المرجع السيد السيستاني.. والإجازات المرضية والنسب غير الصحيح
    

قبل أكثر من (1400) عام قالها سيد الحكمة والصبر الإمام (ع) في وصيته لمالك الأشتر{يا مالك إن الناس صنفان :إما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق} احترام الناس لبعضهم نابع من مشتركات إنسانية وأخلاقية تقوم عليها الأمم وشعوبها,وليس من باب التصنيف للعنوان والهوية والانتماء,ما الفائدة أن يكون الإنسان من نسب رسول الله (ص) وهو لا يمتلك أي ذرة ٍ من خلق النبي وآله ,علينا أن يفتخر كل منا بنسبه الذي يعطيه انطباع حسن بسلوكه وأفعاله الصادقة بين مجتمعه .

لازلنا نهيش عقدة الأسم والمسمى في حياتنا,وتقييمنا لشخص يكون إما من خلال قوة مكانته الاجتماعية أو سطوة نفوذه وقوته أو موقعه من المسؤولية ,أن يتحرك مرجع كالسيد السيستاني ويصدر فتوى مفادها :((بأنه لا يجوز أدعاء السيادة لمن ينتمون الى عشائر وأسر لم تعرف السيادة )) يعني أن هناك خلل كبير وظاهرة مؤلمة تعيشها الأمة والمجتمع , هو مؤشر خطر يهدد المنظومة القيمية ,بأن يتنصل المرء عن عشيرته ويدعي نسبه لآ آل البيت ,ليس حباً بسلوكهم ونهجهم وخطهم الواضح أنما تقرباً وتزلفاً لمسئولٍ ما لكسب وده وعطفه وبالتالي سيشمله كرمه كونه من نسب واحد.

 هؤلاء نكرات اجتماعية ليس لديهم أي عنوان ثابت يعيشون من أجله فصفة الانتهازية والوصولية هي معيارهم  في معاملاتهم  هم مع كل ناعقة وكل ريح يميلون معها ,الغاية تبرر الوسيلة سلاحهم ,من يريد أهل البيت عليه أن يكون صادقاً نزيهاً مستقيماً محباً للخير محمل ومعبئ بمقومات رصينة صحيحة يبنى على أساسها هويته الشخصية التي يتفاخر بها بين مجتمعه وأهله ,لقد أحب النصارى النبي (ص) لأنه صادق وأمين في معاملاته ويحترم شعائرهم وطقوسهم وهويتهم التي يفتخرون بها .

لم يقصهم أو مارس ضدهم التهميش ,أوفرض عليهم ضوابط ترغمهم على فعل ما لا يعتقدون به ,الرسول (ص) قرب سلمان الفارسي منه وأطلق عليه أسم (سلمان المحمدي ,وسلمان منا أهل البيت ) أي أنه سائر على نهج خلقنا وفكرنا ,لم يدعي سلمان النسب ,بل جاءه النسب سلوكاً وعنواناً لمصداقية أعماله .

كثيرةٌ هي المحن والتحديات صدر فتاوى تحرم الأجازات المرضية ,وسرقة الكهرباء ,والادعاء غير الصحيح بنسب رسول الله (ص) ,وووووووو والكثير من الفتاوى وماذا بعد ؟؟ مع أي أناس نحن نتعامل !! وجراحنا تنزف ودماء الأحرار تسيل على ساتر الشهادة ,أين كانوا الذين يدعون نسبهم من آل محمد الأطهار ,وصحيحين النسب كان تلاحقهم سطوة الجلاد بالحديد والنار ببطشه تحت كل حجر ومدر ليعذبوا وتملئ الأرض منهم موتى .

أذكر جيداً كانت هنالك بيوت معينة تدعي أنها من عشيرة السلطة آنذاك وتعلق القطعة على واجهة الدار (فلان الفلاني ) سبحان مغير الأحوال ,الآن عندما تغيرت موازين القوى وأغلب صانع القرار والعملية السياسية هم (سادة ) استبدلت العناوين ,فجاءت المسبحة والخواتم العقيق ,والدشداشة السوداء.

بعدما كان مجلس الفرح بعيد مولد القائد الضرورة ,أصبح اليوم مجلس عزاء باستشهاد الزهراء (ع),أي تناقضات وسخرية هذه أنه إعصار من نوع جديد يزحف ألينا ,هل هنالك مشكلة في أن يفتخر المرء بأنه من الجنوب أو الوسط أو الغربية أو الشمال ؟ليس بالأمر الصعب على الله في أن يوحد الجميع تحت دين ونسب واحد فالاختلاف جاء رحمة وليس نقمة لأن يدفع بالناس بتغيير هوياتهم حسب ما تقتضيه الحاجة والظرف ,فقيمة المرء بمنجزه وعطائه وفكره وأخلاقه الحميدة وحسن تربيته .

ثائر الربيعي

محرر الموقع : 2017 - 01 - 24