صورة تعبيرية 
قام رجل يبلغ من العمر 60 عاماً في كركوك بخطبة فتاة ذات 12 عاماً مقابل دفعه أموالا طائلة لوالدها. في الوقت الذي تقام فيه حملة واسعة للتحذير من مخاطر الزواج المبكر.

وبدأت جمعية الأمل العراقية في كركوك  بالتعاون مع اليونسيف وعدد من دوائر المحافظة، حملة توعية واسعة من مخاطر الزواج المبكر ومن المقرر ان تستمر الحملة لمدة شهرين.

وقالت مديرة فرع كركوك بجمعية الأمل، سرود محمد لرووداو، إن 25 شاباً وشابة يعملون في المشروع ويتجولون في المدن والقرى والمخيمات للتوعية من الجوانب السلبية لزواج من تقل اعمارهم عن 18 عاماً.

وتمنع القوانين العراقية النافذة، زواج اللواتي تقل اعمارهن عن 18 عاماً، باستثناء جواز زواج من تتم الـ15 عاماً من عمرها، بشرط استحصال موافقتها وموافقة ولي أمرها.

وتحدثت سرود محمد عن سماع مئات القصص للزواج المبكر والتي انتهت بعضها بالقتل والانفصال والخيانة الزوجية خلال تنفيذ الحملة، بالقول: "كنا نعرض مساوئ هذا النوع من الزواج، حينما قال احد الرجال المشاركين ان صديقه البالغ من العمر 60 عاماً تزوج فتاة تبلغ 12 عاماً مقابل دفعه 60 ألف دولار لوالدها".

واضافت "كما علمنا أن سيدة نازحة تبلغ 30 عاماً وهي ام لخمسة ابناء اجبرت على قيامها بتزويج فتاة مراهقة لزوجها تحت تأثير ضغوطه، وان تلك الطفلة كانت صغيرة لدرجة انها كانت تنام في حضن الزوجة الاولى من شدة خوفها في حال لم يكن الزوج موجوداً في المنزل"، متابعة "كما هناك فتاة نازحة اخرى من قضاء تلعفر لا تزال تبلغ من العمر 18 عاماً فقط لكنها تزوجت ثلاث مرات وانفصلت عن زوجها الأخير وفي كل مرة كان الزواج يتم رغماً عنها".

وتحمل سرود محمد، "الآباء والأمهات المسؤولية عن هذا النوع من الزواج بالدرجة الأساس، يضاف اليه تأثير انتشار الدراما المدبلجة ومواقع التواصل الاجتماعي"، موضحة أنه "يجب أن يخصص الاباء والامهات وقتاً لبناتهم للاستماع اليهن، وانعدام ذلك مع الفراغ في حياتهن يؤدي الى الافراط في استخدام الفيسبوك أو الوقوع تحت تأثير الدراما المدبلجة. وحتى لو كن بانفسهن يرغبن بالزواج يجب ان لايسمح لهن بالقيام بذلك خلال الاعمار الصغيرة وفي احدى المخيمات قامت امراة بتزويج ابنتها التي كانت في الصف الثاني المتوسط تحت ذريعة ان جميع صديقاتها في ذات عمرها متزوجات".

من جانبها، قالت الباحثة الاجتماعية، شكوفة محمد، إن "للازمة المالية تأثيراً كبيراً على الزواج المبكر، حيث تجد بعض العائلات نفسها مجبرة على تزويج بناتها، كما قام عدد من الاباء المدينين بتزوج بناتهم للدائنين وهذا نوع من بيع الفتيات"، مضيفة أن "النازحين بشكل عام يقومون بتزويج الفتيات قسراً بزعم عدة القدرة على رعايتهن لكن لهذا الزواج تداعيات كارثية تصل الى حد الانتحار".