باحثون غربيون: السعودية ستشهد صراعات داخلية قريباً
    

توقع باحثون غربيون أن تشهد السعودية قريباً اضطرابات في ظل المشاكل الاقتصادية التي تعاني منها، مشدّدين على ضرورة أن لا تقدم واشنطن دعما غير مشروط للرياض لمعالجة مشاكلها، يأتي ذلك في ظل فضيحة من العيار الثقيل أطلقتها زهافا جال أون زعيمة حزب «ميرتس» اليساري الليبرالي في إسرائيل التي نشرت أسماء 122 ضابطا إسرائيليا وأميركيا يعملون في قاعدة الملك فيصل الجوية في محافظة تبوك السعودية.  وكتب الباحث بمجلس العلاقات الخارجية الأميركي ساجتوم سام بمشاركه 3 خبراء في شؤون الشرق الأوسط مقالة نشرها موقع «»Defense One تناول فيها مشروع «رؤية عام 2030» الذي اطلقه ولي ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، إذ توقع أن يشهد مشروع التنويع الاقتصادي هذا الكثير من المطبات، وقال الكاتب: ان «الاندفاع باتجاه الاصلاح قد يدفع بالسعودية نحو عدم الاستقرار السياسي»، مضيفا ان «الولايات المتحدة يجب ان تشجع الرياض من خلال عرض التنسيق العالي المستوى والخبرة التقنية، لكن ليس من خلال تقديم الدعم غير المشروط «، الكاتب اشار الى ان «رؤية عام 2030» وخلافاً لما اسماها البعض بأنها ثورة «مقنعة بإصلاحات سياسية»، فإنها عبارة عن «سلسلة من الخيارات المحفوفة بالمخاطر التي تفرض على الحكومة السعودية بسبب عدم تخطيطها خلال فترة الرخاء الاقتصادي واعتقادها بأن اسعار النفط ستبقى مرتفعة».


اضطرابات وعدم استقرار
وبينما أشار الكاتب الى أن محمد بن سلمان تقدم بخطوة بيع اجزاء من شركة «أرامكو» كحافز من أجل الشفافية ومحاربة الفساد، حذر بالوقت نفسه من ان «الشفافية قد تزعزع استقرار البلاد»، وهنا شرح ان الارباح النفطية جعلت «شبكة اعضاء العائلة الملكية السعودية» تذعن للقيادة السعودية، ملمحا الى ان سياسة الشفافية بشركة «أرامكو» قد تغير ذلك، ومشيرًا بالوقت نفسه الى ما يقال عن دعوة امراء سعوديين كبار الى «تغيير النظام وتوجيههم انتقادات حادة الى محمد بن سلمان نفسه».
في المقابل، قال الكاتب: إن «خطط وقف الاعانات المالية وتقليص الإنفاق في القطاع العام قد يؤدي الى اضطرابات في الشارع»، واستشهد بما حصل قبل أشهر عندما قام عمال بناء سعوديون بإحراق حافلات الركاب في مدينة مكة المكرمة بسبب عدم دفع رواتبهم، ورأى الكاتب أن السيناريو الاكثر ترجيحا هو أن تواجه السعودية صعوبات كبيرة في المرحلة المقبلة، وإن انعدام الاستقرار قد يأتي بأشكال مختلفة، مثل: النزاعات الدموية داخل العائلة الملكية اوأحداث شبيهة لما حصل في دول «الربيع العربي»، حسب تعبيره.


فضيحة إسرائيلية - سعودية
من جانب آخر، سربت زهافا جال أون، زعيمة حزب «ميرتس» اليساري الليبرالي في إسرائيل، أسماء 122 من ضباط إسرائيليين وأميركيين عاملين في قاعدة الملك فيصل الجوية في تبوك بالمملكة السعودية.
ووفقا للوثيقة التي سربتها الزعيمة اليهودية اليسارية ونقلتها «القناة العاشرة» الإسرائيلية، فلقد «تم توقيع اتفاق على إرسال هؤلاء الضباط مع السلطات السعودية عقب زيارة أوباما للرياض في 20 نيسان الماضي لإنجاز منظومة القبة الحديدية»، والمعلومات التي تم تسريبها من جانب «جال أون»  تشير إلى أن إدارة هذه العملية ستكون تحت رعاية الجانبين الإسرائيلي والأميركي ولا يسمح للسعوديين التواجد فيها»، إلا أن الزعيمة الإسرائيلية وبعد أن نشرت أسماء الضباط الـ 122 ورتبهم، علقت بالقول: «نظراً إلى أن السعودية قررت خلال اتفاق سري مع إسرائيل بتسليم جزيرتي (صنافير وتيران) للجيش الإسرائيلي قريبا، فليست لدينا حاجة لإيفاد ضباطنا المتخصصين إلى قاعدة الملك فيصل الجوية في تبوك، وأصرح بأن هذا القرار الطائش من جانب بنيامين نتانياهو سيوقعنا في فخ الإرهاب السعودي عاجلا أو آجلا».


نساء السعودية في «الجحيم»
إلى ذلك، نشرت صحيفة «نيويورك تايمز» أمس الأول الثلاثاء تقريراً موسعاً عن أوضاع المرأة في السعودية ذكرت فيه الصحيفة أن 6 آلاف امرأة سعودية أرسلن إليها رسائل بالبريد الإلكتروني وصفن فيها حياتهن في بلادهن في ظل التشدد والتطرف بـ «الجحيم»، بينما عنونت الصحيفة الأميركية على لسانهن: «نحن نعيش في كذبة اسمها المملكة العربية السعودية». 
ونقلت «نيويورك تايمز» عن إحدى النساء السعوديات قولها: «وصاية الرجل عليّ تجعل حياتي مثل الجحيم، أريد أن أخرج مع صديقاتي، وأذهب لتناول الغداء في خارج المنزل، وأقتل الشعور باليأس، لا أستطيع الخروج للشراء من السوبر ماركت ولا أي مكان إلا برفقة «محرم»، أنا لا أمانع أخذ موافقة والدي في الأمور فهو يجب أن يكون جزءا منها، لكن هذه الروابط الاجتماعية القوية تتدمر بتلك الفروض والسلوكيات الخاطئة».
وأكدت «نيويورك تايمز» أن المملكة السعودية فيها المجتمع الأبوي الخاص يسود بشكل لا يصدق، وهناك العديد من النساء يخشين الكشف عن قصصهن، خوفا من رد فعل عنيف من الأقارب الذكور الذين يشرفون على جميع جوانب حياتهن ويسمون بالأوصياء، وطبقا للصحيفة الأميركية فإن «معظم رسائل النساء السعوديات تركز على الإحباط والسخط ضد قواعد الوصاية التي تجبر النساء على الحصول على إذن من أقاربهن الذكور كي تفعل أشياء مثل السفر إلى الخارج، أو الزواج من شريك حياتها أو السعي للحصول على العلاج الطبي»، ونقلت الصحيفة قصص مروعة عن التعامل التعسفي والمتخلف الذي تعانيه نساء السعودية في ظل مجتمع ودولة يطبق فيها المذهب الوهابي التكفيري المتطرف. 

محرر الموقع : 2016 - 11 - 02