رمضان شمال غزة.. لا مساجد ولا أذان والجوع ينهش الجميع
    

 

 

 

 أعادت هجمات إسرائيل المتواصلة على قطاع غزة سكان القطاع عقوداً إلى الوراء، إذ لم تعد الكهرباء متوفرة، ولا وسائل المواصلات العصرية، ويعيش عشرات الآلاف في خيام بالية، ولا يملكون أبسط مستلزمات الحياة، وهم يعانون من الجوع بسبب عدم توفر الطعام، وتقييد وصول المساعدات الإنسانية.

وبات الآلاف يعتمدون على رؤية غروب الشمس لمعرفة موعد الإفطار في شهر رمضان ، فحتى مدفع رمضان التقليدي الذي كان أجدادهم يفطرون على صوته لم يعد متوفراً، بينما أصوات مدافع الاحتلال وقذائفه وطائراته الحربية لا تتوقف ليل نهار.
وكان التحضير لاستقبال شهر رمضان يسير بشكلٍ صعب في محافظتي غزة والشمال، في ظل غياب العادات والطقوس الرمضانية المعتادة، ورغم الظروف شديدة القسوة، صمم البعض على توفير أصناف من الطعام لإفطار عائلته في اليوم الأول، وقام أخرون بوضع بعض الزينة اليدوية التي صنعوها من بقايا الأوراق الملونة، أو بعض المواد التي كانت مخزنة لديهم، حتى يشعر أطفالهم الذين نجوا من القصف بقليل من بهجة رمضان.

ووفق إحصاء للمكتب الإعلامي الحكومي، فمنذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول حتى الخامس من مارس/آذار الحالي، دمر الاحتلال الإسرائيلي 219 مسجداً كلياً في قطاع غزة، والعدد الأكبر منها في المنطقة الشمالية المحاصرة، كما ألحق أضراراً جزئية بالغة بـ287 مسجداً.
وفي كثير من المناطق، يفترش عشرات الغزيين بعضاً من الأقمشة والأغطية إلى جوار المصليات من أجل إقامة صلاة الجماعة، وأداء صلاة التراويح، ومنهم من أقام صلاته في أول أيام شهر الصيام جائعاً، ومن تناول منهم بعض الطعام كان يفتقد الموائد الرمضانية السنوية.
ويقدر المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، تواجد قرابة 350 ألف نسمة في المنطقة الشمالية التي كانت أكثر مناطق القطاع اكتظاظاً بالسكان قبل العدوان الحالي، لكنها شهدت موجات متكررة من النزوح خلال الأشهر الماضية، كان أخرها في نهاية فبراير/شباط الماضي، ويعيش سكان الشمال في عزلة كاملة عن المنطقتين الوسطى والجنوبية بعد أن أقام الاحتلال شارعاً عرضيا في وسط القطاع، ورغم دخول شهر رمضان، لم تدخل شاحنات المساعدات إلى المنطقة المحاصرة، لكن تصل إليها بعض كميات الطعام عبر عمليات الإنزال الجوي، لكنها لا تلبي حاجتهم.
ويحاول الغزيون الإبقاء على تجمعهم داخل المناطق المحاصرة، فيوجد سكان مدينة غزة في مراكز أحياء النصر والرمال والشيخ رضوان، أو بالقرب من مجمع الشفاء الطبي، في محاولة للتكاتف خلال شهر رمضان، ومحاولة الحصول على أي طعام، أو شراء ما يتوفر، إلى جانب إبلاغ بعضهم البعض بموعد أذان المغرب للإفطار.
وكانت طقوس الغزيين الرمضانية مختلفة تماماً خلال السنوات السابقة، إذ كان كثيرون يقومون بالإفطار على الشاطئ، ثم يذهبون إلى المساجد المطلة على بحر غزة للصلاة، ومنها مسجد الخالدي، والذي كان يعتبر أحد أهم مساجد القطاع، وعرف بطرازه المعماري والهندسي الجميل، وكان يمتد على مساحة كبيرة يجتمع فيها الناس لأداء صلاة التراويح، لكن الاحتلال دمره بالكامل.

  • العربي الجديد

 

 

 

محرر الموقع : 2024 - 03 - 13