الأربعينية الحسينية: أعظم مراسيم في العالم هل يمكن استثمارها؟
    

المراسيم السنوية التي تقام في ذكرى مرور أربعين يوماً على استشهادالإمام الحسين بن علي؛تعد ظاهرة إنسانية واجتماعية ودينية فريدة في شكلها ومضمونها، وحجمها ونوعها، وتشد انتباه المتخصص قبل المراقب العادي.

هذه المراسيم التي تختتم في مدينة كربلاء؛ يوم العشرين من صفر من كل عام هجري؛تعود جذورها الى أول مراسيم أقامها آل البيت المفجوعين؛ بعد مرور أربعين يوماً على استشهاد الإمام الحسين في العام 61 للهجرة، ولم تنقطع حتى سنة واحدة، بالرغم مما تعرضت له من قمع، يتراوح بين التهديد والوعيد لمن يشارك فيها وصولاً الى المنع المطلق واعتقال وتعذيب وقتل من يشارك فيها.

ولم تشهد مراسيم الأربعينية الحسينية استقراراً حتى بعد سقوط نظام البعث الطائفي في العام 2003، وما أعقبه من مشاركة الشيعة في الحكم؛ إذ ظلت هذه المراسم تتعرض الى أنواع قاسية من حالات العنف من قبل الجماعات التكفيرية الوهابية وبقايا نظام البعث.

توصيف ظاهرة مراسيم الأربعينية الحسينية

نقدم هنا توصيفاً احصائياً عاماً تقريباً لهذه الظاهرة؛ على وفق معطيات هذه المراسيم في العام 2016؛ لتكون مدخلاً لدراسة إمكانية استثمارها إنسانياً ودينياً واجتماعياً وأخلاقياً وتعبوياً:

1-   اشترك في المراسيم مايقرب من (20) مليون إنساناً؛ بينهم (16) مليون عراقي من داخل العراق؛ أي مايقرب من 40 بالمائة من سكان العراق، أو حوالي 75 بالمائة من شيعة العراق. وهي بذلكأضخم وأكبر مشاركة بشرية في تاريخ العالم وحاضره.

2-   اشترك في المراسيم مايقربمن(500) ألف عراقي مغترب؛وفدوا من حوالي (50 ) بلداً.

3-   اشترك فيهذه المراسيم بضعة آلاف من العراقيين السنة، وكذلكمن غيرالمسلمين؛مسيحيين وصابئة.

4-اشترك في المراسيم مايقرب من ثلاثة ملايين غير عراقي، ينتمون الى أكثر من (70) جنسية. بينهم حوالي مليونين ونصف المليون ايراني، و (500) ألفهندي وباكستاني وأفغانيولبنانيوكويتي وبحريني وسعودي، ومن بلدان أخرى. أي أنه أكبر تجمع أجنبي يجتمع في بلد واحد خلال أيام محددة.  

5-   انطلق المشاركون من أكثر من (500) مدينة وناحية وقرية عراقية؛ من جنوب العراق وشرقه وشماله؛ في مسيرات راجلة؛ أي مشياً على الأقدام باتجاه مدينة كربلاء؛ حيث مرقد الإمام الحسين.

6-   مجموع طول الطرق التي قطعتها المسيرات الراجلةأكثر (2000) كم؛أي أنها أطول مسيرة راجلة عرفتها البشرية.

7-   سار المشاة لمدد متفاوتة؛ تبدأ بيوم واحد وتنتهي بخمسة عشر يوماًمتواصلاً.

8-   على مدى الأيام الخمسة عشر التي استغرقتها المسيرة، وعلى طولطرق الألفي كيلومتر التي يقطعها المشاة؛تم نصب أكثر من (100)ألف سرادق وخيمة ومضيف وحسينية وجامع؛ متراصة ـ غالباً ـ،ويحمل معظمها اسم (موكب)،وكلها للخدمة؛ أي أنها قدمت مختلف أنواع الخدمات على مدار الأربع وعشرين ساعة يومياً؛ كالطعام والشراب والمرافق الصحية والمبيت والإستراحة والصلاة والعبادة والعلاج والإسعاف والإتصالات والنقل والنظافة والأمن وغيرها. وهي بذلك أضخم وأكبر مجموعة مرافق خدميةعلى مستوى العالم؛ تعمل في وقت واحد وفي أماكن متصلة؛.

