كيف نقضي على المستعمرة الأردوغانية ؟ نداء إلى العراقيين
    

إلى الإخوة والأخوات العرب، و کافة الأطياف القومية، العرقية والدينية، بوصفنا كاتبين کردیین، نتوجه بهذا المقال الى كل العراقيين، الى كل الإخوة والأخوات العرب وكل الأطياف القومية والدينية، ونخاطب العقلية السياسية والضمير السياسي للشعب العراقي، آملين أن يكون الوضع السياسي والاقتصادي الصعب والمعقد الراهن في کردستان العراق، حافزاً للسلطة السياسية في بغداد للتحلي بالشجاعة واتخاذ موقف عاجل. فالأوضاع في إقليم كردستان، تتدهور بوتيرة سريعة، والخاسر الأول هو مواطنو كردستان والشعوب العراقية. منذ أكثر من عام، تم تعطيل برلمان كردستان من قبل الحزب الديمقراطي الكردستاني- العراق، البارتي (بالكردیة)، كما تم إبعاد رئيس البرلمان، حیث منع من دخول مدینة أربيل منذ ذلك الحين. انذاك، مع حدوث هذا الخراب، كان من المفترض أن یتوجه  رئيس برلمان كردستان إلى بغداد، بغية تحجیم هيمنة البارتي والبرزاني عن طريق مجلس النواب العراقي وبمساعدة الأحزاب العراقية.

 

كان هذا الإهمال والتقصير الذي ارتكبه يوسف محمد "رئيس برلمان كردستان العراق" وحزبه حركة التغيير "گۆڕان" أحد أبرز  الزلات  والأخطاء السياسية. في كل الأحوال، فإن تعطيل البرلمان من جانب  البارتي، الذي عقد صفقات ضخمة مع كل من (تركيا، قطر و السعودية) يعني بكل بساطة بان الدكتاتورية العشائرية فرضت نفسها على كل المفاصل السياسية، الاقتصادية والاجتماعية للاقليم. فقد تمکن البارتي ومن خلال  حملة دعائیة محشوة بالهتافات القوموية( القومجیة) واکذوبة تأسیس الدولة الکردیة وتحقیق الاستقلال الاقتصادي للکرد، من إسكات الأحزاب الكردستانية وشعب إقليم كردستان. کما تقوم هذه الزمرة ومنذ مدة طويلة وبشكل دوري، بحجب رواتب موظفي الاقلیم عنوة. تماما  كمن يسعى لجعل کردستان، مختبرا للفئران، حيث تمتنع بين فترة واخرى عن دفع الرواتب  لتبيان قدرة جماهيرها علی تحمل الجوع؟ ویجري کل ذلك بینما تقوم هذه الطغمة، بسرقة ملیارات الدولارات سنویا. كل هذه الامور دفعت الاوضاع نحو حافة انفجار عفوي هائل، ورغم ذلك، لا تزال عملیة السطو على اقتصاد كردستان، متواصلة.

يعيش مواطنو الإقليم اليوم تحت وطأة أسوأ الاوضاع الاقتصادية  و حيث يعبر هذا الشعب المظلوم عن شكواه منذ عامين، لكن دون جدوی و دون أن يصل صوته إلى المكان المنشود، كمن هو في قعر بئر أو هاوية سحيقة، يصرخ باستمرار ولكن ليس من مجيب. فمن جهة لايصغي اليه فاشیو الكردايتي(الداعون للقومية الكردية التعصبية) ولا يكترثون لمعاناته الإنسانية، لأن الولایة الریعیة "مستعمرة النفط" أصمّتهم وأعمت بصيرتهم. من جانب آخر، لاتصغي اليهم سلطة بغداد ايضا،لأنه كلما أحيلت معاناة وقضايا شعب إقليم كردستان العراق إلى بغداد، يتم إلباسها لباساً فاشياً، قومياً وعرقياً. هؤلاء الذين ملئوا اسماعنا نحن الاكراد واسماعكم ايضا،  بشعارات الكردايتي القوموية والفاشیة ، اعتادوا تحريف أصل المسألة و تحويل المطلب الإنساني، الذي هو عبارة عن قوت الشعب وميزانية أهالي وأبناء إقليم كردستان، إلى مسار حزبي، ایدیولوجي، عرقي وطائفي، الأمر الذي يذكرنا بهذا البيت الشعري لسعدي الشيرازي، حيث يقول:

