الحكيم يدعو الى إعادة تأهيل المرأة لترصين المجتمع والوصول الى التسوية
    

دعا رئيس التحالف الوطني عمار الحكيم، اليوم السبت، الى اعتماد بناء الثقة المتبادلة والمواطنة المتبادلة بين الجميع، علاوة على إعادة تأهيل المرأة لترصين المجتمع والوصول الى التسوية.

وقال الحكيم في كلمة في كلمة القاها خلال المؤتمر الإسلامي السنوي لمناهضة العنف ضد المرأة تابعتها " الاتجاه برس "، ان " أساس المرحلة القادمة يجب ان يكون مبنياً على الثقة المتبادلة والحصانة المتبادلة والمواطنة للجميع، علاوة على إعادة تأهيل المرأة للوصول الى تسوية مجتمعية".

واكد ان "العنف الأسري والمجتمعي لم يعد يمثل الأولوية القصوى في هذه المرحلة، لأننا نواجه تحدياً مصيرياً في إعادة بناء وتاهيل المراة العراقية والتعامل مع هذا العنف الذي تعيشه بسبب الظروف السياسية والإرهاب والحروب والنزوح والتهجير"، مؤكدا ان " لاتسوية مجتمعية من دون امرأة واثقة بنفسها ، ولا مجتمع صامد من دون امرأة قوية".

وأشار الى ان "العنف النفسي ضد النساء لهو اقسى من العنف الجسدي او اللفظي، وان الله تعالى قد جعل المرأة سكينة تسكن لها نفوسنا، فكيف تتحول هذه السكينة بفعل الظروف القاسية التي تمر بها الى كتلة من الألم والصدمة واللوعة"، مشيرا الى انه "منذ عقد من الزمن والمرأة العراقية تحت ضغوط كبيرة وعنيفة ، وقد تركت هذه الضغوط اثارها الواضحة على المرأة العراقية وخدشت نفسيتها ، والمرأة العراقية بتاريخها وصلابتها وروحيتها وقدرتها على التكيف استطاعت الصمود لحد الان، ولكن الضغوط والظروف والممارسات انهكتها واثرت في بنيانها النفسي".

وأضاف رئيس التحالف الوطني "انها فترة طويلة من الزمن يتواصل فيه العنف النفسي للمرأة بهذه الدرجة ، ويرافقها الخوف من المستقبل والمجهول ... وكل هذه المخاوف تواجهها المرأة وحيدة ، ونادرا ما تشتكي او تعبر عن مخاوفها".

وتابع ان "نفسية المرأة تبدأ بالتشكل منذ العقد الأول من عمرها، ومنذ الانهيار في بداية التسعينات من القرن الماضي والى اليوم يكون قد مر 26 سنة على نسائنا العراقيات بين حصار مدمر ومتغيرات سياسية عنيفة وحادة واحداث عنف سياسية وطائفية متفاوتة ، وهذه المدة الزمنية تكوّن فيها جيلان كاملان من النساء"، مستدركا ان "جيلان من نسائنا كبرن وتعلمن وتعايشن مع ظروف غير طبيعية ومع مستويات عالية من العنف، وهذان الجيلان اغلبهن بدأن مرحلة الامومة وتكوين الاسرة وتنشئة المجتمع الان، وعلينا ان نتوقف عند هذه الحقيقة ونوليها الاهتمام ونتواصل مع هذين الجيلين بلغة اكثر تفهماً وصراحة".

ولفت الى انه "مع وجود الإرهاب الأسود على ارضنا وحربنا الشرسة ضده، فان العنف المباشر وغير المباشر ضد المرأة وصل حدوداً فاقت التصورات، حيث الإرهاب التكفيري ركز بصورة ممنهجة على كسر نفسية المرأة، ومارس أساليب متوحشة في التعامل معها كان اقلها الاسر والسبي والاعتداء الجنسي"، موضحا ان "لدينا ملايين النازحين من مناطقهم ، ويقع اغلب العبء والمعاناة في مأساتهم على المرأة بالتحديد لأنها تكون خارج مملكتها الخاصة وبيتها ويطلب منها ان توفر الحد الأدنى من الاحتياجات لعائلتها".

وأوضح ان "العنف الأسري والمجتمعي لم يعد يمثل الأولوية القصوى في هذه المرحلة ، لأننا نواجه تحدياً مصيرياً في إعادة بناء وتاهيل المراة العراقية والتعامل مع هذا العنف الذي تعيشه بسبب الظروف السياسية والإرهاب والحروب والنزوح والتهجير ... اننا نواجه تبعات مجتمع منهك ومستنزف وان عماد هذا المجتمع هو المرأة، ولن نستطيع ان نبني المجتمع ونعيد ثقته بنفسه الا اذا ساعدنا المرأة العراقية على النهوض وأعدنا لها ثقتها بنفسها وساعدناها على تجاوز هذا الكم الهائل من العنف والضغط النفسي والمعنوي".

