قادة الأكراد يلعبون بالنار
    

اي نظرة موضوعية  لأمن المنطقة  أي ( العراق سوريا تركيا ) يرى بشكل واضح وجلي انها منطقة قلقة غير مستقرة منطقة عنف وأرهاب  تتحكم فيها انظمة استبدادية دكتاتورية حتى وان تغطت بثوب الديمقراطية والتعددية وأذا تعمقنا في النظرة لمعرفة  الجهة الرئيسية التي كانت أحد الأسباب الرئيسية التي أوصلت  المنطقة الى هذه الحالة المزرية   لاتضح لنا  بشكل واضح انها  قصر  النظر  وغلبة المصالح الخاصة لبعض  القادة الكردية الانتهازية  التي أنطلقت من مصالحها الخاصة ومنافعها الذاتية وأثبتت الايام ان هذا المنطلق يصب في صالح الانظمة الدكتاتورية وبالضد من مصلحة الأكراد اولا ومصلحة الشعب كله ثانيا    لانها تمنح الأنظمة الدكتاتورية  المبرر والعذر   لقمع شعوبها وذبح صوتها  وبالتالي عرقلة بناء دولة ديمقراطية حرة يحكمها الشعب

 من خلال دعوة  هؤلاء  الى التمرد والانفصال وحق تقرير المصير رغم علمهم ان ذلك مستحيل وخاصة في ظل انظمة دكتاتورية مستبدة فمثل هذه الدعوة  تعني  اشعال نيران حروب وفتن داخلية وقودها شعوب المنطقة ودعم وترسيخ للأنظمة الدكتاتورية  المستبدة

  لا شك ان دعوة هؤلاء الانتهازيين   لا تبتغي الا مصالحها الخاصة ومنافعها الذاتية لا تبتغي الا الزعامة وجمع المال على حساب مصلحة شعوب المنطقة وخاصة الكرد  

ولنأخذ العراق مثلا

ماذا حصد الكرد من دعوات  التمرد والانفصال غير الخيبة والقتل والتشرد والحرمان  وترسيخ النظام الاستبدادي  العبودي  الوحشي  الصدامي   فتلك الدعوات الوحشية هي التي سهلت لأعراب الصحراء احتلال العراق والاطاحة بثورة 14 تموز وحشر العراقيين جميعا عربهم وكردهم في نار جهنم  

فحق تقرير المصير  له واقعه  الملائم وظروفه الصحيحة منها   حكم الشعب  بناء الدولة الديمقراطية الحرة حكم الدستور والمؤسسات الدستورية   التي  تضمن لكل ابنائها المساوات في الحقوق والواجبات وتضمن لهم حرية الرأي والعقيدة

 وكان هذا ممكنا لو ركنت هذه القيادة الانتهازية  الى العقل والحكمة وأنطلقت من مصلحة الشعب العراقي او على الاقل من مصلحة الكرد وجعلت من شمال العراق نقطة انطلاق لوحدة العراق والعراقيين وبناء عراق ديمقراطي تعددي  الا انها انطلقت من مصالحها الخاصة وتعاونت مع اعداء العراقيين الاحرار وخاصة الكرد امثال صدام واردوغان والامريكان  واعتبروهم حماة الكرد في المنطقة والضمانة الوحيدة  لهم  والمؤسف هذه حال هؤلاء في سوريا في تركيا والضحية دائما هم  شعوب المنطقة وفي المنطقة الكرد منهم

   فكانت  بعضها تتآمر على بعض وبعضها تتهم البعض بالعمالة والخيانة وبعضها تذبح بعض وكل مجموعة  تدعي انها وحدها التي تمثل  الكرد في المنطقة اي( في العراق وفي سوريا وتركيا ) وكل قائد يدعي انه الزعيم الوحيد الاوحد وانه القائد الضرورة والويل لمن ينافسه في الزعامة والقيادة  كما ان  الكثير من هذه الاحزاب احزاب عشائرية عائلية لا تختلف عن مشايخ الخليج والجزيرة  حتى لو منحوا  حق تقرير المصير ولو هذا مستحيل وحتى لو أسسوا لهم دولة   لحدثت مذابح بينهم لا تنتهي الا بحرق  الزرع والضرع والبشر  رغبة وشغفا في الكرسي وفي الزعامة التي تدر اكثر ذهبا

فقادة أكراد سوريا لا يتفقوا مع قادة أكراد العراق وتركيا  وقادة أكراد العراق لا يتفقوا مع قادة اكراد سوريا وتركيا  وقادة اكراد تركيا لا يتفقوا مع  قادة أكراد العراق وسوريا  ليس هذا فحسب بل نرى زعماء الكرد في العراق لا يتفقون على هدف واحد في صالح الكرد  وهكذا قادة  اكراد تركيا وسوريا  لان مطالبهم شخصية ومنافع ذاتية  لهذا من السهولة جدا ان يستغلوا من قبل  المستبدين امثال الطاغية صدام الاسد اردوغان ويسخرهم في تثبيت حكمه  وقمع واضطهاد   ابناء الشعب العراقي وفي المقدمة ابناء الكرد في شمال العراق بل ويستخدم بعضهم لخدمته وتحقيق مخططاته ويدفعهم لذبح بعضهم البعض وبالتالي الضحية العراقيين جميعا وخاصة  ابناء الشمال الكرد