9-   قامت المرافق الخدمية الخاصة بالطعام والشراب، وعلى مدار الأربع وعشرين ساعة، ولمدة (15) يوماً تقريباً، وعلى طول (2000) كيلومتر؛ بتأمين الطعام والماء والفاكهة والعصير والشاي وغيرها للعشرين مليون مشارك،و بما مجموعه (100) مليون وجبة طعام تقريباً، و (100) مليون لتر من مياه الشرب، وخمسة ملايين قنينة عصير، وحوالي (500) ألف طن من أنواع الفواكه والخضر. أي ما معدله سبعة ملايين وجبة طعام يومياً تقريباً.أي أنها أطول وأضخم مائدة طعام وشراب عرفتها البشرية حتى الآن.

10-    قامت المرافق الخدمية أيضاً بتأمين حوالي (50) مليون خدمة مبيت للمشاة؛ على طول الطرق التي يقطعونها، وعلى مدى الأيام الخمسة عشر للمراسم.أي أنها على مستوى العالم؛ أكبر استضافة مبيت في مساحة جغرافية متصلة و أوقات محددة.

11-    اشترك في العمل في مجمل المرافق الخدمية المذكورةأكثرمن (500) ألف متطوع؛منمختلفالإختصاصات: طباخين، بنائين، تقنيين، عمال، علماء دين، مهندسين، أطباء، صيادلة، سائقين، مترجمين، مرشدين. ولم يستلموا طيلة عملهم فلساً واحداً؛ بل كان كثير منهم يساهم في الإنفاق على المراسيم. أي أنها أكبر كتلة متطوعين عرفتها البشرية حتى الآن.

12-    رُفعت في هذه المراسيم أكثر من ثلاثة ملايين راية وعلم صغير ومتوسط وكبير؛ يحمل معظمها الألوان السوداء والخضراء والحمراء. وكل لون يعبر عن معنى معين له دلالة تاريخية ودينية. وانتشرت أيضاًعشرات آلاف النسخ من العلم العراقي، وبضع مئات من أعلام الدول التي يفد منها المشاركون؛ سيما البحرين وايران ولبنان. وبذلك فهي أكبر كمية رايات وأعلام ثابتة ومتحركة ترفع في مناسبة واحدة وفي أماكن متصلة، وبأعداد لم تعرفها البشرية من قبل.

13-    الملايين الذين اشتركوا في المراسيم ينتمون الى كل فئات المجتمع وطبقاته وشرائحه: متدينين وغير متدينين ( بالرغم من الطابع الديني للمراسيم )؛أميين ومفكرين ومثقفين وحملة أعلى الشهادات الجامعية، أناس عاديون وكبار قادة الدولة، فقراء وأكثر الأفراد ثراء، جهلة بالدين وكبار الفقهاء والمجتهدين. ولم يظهر أي فرق بين هؤلاء في تقديم كل أنواع الخدمة والبذل والعطاء المادي والمعنوي، بل وحتى في الزي؛ إذ ذابت جميع الفوارق في إطار الملابس السوداء ـ غالبا ـ التي يرتديها المشاركون.

14-    لم تحدث طيلة أيام المراسيم، وفي كل المدن والطرق التي تواجد فيها المشاركون العشرين مليون؛ أية حوادث أدت الى اصابات،أو مشاجرات أو أعمال عنف أو حوادث مرورية؛ ولو بسيطة. وهي حالة فريدة تاريخياً وجغرافياً على مستوى العالم.

15-    تتحمل مدينة كربلاء العبء الأكبر في المراسيم؛ ككل عام؛ فهي المدينة التي تتوجه اليها مسيرات المشاة المليونية، وفيها تختتم المراسيم بمشاركة مالايقل عن (15) مليون إنسان في يوم العشرين من صفر. وهي أكبر كتلة بشرية؛ على مستوى العالم؛ تشارك بمناسبة واحدة، في مكان واحد وفي يوم واحد.