 

 تو كز محنت ديگران بى غمى

نشايـد كــه‌ نامــت نهنــد آدمى!

 

ان لم يُصِبكَ الغمُّ لمحنة الآخرين

فلست إنسانا بهذا المعيار!

 

أغلبنا يدرك، أن شعوب العراق ومكوناتها، لم تشارك في تأسيس العراق الحديث بإرادة حرة واختيار تام في عشرينيات القرن المنصرم، فالشعب الكردي الذي كان انذاك مكوناً وجزءا رئيسيا لولاية الموصل و ذلك الجزء من كردستان الذي يعرف الآن، بكردستان الجنوبي - أُلحِقَ بالعراق،  بعد تقسيم الامبراطورية العثمانية  ضمن أجندات بريطانيا العظمى، ومن أجل تحقيق التوازن السياسي والعرقي.

 

يبلغ عمر العراق الحديث أقل من مائة سنة، ولكن العشرات من الحروب الكبرى والصغرى قد حدثت في هذه البقعة الجغرافية. فمنذ فترة الستينيات، عندما استولى العروبيون الفاشيون على السلطة، وعلى الأخص البعثيون منهم، أصبح الشعب الكردي، ضحية هذه النزعة الفاشیة القوموية العروبیة. في المقابل، طالب الشعب الكردي دائما بحقوقه السياسية داخل العراق. انذاك كانت هنالك ايضا مجموعة من الأحزاب الکردیة القوموية التابعة للدول الإقليمية، تتاجر بقضايا الشعب الکردي.

 

ولحسن الحظ، بالرغم من كل هذا الحقد والكراهية التي مارستها الفاشیة العروبية والبعثيون بحق الكرد، وبالرغم من أن الشعب الكردي، تعرض للإبادة الجماعية "جينوسايد" عن طريق الأسلحة الكيمياوية وعمليات الأنفال، مع كل هذا، لكن على المستوى الجماهيري، لم تبرز النزعة الشوفينية الكردية و الفاشية الكردية تجاه شعوب العراق عموماً، وتجاه الشعب العربي على وجه الخصوص. ان أفضل نموذج لرحابة الصدر والتسامُح لدى شعب كردستان، هو ما حصل أثناء انتفاضة 1991، عندما سلّم أكثر من مائة ألف جندي عراقي أنفسهم للشعب الكردي المنتفض واستقبلوا سالمين آمنين، باستثناء عدد من البعثيين القتله والمتهمين المعروفين لدى الشعب من خلال ارتكابهم  لجرائم موغلة في بشاعتها بحق الإنسان الكردي، والذين لم يتجاوز عددهم عدد أصابع اليد. فعشرات الألوف من الجنود الذين كان أكثرهم من شيعة بغداد، وجنوب العراق وقسم من السنة، تم استقبالهم بكل تقدير واحترام وفي أبهى صورة من صور الشهامة وحسن الضيافة، ثم عادوا الى المناطق الوسطى والجنوبية من العراق.

