تفاصيل حول استضافت رابطة الشباب المسلم في المملكة المتحدة الدكتور نبيل ياسين، في ندوة تحت عنوان(مرشحو الرئاسة الامريكية والخلفيات الدينية )
    

 

مرشحو الرئاسة الامريكية والخلفيات الدينية
جواد كاظم كاظم الخالصي
رابطة الشباب المسلم في بريطانيا

استضافت رابطة الشباب المسلم في المملكة المتحدة  يوم 6/10/2012   الكاتب والسياسي العراقي المستقل الدكتور نبيل ياسين، في ندوة تحت عنوان(مرشحو الرئاسة الامريكية والخلفيات الدينية ) .
ادار الندوة الاستاذ كرم الخزرجي الذي افتتحها بالحديث عن اهمية انتخاب الرئيس الامريكي وما يمثله لدول العالم بشكل عام ودول الشرق الاوسط بشكل خاص خاصة وان العامل الديني للمرشحين اصبح عاملا جديدا في الحملات الانتخابية .
بدأ الدكتور ياسين محاضرته منوها الى ان:
هناك ثلاثة محاور يمكن من خلالها تسليط الضوء على انتخابات الرئاسة الامريكية القادمة وهي :
1- مؤسسة الرئاسة الامريكية دستوريا وتاريخيا
2- طائفة المورمون
3- تأثير المرشحين على أجندة الشرق الاوسط
واشار الى حقيقة سياسية هي ان العالم يعتقد ان الرئيس هو امريكا ، وتبرز من خلال ذلك صورة الرئيس جورج واشنطن على اعتبار أن معظم فقهاء القانون الدستوري يعتبرون ان أغلب الرؤساء الامريكان هم صورة عن الرئيس جورج واشنطن باعتباره حامي الدستور الامريكي المبجل ، وهناك صفات لرئيس الولايات المتحدة حيث يوصف بأنه الوزير الاول والمشرع الاول وبالتالي من النادر ان لايوافق الكونغرس على مشروع يقدمه الرئيس وعليه يكون هو المشرع الاول ، وهو لا يشرع إلا من خلال نصوص وروح الدستور، ويعتبر ايضا هو القائد الاعلى للقوات المسلحة ويعطيها الهيبة والجبروت في العالم، ولم يحدث ان يكون الرئيس الامريكي غير مفوّض باستخدام القوة (الجيش) كما استخدمه ترومان في الحرب الكورية  وايزنهاور في مضائق فرموزا والشرق الاوسط، ومثال ذلك حادثة 1861 حينما تمرد حصن ويستر فاتخذ ابراهام لنكولن اجراءات عسكرية دون ان يأخذ رأي الكونغرس لمنع انهيار الاتحاد وانفصال الولايات الجنوبية وبذلك الغى العبودية للحفاظ على الولايات المتحدة.
كما أشار الى أن هناك اربعة اسلحة يتمتع بها الرئيس الامريكي وهي
1- حق الفيتو والاعتراض على أي قانون يصدره الكونغرس
2- حق الولاية والاشراف والتعيينات من الوزراء الى القضاة والقادة العسكريين.
3- حق اللجوء الى الرأي العام كما حصل في العام 1957 عندما رفض الكونغرس الميزانية ولجأ حينها الرئيس ايزنهاور الى الرأي العام واضطر الكونغرس الى الموافقة على الميزانية.وهذا الحق لا يستطيع استخدامه الا من له القدرة على الاقناع لكسب الرأي العام.
4-زعامة الحزب التي تمده بالانصار والمؤيدين.
واشار المحاضر الى المادة السادسة من الدستور الامريكي الخاصة بعدم اعتبار الخلفيات الدينية لشاغلي الوظائف العامة والتعديلات الاولى على الدستور الامريكي عام ١٧٩١ والتي اتاحت حرية ممارسة الاديان واحترام العقيدة الدينية في ظل دولة علمانية مثل الولايات المتحدة.
وتطرق الى الخلفيات الدينية للمرشحين وهذه اول مرة يكون فيها الحديث عن الخلفية الدينية للمرشح والسبب هو ان هذه المؤسسة  يترشح اليها شخص من طائفة المورمون التي تنبذها الطوائف المسيحية في امريكا، لأنهم لا يقدسون الصليب ويشككون بصحة الانجيل ويبيحون تعدد الزوجات  وتحرم طائفة المورمون الشاي والقهوة والتدخين والخمر ، ثم تحدث بعد ذلك عن بعض استطلاعات الرأي في أميركا قائلا:
أظهر استطلاع للرأي اجراه معهد بيو ، أن هناك 17 بالمئة  يعتقدون أن أوباما مسلم، أي بزيادة خمس نقاط عما كان الأمر عليه في عام 2008. أما بالنسبة للجمهوريين المحافظين فقد ارتفعت النسبة إلى 34 في المئة أي بزيادة 18 نقطة عما كانت عليه في عام 2008.