فمثلا كان صدام يلعب على الطلباني ويقربه اليه ويمنحه المال والمناصب ويستخدمه لضرب مسعود البرزاني ومجموعته  وعندما يشعر اي صدام ان الطلباني وصل الى حالة لا يمكن الاستفادة منه يقوم بابعاد الطلباني وتقريب البرزاني وهكذا تشتعل نيران الفتن والحروب طبعا الضحية الشعب العراقي وخاصة الكرد في شمال العراق  

المعروف ان شمال العراق بعد غزو صدام للكويت اصبح محررا من ظلم وظلام صدام ( اربيل السليمانية دهوك) تحت حماية الامم المتحدة اي تحرر من حكم صدام كان من الممكن ان يصبح شمال العراق الحر قاعدة لتشكيل حكومة عراقية مؤقتة ومن الممكن ان  تسحب البساط من حكومة الطاغية صدام الدكتاتورية الطائفية العشائرية العنصرية  ومن ثم كتابة دستور  وأنشاء مؤسسات دستورية  لعراق ديمقراطي تعددي وحر  وفي نفس الوقت تكون قاعدة انطلاق لفصائل المقاومة الوطنية لتحرير العراق كله من عبودية الطاغية وظلمه الا ان الحروب والمذابح التي جرت بين قادة الكرد بين الطلباني والبرزاني حالت دون ذلك بل ان البرزاني استعان بالطاغية صدام وبمرتزقته لذبح الكرد واحتلال اربيل   وهذا ما فعله قادة الكرد في سوريا وما فعله قادة الكرد في تركيا

 فانهم لا يريدون شي في صالح الكرد بل يريدون كل شي في صالحهم حتى لوكان الضحية  ابناء المناطق الكردية  فمثلا عندما شعر  مسعود البرزاني بالهزيمة امام المرحوم جلال الطلباني أسرع الى صدام مستنجدا به فأسرع صدام الى ارسال جيشه   الى احتلال اربيل وذبح الكرد واسر نسائها وتعينه اي مسعود شيخا على اربيل تابعا له واستمر في ملاحقة الكرد والقوى الوطنية حتى السليمانية  لولا تدخل الحرس الثوري الاسلامي ورده ومنعه من احتلال السليمانية      وكان يطلق على صدام الضمانة الوحيدة للشعب الكردي وعندما قبر صدام التجأ الى اردوغان وبدأ بالخضوع له على حساب العراقيين ثم التجأ الى امريكا واخذ يتعامل مع الحكومة العراقية في بغداد وكأنه رئيس دولة عظمى    حيث استغل ضعف الحكومة  في بغداد   والنزاعات الطائفية وسوء الخدمات والفساد وكان هو من المشجعين والدافعين لذلك وكان لا يكره الا اسم العراق والعراقيين بل بدا عبيده وجحوشه  يمزقون العلم العراقي ويحرقونه في الأماكن العامة  ويقولون طز بالعراق لا يشرفني ان اكون عراقي  بل قام برفع علم البرزاني وانزال العلم العراقي في كركوك وعندما  ادين هذا التصرف المشين من قبل المحكمة الاتحادية في بغداد سخر بالمحكمة  ومسح حذائه بقرارها  

وهذا ما فعله حزب الديمقراطية الكردية حيث اعتمدوا على امريكا واعلنوا الحرب على سوريا وقرروا انفصالهم   لكن امريكا تخلت عنهم وسلمتهم الى اردوغان  وهذا ما فعله  زعيم حزب العمال الكردي عندما اعتمد على نظام الاسد لكن نظام الاسد هو الآخر تخلى عنه وسلمه الى القوات التركية

 ليت أهل العقل من ابناء الكرد ان يتخلوا عن هؤلاء الانتهازين في  العراق وتركيا وسوريا لانهم عملاء وخونة وهدفهم مصالحهم الخاصة وليست مصلحة شعوبهم  ويركنوا الى العقل ويقروا بالحقيقة التي اطلقها المرحوم جلال الطلباني لا ضمانة للكرد الا بعراق ديمقراطي تعددي وهذا بالنسبة لكرد سوريا وتركيا   والا فان النيران التي يلعب بها هؤلاء لا تحرق الا شعوب المنطقة وفي المقدمة كردها

مهدي المولى

 

 

 

 

محرر الموقع : 2019 - 10 - 12