البعد الآخر في بيانات المرجعية العليا
    

ان الدور الذي لعبته المرجعية العليا في النجف الاشرف بعد سقوط الطاغية يعتبر دورا مشرفا انقذ العراق من مطبات لا تحمد عقباه، وهذا الدور مثلما له مؤيدين هنالك معارضين، المؤيد يؤيد من اجل وطنه والمعارض يعارض من اجل مؤامراته ، وقد عملت هذه القوى المعارضة المدفوعة الثمن بشتى وسائلها من اجل النيل من صورة ومكانة المرجعية في الوسط الاسلامي عموما والعراقي خصوصا.

الاعلام كان له الدور البارز في تنفيذ هذه المؤامرة فكان بين الحين والاخر ينسب اخبارا كاذبة للمرجعية سواء ما يتعلق بالدين او بالشان السياسي العراقي، ومما لاشك فيه ان دور المخابرات الامريكية المركزية دور خطير في كيفية مواجهة مرجعية لم ولن تكن في حساباتهم ما قامت به، بل وفي بعض الاحيان بعثرت اوراقهم.

هذه الاخبار الكاذبة تتفاوت بمدى تاثيرها المستقبلي على العراق وعلى مكانة المرجعية وعلى ما يضمره الكذابون، فيكون رد المرجعية وفق بيان مدروس بشكل دقيق في اختيار العبارات للرد وفي بعض الاحيان لا ترد المرجعية على بعض الاكاذيب.

هنا يجب التوقف عند الرد وعدم الرد، فالرد على الكذبة يعني ان هنالك اثرا سلبيا مستقبليا سيترتب على ما تضمنه الكذب وعلى سبيل المثال لا الحصر ” مكتب المرجع السيستاني :لا صحة لترحيب المرجعية العليا بمشاركة قادة عسكريين ايرانيين في العمليات العسكرية ضد داعش وما نشر بهذا الخصوص ملفق” في 16/11/2014، في هذا التاريخ كان الحشد الشعبي يحقق انتصاراته ضد داعش ومن يدعم داعش من الخارج ومن الداخل فجاءت كذبة ترحيب السيد السيستاني بمشاركة قادة ايرانيين حتى ينالوا من المرجعية ومن عزيمة الحشد ومن انتصارات الحشد ومن ايران والاهم انهم يريدون ان يقولوا ان فتوى الجهاد الكفائي لم تكن حصرا على العراقيين، وعليه يجب الحذر من مراجع الشيعة في العالم، فكان لابد للمرجعية من الرد وتكذيب الخبر وتوضيح ما صدر عنها في خطبة الجمعة من عدم ممانعته لو ان الحكومة العراقية استعانت بدول شقيقة وصديقة في محاربة الارهاب.

بيان اخر بخصوص تكذيب لقاء السيد السيستاني بوفد من الحوثيين وهذا التكذيب لا يعني انه موجه للحوثيين بل للمنافقين الذين يحاولون جهد امكانهم اثبات علاقة المرجعية بما يجري في اليمن.

ولكن عندما نشر الاعلام خبر لقاء السيد بوزير دفاع امريكا الاسبق رامسفلد مع التلاعب بصورة في الفوتوشوب تظهر الوزير مع السيد لم يرد عليهم السيد .

وفي بيان صدر عن المكتب بخصوص ما نسب للسيد من حديث يخص التطبير فقد كذب هذا الحديث فقط، وهنا على الاطراف المعنية قراءة ما يريد السيد لا ان ينسب اليه تاويل القراءة، اضافة الى بيانات سابقة صدرت من مكتب المرجعية بخصوص عدم تدخلها بتشكيل الحكومة او كتابة الدستور، هذه البيانات يجب ان يلتفت اليها اصحاب الشان وان يقراوا بين السطور ومع كل هذا الحذر من المرجعية فيظهر على الملا متطفل سياسي اجنبي ليتهم المرجعية بما يقلق مؤامراته وهو يعلم انه يكذب فلو لم تلتفت المرجعية في الرد على اكاذيب المبطلين لاصبح من السهل فبركة كذبة اكبر يحاولون من خلالها تقطيع حبال الثقة المتينة بين العراقيين والمرجعية، فالمرجعية تقرا بين سطور البيانات قبل ان تصدرها من اجل الحفاظ على مكانة المرجعية التي تمثل وحدة شعب وقوة الاسلام

سامي جواد كاظم

محرر الموقع : 2017 - 02 - 12