انخفض بنسبة نقطة واحدة لدى الديموقراطيين حيث يعتقد 8% منهم حاليا بان اوباما مسلم.
وبصفة عامة يشعر 45% بالارتياح إزاء ديانة أوباما، فيما يقول خمسة في المئة أن الأمر لا يهمهم.
واشار الدكتور ياسين الى ان والدة باراك اوباما مسيحية غير ممارسة للديانة و ابوه مسلم، اما زوج امه (بعد وفاة والده) فقد كان مسلما ايضا ولكن لا يعتد بالشريعة الاسلامية  وهناك اعتقاد بان عقليته كانت قريبة من الديانة الهندوسية ومعتقداتها. اما عن طفولة اوباما فقد كانت مثيرة للجدل ايضا، حيث انه فى طفولته كان قد ارسل الى الكنيسة للصلاة وايضا الى المساجد، وقد دافع اوباما عن نفسه ضد الحملات التي تستهدف ناخبيه من الامريكيين (ان كونى مسيحى هو من اختيارى و عائلتى لم تفرض على ابدا ان أكون مسيحيا او مسلما، وبالنسبة لى، انا لست مسلما ولا مسيحيا ولكننى انسان  والأنسانية هى الديانة الوحيدة التى اتبعها.
واظهر الاستطلاع ان 60% من الاشخاص الذين سئلوا رأيهم ردوا بان المرشح الجمهوري للانتخابات الرئاسية ميت رومني هو من المورمون في حين اعتبر 49% ان باراك اوباما مسيحي (كانوا 55% في 2008 ولكن فقط 38% في 2010).
ثم بعد ذلك تطرق الضيف المتحدث الى نشأة الديانة المورمونية ومؤسسها جوزيف سميث في الولايات المتحدة الامريكية والتي ينحدر منها المرشح الجمهوري ميت رومني  وقدم نبذ عنها منذ بداية تأسيسها على يد جوزف سميث الذي ادعى انه تلقى وحيا منذ كان عمرة ثمانية عشر عاما عام 1823 بأنه رسول للقارة الأمريكية وسيعثر يوما على ألواح مصرية ذهبية مختفية. وبعد 4 سنوات زاره طيف سماوي لشخص اسمه "مورموني" ودله عليها فوجدها في كهف عند "تل كومورا" في مدينة مانشستر بولاية نيويورك.
وادعى سميث ان "مورموني" هو ابن نبي عاش قبل 1700 عام في القارة الأمريكية . ثم أسس سميث في 1830 أول معبد سماه "كنيسة يسوع المسيح لقديسي الأيام الأخيرة"
وبسبب انتشار المورمونية السريع اعتبرها المسيحيون بدعة وهرطقة فهجمت جموع غفيرة على سميث واعتقلته وقتلته دون محاكمة عام 1844 وقتل سميث تاركا 29 زوجة وعشرات الأبناء.
بعد ذلك بين المتحدث حالة المواجهة السياسية بين رومني وأوباما على مستوى التعامل خارج الولايات المتحدة مع دول العالم قائلا: ان رومني يجهل السياسة الخارجية ولذلك يركز على معارضة مواقف اوباما الذي يعتمد سياسة التفاهم والاحتواء بينما يعتقد رومني ان مبدأ ريغان (السلام من خلال القوة) هو مبدأ يجعل امريكا قوية لقرن قادم.ويركز رومني على دعم بناء القوة البحرية في اعالي البحار لانه يعتبر روسيا العدو السياسي الجغرافي رقم واحد للولايات المتحدة. ولذلك يسعى اذا ما فاز الى تسريع وتيرة صناعة السفن الحربية من 9 إلى 15سفينة. قائلا وهو يلمح الى اعادة سعير الحرب الباردة (مثلما سعى ريغان لحماية الولايات المتحدة من الأسلحة السوفياتية من خلال مبادرة الدفاع الاستراتيجي، سوف أدفع باتجاه عمل أنظمة دفاعية ضد الصواريخ الباليستية لحماية واشنطن وحلفائها  من أي صواريخ تطلقها إيران أو كوريا الشمالية.)
كما اشار المحاضر الى ان رومني يعتبر ان ايران هي رأس  مستخدما مفردات الجمهوريين مثل ريغان وبوش فيعلن أن "إيران تحاول من جديد بناء امبراطورية قائمة على الشر وتعتمد على ثروات الشرق الأوسط"
ثم بعد ذلك  قام مدير الندوة بفتح باب المداخلات والاسئلة من قبل الجمهور حيث طرحت العديد من المداخلات والاسئلة التي رد عليها الضيف المتحدث وكانت تصب حول مدى تأثير الخلفية الدينية على الرئيس المرشح فيما يخص منطقة الشرق الاوسط وكيف سيكون مستقبل المنطقة بعد فوز أي منهما.

محرر الموقع : 2012 - 10 - 07