 

بعد إسقاط نظام صدام حسين، انفتح أفق جديد أمام شعوب العراق، ولكن في نفس الوقت، انفتحت عليها ابواب عديدة لجهنم،  ويُعد داعش من أكبر المصائب السياسية، العسكرية والاجتماعية التي أصابت شعوب العراق و كردستان العراق. قبيل دخول داعش الى العراق، تآمر حزبٌ طائفيٌ كردي من أجل أجندة سياسية إيديولوجية واقتصادية لعائلة سياسية، مع حلف شيطاني- طائفي وإقليمي (تركيا، قطر و السعودية) و تورط مع هذا الحلف. البارتي والبرزاني اللذان اغتصبا واحتكرا الإرادة السياسية لشعب كردستان، سيطرا من خلال ذلك على مصادر معيشة الناس وحياتهم ايضا. احتل إقليم كردستان من جانب "الميت - جهاز المخابرات التركي"، هؤلاء ينهبون اقتصاد إقليم كردستان ويختلسونه، كما أبرموا مع الشركات الأجنبية والتركية عقوداً تبلغ مدتُها خمسين عاماً، كما باتوا يعرضون نفط كردستان في المزاد.

 

بالإضافة إلى أنهم عن طريق أحد مندوبيهم (المحافظ الحالي لكركوك) قد اغتصبوا وسيطروا تماماً على نفط كركوك، وباتوا يتباهون بأن هذا النفط هو لحكومة الإقليم ! ولكن في الحقيقة، فإن إيرادات النفط يتم تقسيمه بين زمر عصاباته. مما لاشك فيه، أن محافظ كركوك، إضافة إلى حصته المقطوعة له في تلك السرقة، كشريك لعائلة البرزاني، نيابة عن أسرة الطالباني، فإنه يبحث عن ترسيخ الخطط "والمشاريع" السعودية، التركية والقطرية.

 

إن البارتی والبرزاني، كانوا دائما يحولون خلافاتهم مع الحكومة العراقية التي تتمحور حول الأعمال التجارية والصفقات التي تقدر بعشرات مليارات الدولارات، إلى حرب بين الشعب الكردي والحكومة العراقية، فهؤلاء دائماً أرادوا تصوير الشعب الكردي وشيعة العراق، كأعداء لبعضهم البعض، وذلك بسبب الشحن الطائفي من قبل تركيا وأردوغان. هم يتباهون بالعداء لإيران والشيعة، في حين كانوا في عصر المَلَكية-الشاهنشاهية في ایران وعند مجيء الخميني للحكم، أكبر وأبرز خُدّام ومأموري السياسة الإيرانية حتى العام 1996، حيث كانت إيران تتعامل معهم كمرتزقة مأجورين.

 

إن هذا الحزب قد تجاوز كافة صور ونماذج النهب وأساليب العصابات في تأريخ الإنسانية، من خلال قيامه بنهب ثروات كردستان، وهناك عشرات المليارات من الدولارات التي أودعوها وأخفوها في حساباتهم في الخارج، وقاموا بتمليك كردستان لأنفسهم ولشركاتهم التجارية، ويمتلكون اليوم مالايقل 200 مليار دولار، وكل هذه الثروات النفطية والغاز يختلسون عائداتها باسم القومية الكردية وفاشیة الکردایتي، ولكي ينجحوا في استغفال الشارع الكردي، يدّعون تأسيس الدولة الكردية والاستقلال الاقتصادي لکردستان، الذي حول الوضع الاقتصادي والحياة اليومية إلى واقع مُر. انهم في الحقيقة يقومون بذلك من أجل شَرْعَنةِ هذا النهب والاختلاس الذي بدأوه منذ فترة من الزمن، ولكي يستمروا عليه إلى الأبد. والداعم الرئيسي لهذه المهزلة وذلك النهب المبرمج، هو تركيا بالدرجة الأولى.

 

الآن،  لم يبق في كردستان العراق شيء باسم حكومة الإقليم، لا المؤسسة القانونية ولا المركز الشرعي، إلى درجة أنه تم تعطيل البرلمان عن طريق استخدام قوة الميلشيات التابعة للبارتي، وهناك من الوزراء من يُدير عدة وزارات، وهذا ليس من أجل الإصلاح أو تمشية الأمور، ولكن للتحكم و احتكار الميدان السياسي والاقتصادي لمصلحة حزب واحد يتمثل في البارتي، فحكومة الإقليم محتكرَة ومحصورة بيد عائلة واحدة (عائلة البارزاني) التي هي من كبار تجار النفط، كما تشاركها عائلة أخرى هي (عائلة الطالباني) بحصة أقل.

