التوصيات العامة للخطباء والمبلغين ومن يحييون الشعائر الحسينية لشهر محرم الحرام لعام 1439هـ
    

بسم الله الرحمن الرحيم


تمر على العالم الاسلامي ذكرى عاشوراء ذكرى ملحمة الاباء التي تجسدت في شخصية سيد الشهداء ابي الاحرار الامام الحسين صلوات الله عليه رمز المبادئ والقيم الشامخة من التضحية والفداء ورفض الظلم والطغيان ومنار العزة والكرامة، ونحن نعيش رحاب هذه الذكرى الخالدة نستذكر عدة قضايا لها الاهمية البالغة في احياء أمر آل البيت عليهم السلام الذين فرض  الله علينا ولايتهم ومودتهم :


الاولى: ان رسالة المنبر الحسيني تتمثل في الخطاب الجماهيري الواعي الذي يستثمر ايام محرم الحرام لشرح حقائق الدين ومعالم مذهب اهل البيت عليهم السلام بالمنطق العلمي الرصين المبني على الادلة العقلية المحكمة والادلة النقلية الثابتة. ونود ان نلفت انظار الخطباء الكرام وارباب المنبر المعطاء اعزهم الله ورفع شأنهم، الى ان قطاعاً متزايداً من الجيل الشبابي من الامة الاسلامية ذكوراً واناثاً يعيش أجواءً صاخبة من الافكار اللادينية وموجات عاتية من التشكيك في اصول العقيدة وضرورات الدين والمذهب، مما يفرض على الساحة المنبرية أن تولي اهتماماً بالغاً في مناقشة هذه الافكار وطرح المعتقدات الحقة طرحاً وافياً شرحاً واستدلالاً مدعوماً بالبراهين المقنعة، واستخدام اللغة والاساليب المؤثرة في الاجيال الصاعدة المواكبة لثقافة العصر والابتعاد عن الخطاب الذي لم يعد صالحاً لأكثر السامعين في هذا الزمان، مع أهمية التنويع في المضامين من كل خطيب بحسب تخصصه ومجاله الذي يملك المهارة فيه من التاريخ الصحيح الذي فيه العبرة للحاضر والمستقبل او الموعظة الخاشعة التي تخرج من القلب لتنفذ الى قلب المستمع او تعليم الاحكام الفقهية والمسائل الابتلائية او القضايا التربوية المهمة لبناء الاسرة الصالحة وأمثال ذلك. 


الثانية: ان من أعظم الشعائر وأهمها وأبلغها تأثيراً في نفوس الشباب الحسيني مواكب العزاء، لذلك فان هناك مسؤولية شرعية كبرى  تتوجه الى اخواننا وابنائنا  الرواديد والشعراء زادهم الله توفيقاً وتسديداً، وهذه المسؤولية ترتكز على المحافظة في الشعر الملقى على حرمة مقامات اهل بيت العصمة صلوات الله عليهم وعدم تصويرها أو التعبير عنها بما لا تليق بعظمة هذه المقامات العلية او تخدش في قدسيتها وموقعيتها في النفوس، ونبذ الالحان المستخدمة في مجالس اللهو والطرب، والابتعاد عن طرح ما يسيء لسمعة التشيع السامي مذهب اهل البيت عليهم السلام او يتخذ ذريعة ووسيلة للتشنيع عليه أو يستتبع الحاق الاذى والضرر باتباعه من المؤمنين، وتضمين الشعر الملقى جانباً من تعاليم أئمة الهدى عليهم السلام فقد ورد في الحديث الشريف ( ان الناس لو علموا محاسن كلامنا لاتبعونا) بالإضافة الى التركيز فيه على مصائب العترة المحمدية المفجعة ومناقبهم السامية.          


الثالثة: ان المأمول والمرجو من المسلمين عامة وجماهير الشعائر الحسينية احياء هذا الموسم بزخم في الحضور وتفاعل ظاهر مع هذه الايام العظيمة وابراز المودة المفروضة لأهل البيت عليهم السلام بمظاهر الولاء والعزاء المعهودة منذ القدم بين المعزين في مصاب سيد الشهداء عليه السلام من دون استحداث صور واعمال وممارسات ليس لها أصل في الشرع الحنيف وتنفر قطاعاً من المسلمين من هذه المحافل وتبعدهم عن الاستضاءة بمبادئ الامام الحسين عليه السلام ولا تنسجم مع احياء هذه الذكرى الشريفة، ونسال الله للجميع التوفيق لإحياء امر آل البيت عليهم السلام بأفضل الاساليب وأن يرزقنا جميعا السير على هداهم والثبات على دربهم والمواظبة على خدمتهم وأن يهبنا قربهم وشفاعتهم.

 

وعظم الله اجورنا واجوركم بمصاب ابي عبد الله الحسين (ع)

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

مؤسسة الامام علي (ع) – لندن

28 ذي الحجة 1438هـ

20 ايلول 2017م

محرر الموقع : 2017 - 09 - 20