16-    تتحمل مدينة النجف الأشرف؛ العبء الأكبر في المراسيم بعد كربلاء؛كونها المدينة التي أسست مراسيم مسيرة المشاة الأربعينية في التاريخ الحديث، وأن هذه المراسيم حتى قبل (20) عاماً كان يقتصر إقامتها على سكان النجف فقط، وكذلك بحكم موقعها الجغرافي، وطبيعة مجتمعها، ووجود مرقد الامام علي. وبذلك تمثل النجف الركيزة الأساس في إحياء هذه الذكرى، وتتحمل المسؤولية التاريخية في حمايتها معنوياً ومادياً، فضلا عن العبء الأمني والإنساني والاجتماعي. وقد قدر حجم إنفاق أهالي النجف على هذه المراسيم لهذا العام مايقرب من (100)مليون دولار؛ أي حوالي 20 بالمائة من مجموع ماينفق على جميع المراسيم، وكلها تبرعات من الأهالي. فضلا عن أن معظم سكان مدينة النجف يتفرغ لإحياء هذه المراسيم لمدة تتراوح من 5 الى 15 يوماً متواصلة، وتكان تخلو المدينة من سكانها المليون ونصف المليون خلال الأيام الأربعة الأخيرة من المراسيم.

17-    مجموع ما أنفقه الأهالي العراقيون على مراسيم هذا العام؛ وبدوافع ذاتية محضة؛ بلغ حوالي (500) مليون دولار. وتراوح حجم تبرعات الأفراد بين 250 دينار عراقي (20 سنت أمريكي) و650 مليون دينار عراقي (500 ألف دولار أمريكي). 

18-    الملايين المشاركون في المراسيم، وكذا المتبرعون بأموالهم ووقتهم وممتلكاتهم؛يتحركون بدوافع ذاتية، وليس بدفع مندولة أوحكومة أوتنظيم أوقيادة سياسية أو مرجعية دينية، ولا علاقة لها بقرارات سياسية أو اجتماعية أو فتاوى؛ بل ترتكز هذه الدوافع على قاسم مشترك؛ هو الإيمان بقضية الإمام الحسين وذكراه، وأنها جديرة بأن تُحيى وتستمر.

مراسيم الأربعينية الحسينية:مادة للدراسة

مراسيم الأربعينية الحسينيةهي ظاهرةعراقية شيعية إسلامية بامتياز، و تعد مادة مهمة ونوعية للدراسات التنموية التطبيقية؛ سيما في مجالات التنمية البشرية والمجتمعية والدينية،وكذلك الدراسات الأكاديمية النظرية؛ في كثير من الفروع الانسانية والإجتماعية. وأعتقد أنمراكز البحوث العالمية وعلماء الإجتماع وعلماء النفس الاجتماعي وعلماء الإجتماع الديني وعلماء الانثروبولوجيا؛ ولاسيما الغربيين والمستشرقين؛ لو درسوها بعمق؛ لخرجوا بنتائج علمية غاية في الأهمية؛ تشكل إضافة نوعية لقواعد علم الإجتماع الديني.                                                .                           
      والحقيقة أن دراسة مثل هذه الظاهرة بحاجة الى تجرد وموضوعية تجاه مادة البحث؛ وهذا مالاتعرفه الساحة العلمية والثقافية العربية غالبا؛ لأنها تجاه هكذا ظواهر؛ تكون الأحكام الجاهزة المؤدلجة والمسيسة التي تفرضها الإنتماءات المذهبية والطائفية السياسية، هي قاعدة البحث وعماد نتائجه.

عراقيو الأربعينية: أمةعظيمةفي دولةناجحة

بلغةالأرقام الواقعية التي تترشح عن مراسيم الأربعينية الحسينية؛تفوقتالأمةالعراقيةتفوقاً كمياً موسمياً على كل أمم الأرض،وأثبتتالدولةالعراقيةإنها خلال خمسة عشر يوماً (5 الى 20 من شهر صفر)علىرأسالدولالناجحةعالمياً؛برغمكلالإخفاقاتوالصعوباتوالمحنوالإشكالياتفيالمجالاتالأخرى؛كسوء الخدمات،وتزايد البطالة، والخللالأمني، والفساد الإداري والمالي، وسقوط معدلات التنمية...الخمنالقائمةالتيتطالعناصباحمساء؛حقاًأوباطلاً،وتزيد العراقيينيأساًوإحباطاً،وجلداًللذاتوتقريعاًللنفس. ولكن؛ مراسيمأربعينالإمامالحسين؛أكدت؛ ككلعام؛ أنالعراق شعباً ودولةًيحملانقدرةذاتيةهائلةعلىإدارةالأزمات،وعلىإنتاجالصمودوالصبر،وعلىالتكافلوالتعاضدوالتعاون،وعلىحسنالإدارةوالتدبير؛بشكليندرمثيلهفيالتاريخوالجغرافيا.