 

هذه الحكومة مرتزقة وعميلة بالدرجة الأولى لدولة تركيا، حيث تتجول القوات العسكرية التركية علناً في المناطق التي تقع تحت سيطرة البارتي وتقصف مناضلي حزب العمال الكردستاني (ب ك ك P K K) وتهدد بطردهم من سنجار، في حين أن من بقي من الإيزيديين حفظتهم القوات المقربة من ( بکک-  شبان و شابات الایزیدیین و اکراد عراقیین)، من مخالب داعش. يحدث كل هذا، في حين إن البارتي كان متورطا مع تركيا في تسهيل مجيء داعش، ومدينة سنجار التي سُحِبَتْ منها القوات العسكرية " التابعة لحزب البارزاني" ووقع في الأسر، بسبب ذلك، آلاف النساء الإيزيديات كسبايا لداعش، كل ذلك كان وفقاً لخطة مشتركة بين تركيا والبارتي.

 

على الشعوب العراقية عامةً، والطائفة الشيعية على وجه الخصوص، أن يميزوا عائلة البرزاني والحكومة المتعصبة لحزبها، عن الشعب الكردي، فالحزب الحاكم في وادٍ و الشعب الكردي في وادٍ آخر. إن هذا الحزب والحكومة الفاسدة، بالرغم من بيع وتصدير النفط بمبالغ طائلة أي بمليارات الدولارات، لا يدفعان رواتب ومستحقات موظفي الإقليم، وبالمقابل يتهمون السياسيين العراقيين والحكومة العراقية بأنهم قطعوا ميزانية كردستان. لم يحدث في تأريخ البشرية أن تقوم عصابات كهذه بنهب واختلاس جزء من الموارد الاقتصادية  للدولة وتطالب في نفس الوقت، بميزانية  الاجزاء الاخری في نفس الدولة، هؤلاء يرتكبون كل هذه الحماقات السیاسیة والاقتصادیة تحت عباءة الكردایتي الفاِشية والقوموية، إن هذه الإدعاءات الفارغة للقومية الكردية التي تطلقها البارتي، تُعَدّ جزءا من نشاطاتهم، كونهم مرتزقة لأردوغان، كما انها تعبئ وتحرك سياسات تركيا في المنطقة.

 

إن هذه الفاشیة الكردية التي شرع فيها البارتي، يجب أن لاتتسبب في جرّ شيعة العراق والساسة العقلانيين والنخبة المثقفة على وجه الخصوص الى الرد على الفاشية بالفاشية. لقد دمرت الفاشية العروبية العراق بأكمله، والآن على نفس المنوال تقوم الفاشية الكردية بتدمير مجتمع كردستان على كل الصعد ومتى ما رُدتِ الفاشيةُ بالفاشية، فإنها تخلق كوارث هائلة وتخلف مجازر مروعة. في الوقت الراهن تتحرش ٍ فاٍشية الكردايتي وبضغط من تركيا بشيعة ودولة العراق بل و بايران ايضا.  في المقابل،  فان بامكان"الشيعة" وبمساعدة أغلبية الشعب الكردي، خاصة في مناطق محافظتي السليمانية وكركوك، وقف هذه الفاشية القومية و الطائفية لمرتزقة الكردايتي، لأن هذا الأمر ممكن و ميسور، سواء على المستوى السياسي أو المرجع الديني، لأن الصمت تجاه كل هذا النهب والاختلاس، لا يعني سوى شيء واحد بالنسبة للعراقيين: وهو انعدام الهيبة، إضافة إلى محو سيادة حكومة العراق الفدرالية، ولكن متى ما أمكن سد الطريق أمام  هذا النهب الاقتصادي الذي تمارسه عصابة الكردایتي الفاشلة بشكل جريء ووفقا للقوانين الدولية والدستور العراقي، فان  ذلك سيكون بمثابة رسالة لكل من (قطر، السعودية و تركيا) قبل كافة الجماعات والأطراف الأخرى، تنبهها بأن العراق لا يزال يحتفظ بهيمنته ونفوذه السياسي والاقتصادي والعسكري.

