ترامب عراقي في الكوت يعاني من البطالة بعد تسريحه من وظيفة مؤقتة
    

قد لايمكن للمرء أن يفرّق بينه وبين الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب، شعره الأشقر وملامحه كلها تشبه الى حد كبير ملامح ترامب. محسن وترامب متفقان أيضاً بمهنة العقارات، فترامب الأمريكي مالك للعقارات والواسطي وسيط في بيع وشراء العقارات، لكنه بلا ملكية سوى بيت صغير في أحد الأحياء السكنية بمدينة الكوت.
حياته مملوءة بالمواقف، إذ يعتقد الكثير ممن هم من خارج مدينة الكوت، أنه شخص أجنبي، فيسمع أحياناً تعليقات وعبارات تهكّم وسخرية، لكنّ روح الفكاهة التي يتحلى بها تجعله يتغلب على تلك المواقف.
محسن جابر العتابي، المكنّى أبو شدراك ذو الـ56 عاماً، الذي ذاع صيته لدى الآخرين كثيراً وصار يتلقى التهاني منذ فوز الرئيس الأميركي دونالد ترامب في الانتخابات وتنصيبه رئيساً للولايات المتحدة الأمريكية.

 أجنبي من زمان 
ويقول ترامب العتابي، في حديثه لـ(المدى)، "ليس الآن يشعرني الآخرون أني شخص أجنبي، بل منذ زمن طويل حين عملت مع بعض الشركات الأجنبية ومنها اليوغسلافية التي كانت تعمل في محافظة واسط في قطاعات مختلفة ومنها قطاع الزراعة، وأجدّت اللغة اليوغسلافية وصرت أتحدث بها، لذلك كان الكثيرون يعتقدون ذلك الوقت أني يوغسلافي".
وأضاف العتابي أن "الأجنبي صفة صارت تلازمني دوماً كون شعري أشقر اللون وملامح وجهي فيها نوع من الإحمرار، ولهذا تعرضت مرات عديدة للتهكّم أو سمعت الكثير من التعليقات من خلال حياتي الاعتيادية بين الناس على اعتبار أني أجنبي، لكني كنت أتدارك جميع المواقف بنوع من المجاملة والطرافة ما يؤدي الى وضع الطرف الآخر في موقف حرج حين أردّ عليه بلجهة عراقية جنوبية شعبية لاتخلو من الحسجة أحياناً".

ترامب العتابي
ويقول أبو شدراك "ما أن ظهر على الساحة السياسية والإعلامية الرئيس الأمريكي ترامب، وفي أثناء حملته الانتخابية، أخذ البعض يناديني بهذا الاسم، وراح آخرون يتحدثون عن أوجه الشبه الكبير بيني وبين ترامب الرئيس، وكان هناك من يصفني برئيس الدولة العظمى". 
وتابع بالقول "خلال إعلان فوز ترامب في الانتخابات الأمريكية العام الماضي، تلقيت الكثير من التهاني وبلغ حد المزاح معي الى أن تلقيّت تهانٍ من مسؤولين محليين في واسط، ولم يكن بمقدوري السير في شوارع المدينة وأسواقها لأمارس حياتي الاعتيادية مثل الأيام السابقة، إلاّ وينهال عليّ المعجبون، فهذا يريد الحديث معي وذاك يطمح بالتقاط صورة معي... الناس هنا أحبتني كثيراً".
ويقول ترامب الواسطي، الذي يتفق من حيث الشكل والعمل أيضاً مع ترامب الرئيس الأمريكي، كونه يعمل في مجال بيع وشراء العقارات "لقد بدأت مشواري رياضياً ومثلت العديد من الفرق الرياضية في محافظة واسط بمختلف الألعاب وأهمها الساحة والميدان وكرة القدم واليد والكرة الطائرة، كذلك مثلت بعض الفرق الأجنبية التي شكلتها الشركات التي كانت تعمل في العراق بخاصة اليوغسلافية منها". وأضاف ابو شدراك "عملت في الشركات الأجنبية إبان عقدي الثمانينات والسبعينات من القرن الماضي، وأصبحت أجيد أكثر من لغة أهمها الروسية واليوغسلافية، إضافة الى الانكليزية، وهذا ما جعل الكثير يعتقدون أني أجنبي خاصة ممن لا يعرفونني".
ومضى العتابي بالقول "بعد انتهاء عمل تلك الشركات في المشاريع التي كانت تنفذها، اضطررت للسفر الى خارج العراق، حيث زرت العديد من البلدان، وكان بالإمكان البقاء في المهجر مستفيداً من اللغات التي أجيدها، لكن حبي للعراق ولأهلي، دفعني لكي أرجع الى البلد ولأمارس العديد من الأعمال البسيطة، ومنها وسيط في بيع وشراء العقارات وصار الناس يثقون بيّ كثيراً، ولم أجن من تلك المهنة عقارات كثيرة وأموالاً مثل ترامب الأمريكي، فقط اكتفيت ببيت صغير".

وظيفة بعقد
ويقول ترامب العراقي إن "صعوبة العمل والحياة دفعتني للبحث عن وظيفة، وكان نصيبي أن أكون موظفاً بعقد في ديوان محافظة واسط وتحديداَ في المكتبة العامة، ولم يختلف وضعي وحالي عن حال موظفي العقود الذين لم يحصلوا على مرتباتهم لفترة طويلة بسبب الأزمة المالية، الى أن تم منحهم إجازة إجبارية وأنا أتمتع الآن بهذه الإجازة من دون عمل لاسيما مع كساد سوق العقارات جراء الأزمة المالية ذاتها".
وتعليقاً على ذلك، يقول الناشط المدني جلال الشاطي، إن "أبا شدراك ظاهرة واسطية جميلة، فالرجل أجنبي، والغالبية من غير معارفه كانوا يعتقدون بأنه أجنبي فعلاً من خلال ملامحه وإجادته أيضاً اللغة الانكليزية".
وأضاف الشاطي "لكن هذه الشهرة زادت أكثر عند فوز المرشح للانتخابات الأمريكية دونالد ترامب وفوزه برئاسة الولايات المتحدة الأمريكية، وصار الكثير من الأشخاص ينادون أبا شدراك بترامب أو السيد الرئيس أو الزعيم، من دون تهكّم ولاسخرية، فأبو شدراك شخص محبوب من الجميع لبساطته وطيبة قلبه وروحه النقيّة". ويؤكد الناشط المدني أن "أبا شدراك يمتلك حضوراً قوياً في كل المناسبات لاسيما الاجتماعية والثقافية منها، وهو صديق للجميع ويساعد في حل الكثير من المشكلات لاسيما ما يتعلق منها بالخصومات الأسرية وغيرها، وهو هادئ وغير مشاكس مثل ترامب الأمريكي". ويتابع الشاطي أن "أبا شدراك لم يهدد أحداً ولا يريد فرض أجندته ورغباته على الآخرين، هو مسالم جداً على العكس من شبيهه دونالد ترامب الأمريكي".

محرر الموقع : 2017 - 02 - 14