أمةٌمجروحةودولةٌمحارَبة؛يحققانسنوياًأعظمإنجازتنظيميوماليوإداري،وأروعتكافلوتعاضدبينالشعبوالجيشوالشرطةوالحشدالشعبيوالإداراتالمحليةومؤسساتالحكومةالمركزية. الجميعمتكافل مادياً واجتماعياً وتنظيمياً،ومتعاونبمنهجيةمتفردةإنسانياًووطنياً؛كأنهملوحةمتناسقةتتكاملفيمضامينهاوألوانها؛لينتجوانجاحاًساحقاًفيمجالاتالتنظيموالإدارةالأمنيةوالماليةوالغذائيةوالخدميةواللوجستية.

في هذه المراسيم السنوية تقومالدولةالعراقيةمنخلالالجيشوالشرطةوالإداراتالمحليةوالمؤسساتالصحيةوالخدمية؛ الى جانب قوات الحشد الشعبي ومنظمات المجتمع المدني؛بتأمينالجانبالأمنيللمراسيم،وجزءمنالجانبالخدمي،وتنظيمحركةالمروروالنقل. كماتقومالسفاراتوالقنصلياتالعراقيةفيكلأنحاءالعلمبمنحمايقربمن ثلاثةملايينفيزةخلالشهر واحدتقريباً؛أيمامعدله 130 ألففيزةيومياً. وتتحملسفارةالعراقوقنصلياته الخمس فيايران العبء الأكبر في هذا المجال؛ إذ منح هذا العام مايقرب من ثلاثة ملايين فيزة خلال شهر واحد؛ أي مائة ألف فيزة يومياً، وهو رقم غير مسبوق في تاريخ الدبلوماسية العالمية. وتعقبها في العدد؛ سفارات وقنصليات العراقفي لبنانوالكويتوالإماراتوتركياوباكستانوافغانستانوالهندواذربيجان.

      وكما أسلفنا في فقرة سابقة؛ فإن الشعب والدولة يحولان خلال هذه المراسيم المليونية دون حدوث أية مشاجرات أو أعمالعنفأوخروقاتأمنيةأوحوادثمروريةأوانتشارللأمراضوالأوبئة. بللاينجمعنهذهالمراسيمسوىعددقليلجداًمنالضحايا؛نتيجةخرقأواثنينتقومبهالجماعاتالإرهابية؛قياساًبمايجريفيكلدولالعالم،وقياساًبالوضعالأمنيغيرالمستقرللعراقالذيتستهدفهالجماعاتالإرهابيةالتكفيرية وبقايا النظام البعثي التيتناصبمراسيمالأربعينيةالعداء،وتحضرنفسهاسنوياُ لهذه المناسبةللقيام بعمليات التفجير والقتلالجماعي ونشرالأوبئةوتسميمالمياهوالأطعمة؛ولكنهاتفشلفشلاًذريعاً؛نتيجةقبضةالقواتالأمنيةالعراقية الحكومية والشعبية،والتي تتمكن بنجاحمنتأمينحياة 20 مليونإنسان؛منتشرينعلىطرق طولها 2000 كم؛خلال 15 يوماً.

استثمار مراسيم الأربعينية لخدمة أهداف الحسين

مراسيم الأربعينية الحسينية المتفردة تاريخياً وجغرافياً؛ دليل ميداني واضح على قدرة العراقيين الفائقة على التنظيم والإدارة والتدبير والعطاء والتضحية والبذل من أجل إنجاح أضخم مراسيم كمية في العالم. ولعل بالإمكان استثمار هذه القدرة وتعميمها؛ لتتحول المراسيم من ظاهرة موسمية كمية الى ظاهرة نوعية مثمرة على مدار السنة؛ عبر توظيف معطيات الظاهرة في الجانب الإجتماعي التكافلي، والديني التوعوي، والجهادي، والتنموي المستدام؛لتكون قاعدةللنهوض الوطني الشامل؛ لأنشعباًبهذاالتألقوالإشراقوالنجومية،ودولةبهذاالحجممنقبولالتحديوالإصرارعلىالنجاح؛جديرانبأنيكونافيمصافالشعوبوالدولالمتقدمةالكبيرةفينموهماالداخليوحضورهماالدوليوإنجازاتهماعلىكلالصعدوتحقيق طموحاتهاالمستقبلية. وبالتالي؛ فإن هذهالمراسيم الأضخم عالمياًهيأعظممولدلطاقةالأمة،وأعظمدافعنحوالبناءوالتخطيطالسليم،وأروعمظهرلتلاحمجماعاتالأمةوافرادها،وتعاونهموتكافلهموتوادهموتحاببهم.

