الجوكريه على دين واحد
    

ان ما حدث في الولايات المتحده الامريكيه ،يكشف حقيقه عالميه واضحه ،الا وهي الحقيقه الجوكريه التي تتمثل بطبقه من الشباب المتمرد والنازع الى الفوضى والتخريب ،والرغبه في التدمير ،هؤلاء نتيجه طبيعيه لعالم يسير نحو اللامعنى،عالم تجرد من القيم والمثل العليا،عالم صنعته دوائر الظل في مراكز السياسه الغربيه،ان ما حدث في امريكا عباره عن استهتار ضابط امن بحق مواطن امريكي اسود ،لربما اقترف جرماً صغيراً لا يستدعي ان يعاقبه او يعامله بطريقه متوحشه وقاسيه أدت الى وفاته ،ولكن ما حدث هو أستثمار لهذا الخطأ الامني فهب الكثير ممن يستنكر هذا الحدث الاجرامي وهي مشاعر طيبه وانسانيه تعبر عن التعاطف الانساني،كما تعبر عن الغضب الكامن من النظام الامريكي الذي تغول على العالم ،وهي فرصه يستنكر بها هذا الشعب من تسيد رئيس مجنون على مقدراته ،ولكن لا يُنكر ان الجوكر قد استغل هذا الحدث لكي يمارس عبثه ، وتمرده وجنونه ،وسرقاته ورغبته في الدمار .طبعاً ما يحدث نتيجه طبيعيه لثقافة الجريمه التي ثقفت عليها افلام هوليود الشعب الامريكي،كما هي أنعكاس طبيعي لثقافة الاستهلاك الرأسمالي ،ونتاج غياب القيم المعنويه والدينيه ،ان ما قام به الضابط الامريكي لاشك فعل شنيع ،ولكن هذا لا يبرر ما فعله الجوكر الامريكي بالممتلكات الخاصه ،وهي ممتلكات الناس الابرياء ،فالفاعل جهه سلطوية ،فما ذنب أن تنهب ممتلكات مدنيه، هذا هو عين ما حدث بالعراق في أحداثه الاخيره اتجاه سلطه سرقت وأفسدت ،فخرجت الجماهير تستنكر وتعترض على فسادها ولكن وفي غفله من المتظاهرين برز الجوكر العراقي شاهراً سيف تمرده ،فحرق ودمر واشاع الفاحشه ،وهو اندفع بنفس بواعث ومبررات الجوكر الامريكي مستغلين اخطاء السلطه الغاشمه وراكبين موجة الاحتجاجات ،بل وفاسدي اهدافها العادله .تبقى الحركه الجوكريه مفسده لكل الاحتجاجات العادله ،أينما كانت ،وتعبر عن وجه فرنكشتايني قبيح أينما حل .والجوكريه عباره عن ظاهره تعبر عن أزمه نفسيه خطيره يعيشها ثله من الشباب كناتج لحضارة النموذج الامريكي.
أياد الزهيري

 

محرر الموقع : 2020 - 05 - 30