المرجع ليس منصبا حكوميا ولا ديمقراطيا ولا وراثيا
    

 لان مرجعية الشيعة منذ ان رحل رسول الله (ص) الى الرفيق الاعلى لم تخضع لحكومة او تنتخب ديمقراطيا، ولم ولن يستطيع اي شخص فرض نفسه كمرجعية للشيعة مهما فعل ، وحدث مثل هذا الامر عندما حاول البعض ان يتقلد الامامة بعد استشهاد المعصوم الا انه فشل لان انقياد المسلم الامامي الى مرجعه تاتي بتوفيق الهي عقلي، وحصل من ادعى السفارة في الغيبة الصغرى فآل به الامر الى الفضيحة والمنبوذية

تدور بعض التكهنات في الافق البعيد عن من سيكون المرجع بعد السيد السيستاني ( اطال الله بعمره) ويحاولون التشويش على مقلدي السيد، ولانهم لم يقراوا التاريخ جيدا فان المراجع العظام وحتى فيهم ممن هم افضل من السيد عندما رحلوا بقيت المرجعية وبقي الفكر الامامي بامان بفضلهم، يحاول البعض ايهام الناس بان هنالك قوى تؤثر على انتخاب المرجع ، ولا اعلم انا اين هي هذه القوى  فاني بكامل ارادتي اتمسك بمرجعية السيد السيستاني، وغيره من المراجع فان مقلديهم يقلدونهم بكامل ارادتهم.

يحاولون ايضا ترويج التنافس بين المراجع ومثل هذا لم ولن يحصل لان غاية اي طالب علم الاجتهاد، وغايته من الاجتهاد حتى يخدم المذهب، لا ان ينافس الغير من المراجع ليتربع على هرم المرجعية.

لم يحصل ابدا في تاريخ الشيعة منذ الغيبة الصغرى وحتى اليوم ان هنالك من قلده الشيعة من المراجع او حتى السفراء وتبين لهم انهم كانوا على خطا، فالتسديد الالهي لهذا المنصب لا يمكن له ان يتركنا او يترك المنصب بيد من تسول له نفسه في التامر على المذهب، فقول الامام الحجة بان علماء امتي حجتي عليكم له ابعاد فكرية وغيبية تجعلنا نؤمن بما نحن عليه من التمسك بالمرجعية.

نعم قد يختلف الفقهاء في بعض الاحكام الشرعية التي لا تؤثر اصلا على العقائد وحتى على المتفق عليه منذ ابد الدهور ، بل قد يكون الاختلاف على المستحدثات من المسائل وهذا امر مشروع وفيه الكثير من الايجابيات للمذهب بل تدل على اي مدى يسع الفكر الامامي لكل الاراء.

كم حاولوا النيل من مواقف المرجعية ومن خطابها الاسبوعي عبر منبر الجمعة الكربلائي الا انهم باءوا بالفشل لان النتائج المترتبة عن ما يلتزم به المسؤول من ارشادات المرجعية تاتي ايجابية، وتاتي السلبيات عندما لا يلتزم السياسي بارشادات المرجعية.

حاولت بعض الحكومات دعم بعض الاشخاص ممن باعوا دينهم لدنيا غيرهم في طرح مرجعيتهم معها التهريج الاعلامي لهم والتمويل الا انهم لم يصلوا الى ما ياملون تحقيقه، والامثلة على هؤلاء كثيرة فكل من يدعي الاجتهاد ويذكر الاخرين بسوء فاعلموا انه مدفوع الثمن، بينما كل مراجعنا على مدى التاريخ لم ولن يهاجموا ويتنابزوا مع غيرهم من اجل التفاف الناس حولهم.

شخص ما طلب حكم شرعي من السيد النائيني وذكر في سؤاله انه حصل على الاجابة من السيد اليزدي الا انه يقلد النائيني ويريد جوابه ، فكان جواب الشيخ النائني بالمعنى وليس بالنص بانه من لم يلتزم بفتوى اليزدي لا اقبل تقليده لي.

بيان المرجعية بخصوص الجهاد الكفائي قال عنه السيد خامنئي بانه تسديد الهي.

فالذي يصطاد بالماء العكر اقول له مرجعيتنا لا تاتي بالانتخابات ولا بالوراثة ولا بالتدخل الحكومي  

سامي جواد كاظم

محرر الموقع : 2016 - 10 - 30