دور المرجعية الدينية في العملية السياسية
    

ان الدين الاسلامي هو دين الاخلاق السامية  والصفات الحميدة ولم تكن رسالة الاسلام رسالة لتبيان الحلال والحرام فقط وانما رسمت لنا كل الطرق الخاصة بالحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية .

وقد اختار الله تعالى من هو اهلا لتبليغ هذه الرسالة وقيادة الامة  وارشادهم إلى الطريق الصحيح المؤدي إلى الكمال الحقيقي للإنسان .

وخير وصف وصفه الامام الهادي (عليه السلام) للمرجعية الدينية بقوله :

 ((لولا من يبقى بعد غيبة قائمكم عليه السلام من العلماء الداعين إليه والدالين عليه والذابين عن دينه بحجج الله والمنقذين لضعفاء عباد الله من شباك إبليس ومردته ومن فخاخ النواصب لما بقي احد الا ارتد عن دين الله ولكنهم الذين يمسكون أزمّة قلوب ضعفاء الشيعة كما يمسك صاحب السفينة سكانها أولئك هو الأفضلون عند الله عز وجل)).

فالمرجعية الدينية هي التي تقود الامة في كافة الميادين وقد رسمت لنا الخطوط الصحيحة في التصدي السياسي وفق مااراده الله تعالى لنا, فنحن ننتمي الى الله تعالى في ولائنا، واهدافنا، وطاعتنا، وحدود حركتنا.

وطاعة اولياء الله، هي التي تحدد مسار حركتنا، وتمثل الاصل الذي نؤسس في ضوئه مواقفنا.

إن المرجعية الدينية رسمت لرجال السياسة  خطا صحيحا لسلوكهم السياسي وهو الالتزام بالاحكام الشرعية في الاداء وعدم تجاوز الخطوط الحمراء الموضوعة في الشريعة .

فكل امر  هو حرام في الشريعة لا يجوز استباحته بحجة تحقيق بعض المصالح الإسلامية كالكذب والخداع والمكر ونبذ الاخر والسب والقذف .

ان المرجعية الدينية التي تحدت كل الوان التصفية والملاحقة اثر تصديها لقيادة الامة استطاعت منذ عصر الغيبة ولحد الان ان تحفظ هيبة الاسلام الحقيقي من خلال حكمتها وادارتها السياسية والاجتماعية والدينية .

وللاسف نرى اليوم بعض  من وقع  تحت تأثير الافكار الغربية والعلمانية ومفاهيمها يخرج علينا بفتوى ابعاد المرجعية الدينية عن السياسة وركنهم في زاوية الافتاء فقط .

ان المرجعية الدينية العليا في النجف الاشرف منذ سقوط الطاغية ولحد يومنا هذا كانت ناصحة ومرشدة لكل السياسيين ,لكن  هَؤُلَاءِ الْقَوْمِ  كانوا يجتمعون عَلَى الباطل  ويتفرقون عن الحق  حتى وصل الامر بهم الى ان باعوا العراق بثمن بخس ووصل المعتدي الى عروشهم لولا التصدي السياسي للمرجعية الدينية وانقاذ العراق في اللحظة الاخيرة .

ان المرجعية الدينية في النجف الاشرف ابدت النصح وبينت الخطط السياسية  الصحيحة  لكل السياسيين ورسمت لهم المنهج الواضح  في العملية السياسية  ,لكنهم صمّوا اذانهم عن النصح كما  وصفهم  امير المؤمنين عليه السلام بقوله:

 يَا أَشْبَاهَ الرِّجَالِ وَلَا رِجَالَ حُلُومُ الْأَطْفَالِ وَعُقُولُ رَبَّاتِ الْحِجَالِ لَوَدِدْتُ أَنِّي لَمْ أَرَكُمْ وَلَمْ أَعْرِفْكُمْ مَعْرِفَةً وَاللَّهِ جَرَّتْ نَدَماً وَأَعْقَبَتْ سَدَماً قَاتَلَكُمُ اللَّهُ لَقَدْ مَلَأْتُمْ قَلْبِي قَيْحاً وَشَحَنْتُمْ صَدْرِي غَيْظاً وَجَرَّعْتُمُونِي نُغَبَ التَّهْمَامِ أَنْفَاساً وَأَفْسَدْتُمْ عَلَيَّ رَأْيِي بِالْعِصْيَانِ وَالْخِذْلَانِ حَتَّى لَقَدْ قَالَتْ قُرَيْشٌ إِنَّ ابْنَ أَبِي طَالِبٍ رَجُلٌ شُجَاعٌ وَلَكِنْ لَا عِلْمَ لَهُ بِالْحَرْبِ لِلَّهِ أَبُوهُمْ وَهَلْ أَحَدٌ مِنْهُمْ أَشَدُّ لَهَا مِرَاساً وَأَقْدَمُ فِيهَا مَقَاماً مِنِّي لَقَدْ نَهَضْتُ فِيهَا وَمَا بَلَغْتُ الْعِشْرِينَ وَهَا أَنَا ذَا قَدْ ذَرَّفْتُ عَلَى السِّتِّينَ وَلَكِنْ لَا رَأْيَ لِمَنْ لَا يُطَاعُ.

ان المرجعية الدينية التي حفظت العراق من الضياع بحكمتها وسياستها البارعة احق ان تتبع , أم من باع العراق ونهب ثرواته احق ان يتبع ؟

ليعلم الجميع ان  مرجعيتنا الدينية  هي خط احمر , ولايجوز لاي فرد التطاول عليها باي شكل من الاشكال, فالمرجعية وجنودها لهم فضل عليكم ايها المسؤولين في التنعم بحريتكم الذي انتم عليها الان , واعلموا ان المرجعية الدينية قدمت الدماء الكثيرة في معركة الدفاع ضد الدواعش في الوقت الذي يتنعم اولادكم خارج العراق وداخل المنطقة الخضراء بالحياة الحرة وبافضل سبل العيش .

اتقوا الله واعتبروا من الذي سبقكم ..وقد اعذر من انذر

السيد محمد الطالقاني

محرر الموقع : 2017 - 02 - 23