العراق بكله؛ بحاجةالىاستثمارنوعي لهذا الحدث السنوي العالمي؛باتجاهمزيدمن التمسك بأهداف آل البيت الإنسانية والأخلاقية والدينية وبقضية الإمام الحسين وغاياتها، وصولاً تحقيق أهداف الدين والوطن؛ليعودالعراقيالىمدينتهوقريتهوبيتهومحلعمله؛وهومشحونبطاقةالصلاحوالإصلاحوالبناء والتنمية الشخصية والمجتمعية،ومندفعنحوخدمةالمجتمعوالبلد،وملتزم بالعبادات وأحكام الشريعة في كل مجالات الحياة.

لوقامتالدولة العراقيةوالمرجعيةالدينية والحوزة العلميةومنظماتالمجتمعالمدنيوالمؤسسات الدينيةوالهيئاتالحسينية ووسائل الإعلاموالجماعات الإسلامية وقطاعات السوق والتجار ورجال الأعمال؛ بإستثمارالطاقةالكبرىالتيتولدهامراسيمالأربعينيةفينفوسالعراقيينوعقولهم؛لتغيرتمعادلةالعراققطعاً،ولانسحبهذاالنجاحالموسميالسنويالىنجاحاتباهرةمستدامة..

    الى جانب المراسيم الموسمية السنوية نفسها؛ يمكن تخصيص جزء من التبرعات أو مضاعفتها، وبعض المنشآت والمباني، وأعداد من المتطوعين؛ لتأسيس مؤسسات لمهمات محددة؛ تعمل على مدار السنة، ويمكن أن تحمل اسم "الأربعينية الحسينية"؛ لكي لايخرج العطاء عن هذه المناسبة كما يرغب بذلك أهل العطاء. مثالاً:

1-   جمعيات وطنية ومحلية كبرىللتكافل الإجتماعي؛ تهتم بمساعدة المحتاجين والأيتام والعجزة والمرضى، ودعم زواج الفقراء، ومشاريع إسكان المعوزين.

2-   مشاريع وقفية اقتصادية تنموية لتشغيل العاطلين، ولمساعدة العاطلين أيضاً في إقامة مشاريع عمل صغيرة.

3-   صناديق وفرق لدعم الحشد الشعبي مادياً ومعنوياً، وتغطية أسر متطوعيه.

4-   مؤسسات فنية وإعلامية لانتاج أفلام وثائقية وروائية ومسلسلات تلفزيونية وكليبات وغيرها من الأعمال الفنية، وبمختلف لغات العالم؛ حول حياة اهل البيتوالقضية الحسينية وتاريخها وجهاد الحسنيين على مر التاريخ ومحاربة الطغاة لشعائر اهل البيت، واستنهاض الأمة للدفاع عن مقدراتها ضد الإرهاب والجماعات الإرهابية والتكفيرية.

5-   جمعيات ومؤسسات دينية إرشادية دعوية ثقافية؛ تعمل على تقوية الجانب الإيماني والعبادي والعقائدي لدى المشاركين بالمراسيم.

6-   لجان للتحرك على العراقيين غير الشيعة وغير المسلمين؛ من أهل السنة أو المسيحيين؛ للمشاركة بكثافة عددية وحضور نوعي وعناوين واضحة في مراسيم الأربعينية؛ لتحويلها الى نطاق داعمة لمشروع التلاحم الوطني.

 وهناك أفكار عملية كثيرة اخرى يمكن تنفيذها بتعاضد علماء الدين والمثقفين والمسؤولين والتجار وأصحاب الهيئات الحسينية..

 

د. علي المؤمن

محرر الموقع : 2017 - 11 - 08