 

إن مشروع فاشیة الکردایتي والفاشية الأردوغانية، تحت إسم: استقلال كردستان، تأسيس دولة کردیة و کذبة الاستفتاء قبل أن تكون مصيبة للعرب والعراقيين، تشكل كارثة، ومصيبة كبيرتين لشعوب كردستان  العراق والاجزاء الاخری من كردستان (ترکیا، ایران و سوریة) ، لسبب واحد هو: إن ولاية البارتي هذه  والتي يتخيلها ليست سوى تابعة مأجورة  للعثمانيين الجُدُد، و ان أول نشاط له سيكون التحرش بحزب العمال الكردستاني  PKK، القوات الكردیة العراقیة (المقربة من بكك) والقوات الكردية السورية التي تعدُها تركيا أعداء لها. باختصار: فان إقليم كردستان، خاصة الجزء الخاضع لسيطرة البارتي، هو في الوقت الراهن،  مستعمرة تركية  يتعامل معها  الجيش و الميت " جهاز المخابرات"  التركييَن، بوصفه جزأ  من الاراضي التركية.

 

 وبالنتيجة، فإن أهالي أربيل، أصبحوا رهائن لهذا الاستعمار، المصحوب بالاستحمار أيضا على المستوى الحزبي في 31 أغسطس 1996 أصبحت هذه المدينة ضحيةً التحالف القوموي العروبي الصدامي، والقوموي الكردي البارزاني، ومنذ احتلالها تفتقد ابسط اشكال الحرية، وسلسلة الاغتيالات التي ترتكِبَ واضحة وليست بحاجة الى دليل. ان ما يحدث لساسة العراق في مدن الجنوب في اجواء الحرية المتوفرة هناك،  لو حدث ذلك في أربيل بحق عائلة البارزاني، لكانوا بلا شك يخلقون حمام دماء! إذاً يجب على الحكومة العراقية والشعب العربي (شیعة وسنة) ، أن لا یتعاملوا مع البرزاني بوصفه ممثلا للشعب الكردي وأن لايعترفوا به. لو أُجريَتْ انتخابات نزيهة وحرة، وبعيداً عن الهيمنة الدكتاتورية للبارتي، سيتبين أن الحجم الحقيقي لهذا الحزب، هو أقل من عشرين بالمائة.

 

لو لم تُحتل أربيل، لما باتت للحزب الديمقراطي فيها سلطة بكل تأكيد (مثل كركوك والسليمانية)، والحال ذاته (احتلال اربیل) ينطبق على مناطق دهوك أيضاً. إن إيقاف هذا المشروع المشترك بين أردوغان والبرزاني هو منعٌ لاحتلال كردستان العراق وإلحاقه بتركيا (قبرص جدیدة) ، فهذا الاحتلال جزء من الحلم الذي يريد أردوغان إنجازه  بوصفه خليفة العثمانيين الجدد. إن العمل على إفشال هذا المشروع والوقوف بوجهه وإعادة الثروات الوطنية للشعب وإخراج ملف النفط من يد عصابات الکردایتي، هو إنهاء لوجود المستعمر التركي والقضاء عليه، وهذا الواجب لا يقع على عاتق شعوب كردستان وحدها، بل هو واجب على عاتق وكاهل كافة العراقيين والحكومة العراقية بوجه خاص.

 

 

هيمداد شاهين و كاميار صابر

محرر الموقع : 2017 - 01 - 02