وشدد "علينا ان لا نرفع الشعارات في هذا الموضوع وانما نعمل بصدق ، ومهما كانت الظروف المالية صعبة على البلد الا ان برامج تأهيل المرأة ورعايتها يجب ان لا تتأثر ، لان كل الإمكانيات التي تسخر لنساء العراق ستعود على الوطن بمجتمع ناضج وواعٍ وسوي".

وأوضح ان " المتغيرات التي مرت على العراق وشعبه في الــ50 سنة المنصرمة كثيرة ولكن اكبر هذه المتغيرات هي ان يكون جزء من شعبنا تحت سلطة عصابة إرهابية تكفيرية، علينا ان لا نمر على هذه التجربة القاسية ببساطة او نتعامل معها ومع نتائجها عسكريا وامنيا"، مؤكدا انه "شرخ كبير في النفسية العراقية وعلينا ان نعمل بكل جدية على ان نعالج هذا الجرح النازف في الكرامة وفي السلوك، ومن أكثر شرائح المجتمع التي عانت من هول هذه الكارثة هي المرأة بكل أصنافها وعناوينها".

وقال ان "الموت والإرهاب لم يفرق بين طائفة وأخرى او بين قومية وأخرى وانما حصد الأرواح بوحشية وتعمد اذلال المرأة وكسر نفسيتها والتعامل معها خارج حدود الإسلام والإنسانية"، لافتا الى ان "عصابة المتوحشين والقتلة كانوا انذالاً في التصرف حتى مع النساء المغرر بهن ممن صدقن اكاذيبهم وتكفيرهم وحولوهن الى مجرد أجساد محطمة لإشباع رغباتهم السادية المريضة، واننا ننظر الى نساء العراق بعين المظلومية الواحدة بغض النظر عن انتمائاتهن، الا بعض الاستثناءات ممّن كان لهن دور في تمكين الإرهابيين والتغرير بالنساء والفتيات".

واكد "انها مسؤوليتنا الشرعية والوطنية والإنسانية ان ندافع عن الوعاء الذي تتربى فيه اجيالنا القادمة، واننا على أبواب معركة العراق المصيرية، وان مدن نينوى وقصباتها قد فتحت ذراعيها لاستقبال أبنائها الابطال المحررين من كل مناطق العراق وان النصر قادم على غربان الظلام والتكفير والفكر المنحرف".

وبين انه "لا يحق لاحد كائنا من كان ان يمنع عراقياً من المشاركة في شرف تحرير أرضه ، والذين يدعون الحرص على وحدة العراق وحرية شعبه عليهم ان يكونوا حريصين على عدم اثارة النعرات الطائفية والاحقاد بين العراقيين، و ان التاريخ يخبرنا ان كل الاسماء مهما كبرت او صغرت ستذوب وترحل وتبقى الأوطان هي الشامخة والابدية".

وأضاف ان "من الموصل سنعيد بناء مجتمعنا العراقي ونعيد تثبيت حدودنا الوطنية وتحديد مستقبلنا المشترك"، مؤكدا انه "لن يكون هناك من هو احرص على العراق من ابنائه الغيارى ولن يكون هناك من هو اصدق مع العراقيين من بعضهم البعض وكل المراهنات على المشاريع الاجنبية القادمة من خارج الحدود ستفشل وترتد على اصحابها خيبة وعاراً".

واكد ان "العراق يرفض ان تكون اليد الطولا فيه لغير العراقي وان يتم التخطيط له من خارج حدوده ومساحاته الوطنية "، مشيرا الى ان "بالأمس كنا على الجبهات في قواطع نينوى العزيزة وكانت صورة رائعة من تلاحم الجيش مع البيشمركة والحشد الشعبي والعشائري".

وبين ان "هذا هو العراق الذي صبرنا كثيرا من اجله وحلمنا كثيرا به علينا ان نفكر ونعمل بروحية الشعب الذي يرفض كل الحواجز، لنبني وطناً يحترم أبناءه، وأننا ندرك ان الطريق صعب وطويل ولكننا عبرنا حاجز الخطر والتحديات الكبيرة والان أصبحنا في مرحلة تحديد الأولويات وتعزيز الثقة، فبدون الثقة ببعضنا البعض وبدون الثقة بقدرتنا على العيش المشترك وبدون الثقة بوحدة هذا الوطن العظيم لا يمكننا ان ننتصر ونواصل العمل"

 

وختم ان "أساس المرحلة القادمة يجب ان يكون مبنياً على الثقة المتبادلة والحصانة المتبادلة والمواطنة للجميع، و يجب ان يشعر الجميع انهم شركاء وأبناء لهذا الوطن فما دام هناك من يشعر انه مغبون او مهمش فان السلام والوئام الذي نسعى اليه لن يتحقق".

محرر الموقع : 2016 - 10 - 29