خالد العراقي.. من هولندا إلى الجهاد في سوريا
    

 

تقرير: شعلان شريف- إذاعة هولندا العالمية/ كشفت الإذاعة الهولندية الأولى عن نموذج لحالات التحاق "الجهاديين" من هولندا والدول الأوروبية بصفوف التنظيمات المتطرفة التي تقاتل في سوريا إلى جانب الثوار السوريين. وأجرى قسم الأخبار العالمية في راديو 1 الهولندي تحقيقاً عن حالة العراقي الجنسية الذي عرّفته باسم "خالد ك." والذي ظهر في صورة له في مدينة حلب السورية محتضنا بندقيته.

وعلق جهاز الأمن والاستخبارات الهولندي (أيه آي في دي) على التحقيق بأنه "يلاحظ في أوساط الجهاديين في هولندا اهتماماً متزايداً بسوريا، وأن الجهاز لا يستبعد توجه جهاديين من هولندا للقتال في سوريا".

حالة العراقي خالد (35 سنة)، الذي كان يسكن في مدينة ألميرا (30 كلم شمال شرق العاصمة أمستردام)، هي واحدة من هذه النماذج. ظهر خالد في صورة التقطها مصور وكالة الانباء الفرنسية، (فرانس برس) في مدينة حلب، وهو يقرأ مسترخياً في مصحف، في فترة استراحة كما يبدو، وفي حضنه بندقية كلاشنكوف، وعلى مقربة منه، جثة ممدة على نقالة ومغطاة بشرشف أبيض (انظر الصورة.)

 

القاعدة
لم يعد سراً أن التنظيمات الأصولية المسلحة، بما فيها فصائل مرتبطة بتنظيم القاعدة، تنشط منذ فترة على الأراضي السورية. فقد أظهرت أشرطة فيديو كثيرة على موقع يوتيوب وغيره من المواقع هذه التنظيمات وهي ترفع العلم الأسود الذي يرفعه تنظيم القاعدة، في معابر حدودية، أو مبانٍ عامة في المناطق الشورية التي خرجت عن سيطرة النظام الحاكم. ومثلما حصل في بلدان أخرى سابقاً، فإن نشوب نزاع مسلح في أي بلد يسكنه مسلمون يمثل فرصة لهذه التنظيمات لاستقطاب المزيد من الأتباع من خلال شعارات "نصرة المسلمين" الذي يجد صداه لدى الشبان من معتنقي الفكر الجهادي.

جبهة النصرة
أحد أشهر التنظيمات "الجهادية" العابرة للحدود، التي تشكلت خصيصا للقتال في سوريا، هي "جبهة النصرة لأهل الشام"، التي أعلنت رسمياً عن نفسها في كانون الثاني (يناير) من هذا العام، وتبنت عمليات تفجير وهجمات عنيفة على مقرات عسكرية وأمنية تابعة للنظام.
تستقطب "جبهة النصرة" مقاتلين من دول عربية وإسلامية، وكذلك تنشط في أوساط الجاليات المسلمة في الغرب.

 

متهم سابق بالإرهاب
وفقاً للتحقيق الذي أجرته الإذاعة الهولندية (راديو 1)، فإن خالد كاف (كما جرت العادة في وسائل الإعلام الهولندية، يـُكتفى بالحرف الاول من الاسم العائلي للأشخاص المتهمين أو المطلوبين للعدالة)، قد أطلق سراحه مؤخراً بعد أن كان معتقلاً بتهمة التخطيط لأعمال إرهابية (في هولندا وفي العراق). ولكن المحكمة أمرت بإطلاق سراحه لعدم كفاية الادلة.

وكان خالد قد اعتقل للمرة الأولى وأدين بسبب مشادة وتلاسن لفظي في مركز للشرطة، حيث حكم بأربع عشرة ساعة من العمل الإجباري. وحسب تصريح محاميه للإذاعة الهولندية فإن هذه المشادة، إضافة إلى إخبارية من مصدر مجهول، هي التي جعلت خالد تحت الأضواء، ودفعت جهاز الأمن والاستخبارات للتحري عنه، دون أن يستطيع جمع أدلة يمكن أن تدينه بالإرهاب.

 

غير مرغوب فيه
رغم الإفراج عن خالد إلا أن السلطات الهولندية، اعتبرته شخصاً غير مرغوب به، وسحبت منه تصريح الإقامة في هولندا، كما صدر بحقه أمر بمنع الدخول إلى جميع دول الاتحاد الأوروبي. وحسب الادعاء العام الهولندي لا يزال خالد يواجه التهم التي اعتقل بسببها، وأن إطلاق سراحه لا يعني تبرئة نهائية له.

يقول الخبير الهولندي في مجال الإرهاب أدوين باكر إن التحاق الجهاديين من هولندا والدول الغربية بالقتال في سوريا اسهل مقارنة بالالتحاق بجبهات جهادية أخرى. ويعزو ذلك إلى سهولة السفر إلى سوريا من أوروبا وصعوبة مراقبة الرحلات إلى الدول المحيطة بسوريا والتحقق من دوافع المسافرين. كما يشير إلى أن الاستخبارات الهولندية والغربية لديها خبرة طويلة في مراقبة الأوضاع في بلدان مثل الصومال وأفغانستان والعراق، كما أن لديها علاقات تعاون مع الأجهزة الأمنية هناك، بينما تفتقر إلى هذه الخبرة في التعامل مع سوريا.

 

وسام وخالد
يـُذكر أن خالد ليس العراقي الأول الذي يتهم في هولندا بالعمل مع تنظيمات إرهابية. فقد برز سابقاً اسم وسام الدليمي، العراقي الحامل للجنسية الهولندية، بعد عودته من زيارة إلى بلده الاصلي العراق. وقد عـُر لدى وسام على شريط فيديو يظهر فيه هو إلى جانب مجموعة من الملثمين الذين يخططون لزرع عبوة ناسفة على جانب الطريق قرب مدينة الفلوجة العراقية، التي ينحدر وسام منها. وبناء على طلب من السلطات الأمريكية تم تسليم وسام إلى الولايات المتحدة حيث حكم عليه بالسجن لمدة 25 عاماً، على أن يقضي عقوبته في هولندا، وفقاً للاتفاقات بين البلدين. وفي هولندا تم تخفيض العقوبة إلى 16 عاماً، ثم خفضت إلى 8 أعوام، وهي الفترة التي قضاها في الاعتقال في هولندا والولايات المتحدة.

 

 

محرر الموقع : 2012 - 10 - 04