى الَّتي تنشر فيها الصَّحافة السّوفيتيّة تقارير عن مُناورات عسكريّة. والهدف واضح؛ إبراز مدى خطورة الوضع. وللتأكيد على الأهميّة القصوى للمُناورات أمر خروتشوف بإيفاد النائب الأوَّل لوزير الدِّفاع المارشال غريشكو لقيادة الميدان. والتحق به في تركمنستان (تركمانيا سابقا) بطل الدّفاع عن لينينغراد المارشال مريتسكوف. وتحرَّكت القوّات نحو الحدود. وغطَّت الطّائرات السَّماء. وكان الوالد مُتوتراً وهو يُطالب بتجاوز العوائق البيروقراطيّة والتحرّك بسرعة في سباق مع الزَّمن. وكان يُردّد لو إننا تحركنا فوراً لما استسهل الامبرياليون الإنزال السَّريع في الاْردن ولبنان وتهديد العراق الَّذي يُواجه نظامه الجَّديد خطر الانهيار. وبعد عودة خروتشوف إلى موسكو، اتصل برئيس بلغاريا جيفكوف، وطلب مِنه أن تخوض القوّات البلغاريّة مُناورات على الحدود مع تركيا وبإسناد جوّي سوفيتي يقوده مارشال الجَّو سكريبكو الَّذي تعرف الاستخبارات الأميركيّة انه قائد سرب الطّائرات السّتراتيجيّة المُوجَّهة نحو الولايات المُتحدة. وكان خروتشوف الأبُ يُردّد "دَعهم يقلقون!". وصباح 19 تُمّوز بعث خروتشوف برسائل إلى الرَّئيس الأميركيّ أيزنهاور وإلى رئيس الوزراء البريطانيّ ماكميلان والفرنسيّ شارل ديغول والهندي نهرو يطلب فيها عقد اجتماع عاجل في أيّ مكان مُناسب لهم، وإنه مُستعد للالتحاق بهم . وبعد ثلاثة أيّام جاء الرَّد بالرَّفض، الأمر الَّذي كان خروتشوف يتوقعه وينتظره، فطلب عقد دورة طارئة للجَّمعيّة العامّة للاُمم المُتحدة في الثامن والعشرين مِن تُمّوز. لكن الولايات المُتحدة وبريطانيا ماطلتا في الموعد، بل وعقدت الدُّول الأعضاء في مُعاهدة حلف بغداد اجتماعاً بلندن في نفس الموعد الَّذي طالبت فيه موسكو عقد الدّورة الاُمميّة الاستثنائية يوم 28 تُمّوز. وقام خروتشوف في 31 تُمّوز بزيارة سريّة إلى بكّين مُصطحباً معه وزير الدِّفاع المارشال مالينوفسكي لإثارة المزيد مِن القلق لدى الغرب. وتلقى وهو في بكّين برقيّة تُفيد بأنَّ الجَّلسة الطّارئة للجَّمعيّة العامّة للاُمم المُتحدة ستلتئم يوم 12 آب في نيويورك. وعاد خروتشوف مِن بكّين إلى موسكو في الخامس مِن آب ولاح انه اقنع ماوتسي تونگ بدعم سياسة موسكو في الشَّرق الأوسط الّذي كان بعيداً عن اهتمامات الصّين الماويّة. في السّابع مِن آب، أعلنت الصُّحف الصّادرة في موسكو عن انتهاء المُناورات. وطار غروميكو، وزير خارجيّة الاتحاد السّوفيتي، إلى نيويورك في العاشر مِن الشَّهر لحضور الدّورة الاستثنائيّة للاُمم المُتحدة. وسافر نيكيتا خروتشوف إلى مُقاطعة كويبيشوف لافتتاح محطَّة ضخمة للكهرباء على نهر الفولغا. ومن هناك اعلن أمام الجُّمهور عن نصره المُؤزر، وكيف أوقف "عُدوان الإمبرياليبن على العراق. أيقن والدي أنَّ الآخرين لا يفهمون إلّا لُغة القوّة، وأنَّ الدّبلوماسيّة لن تنجح إلّا إذا ترافقت مع القوّة العسكريّة. إنَّ أزمة السّويس والإنذار السّوفيتي الشَّهير بوقف العُدوان الثُّلاثي على مصر، وبعدها أحداث العراق كانا أساسيين في تثبيت نهج ولادة الدّولة العُظمى، وفق رؤية نيكيتا خروتشوف ”.
http://www.iraaqi.com/news.php?id=25658&news=7#.XSs_b_ZuKM8

 

محرر الموقع : 2019 - 07 - 15