العراق بين دواعش السياسة وغمان الشيعة
    

منذ أكثر من 17 سنة أي منذ تحرير العراق  والعراقيين  من بيعة العبودية وفرض الرأي الواحد والحاكم الواحد  والعائلة الواحدة في 9-4-2003 وحتى عصرنا  أصبح العراق بيد غمان الشيعة ودواعش السياسة  لا أنكر هناك من يريد الخير للعراق والعراقيين من كل الأطياف والأعراق  العراقية  إلا أنهم  أفراد متفرقة لهذا  ضاعت أصواتهم وانعدمت رؤية أفعالهم  وهكذا  لم يبق لهم أي  دور مؤثر

لا شك ان التغيير الذي حدث في 9-4- 2003 أزال عراق الباطل وحل محله عراق الحق  أي أزال عراق الباطل اي عراق العبودية  عراق الحاكم الواحد الرأي الواحد  القرية الواحدة العائلة الواحدة وحل محله عراق الحق  عراق الديمقراطية والتعددية حكم الشعب العراقي حكم  الدستور والقانون والمؤسسات الدستورية والقانونية

وهذا يعني أصبح الشيعة في العراق الذين نسبتهم تزيد على 80 بالمائة من نفوس العراقيين  عراقيون   وهكذا أصبح كل العراقيون   من كل الأطياف والأعراق والألوان  متساوون في الحقوق والواجبات  ويضمن لهم حرية الرأي والعقيدة

لا شك إن مثل هذه الحالة الجديدة ومثل هذا العراق الجديد  مرفوض وغير مقبول من قبل أعداء الحياة والإنسان ال سعود ودينهم الوهابي  الوحشي  وكل مرتزقتهم   ومنظماتهم الإرهابية التي زاد عددها على أكثر من 250 منظمة  إرهابية  منتشرة في كل العالم  ومنها داعش والقاعدة والنصرة وبوكو حرام وغيرها  مهمتها القضاء على  الحياة والإنسان وعلى كل حركة أصلاحية تجديدية وعلى كل من يدعوا اليها

المعروف جيدا ان  الصهيونية   هي التي أسست دولة ال سعود  ودينهم الوهابي وهي التي أسست دولة ال سفيان ودينهم الفئة الباغية في بدء  الدعوة الإسلامية   وكانت مهمتها القضاء على الإسلام والمسلمين المتمسكين بقيم الإسلام الإنسانية الحضارية

قلنا بعد تحرير   في 2003  قبر عراق الباطل عراق العبودية وتأسس عراق الحق عراق الحرية   يظهر ان العراقيين بشكل عام  غير مهيئين للعيش في  عراق الحق عراق الحرية  وإنما مهيئين  للعيش في ظل عراق الباطل عراق العبودية

 لأن الانتقال من عراق العبودية عراق الباطل الى عراق الحرية  عراق الحق  كان مفاجئا وغير متوقع وهذا يحتاج الى تهيئة  و إعداد مسبق  مثل إزالة قيم وأخلاق عراق الباطل عراق العبودية من العقول وزرع بدلها قيم وأخلاق عراق الحق عراق الحرية بدلها   للأسف هذا لم يحدث

والمؤسف أكثر ان قيم  عراق الباطل عراق العبودية هي التي سادت  بعد  إقامة عراق الحق عراق الحرية فيه وأصبحت هي المتحكمة وصاحبة النفوذ والآمرة الناهية  وكانت نتائجها أكثر  ظلما وفسادا من نتائج عراق الباطل والعبودية

حيث ترسخت قيم وأعراف العشائرية  والبداوة المتوحشة ولم يبق من الدستور إلا اسمه  ومن المؤسسات الدستورية  إلا رسمها وعدنا  الى عدم الدولة الى أيام الفوضى قبائل بدوية بعضها يغزوا بعض وبعضها ينهب بعض وبعضها يسبي نساء بعض والويل لمن لا يملك عصابة عشيرة 

لا شك ان هذه الحالة في صالح غمان الشيعة وفي صالح دواعش السياسة رغم التناقض والتضاد الشكلي في ما بينهما  إلا ان المصالح الخاصة  والمنافع الذاتية  تقرب وجهات نظرهم وتجعلهم يدافعون عن الواقع لأن تغيره سيكلفهم الكثير مصالحهم  مكاسبهم امتيازاتهم وربما أرواحهم  لهذا بدأ الاتفاق على نظام المحاصصة   اي تقسيم الشعب العراقي ثروة العراق مناصب العراق في ما بينهم وتنتقل بالوراثة بين الآباء والأبناء

وهذا يعني اذا سرق مسئول من مجموعة ما  مليون دولار مثلا وشاهده مسئول من مجموعة أخرى لا يبلغ عنه ولا حتى يمنعه  بل يقوم بسرقة مليوني  دولار وهكذا  حتى لم يبق من ثروة العراق شي

يظهر ان دواعش السياسة  أكثر ذكاء من غمان الشيعة فغمان الشيعة لا يفكرون بشي سوى الحصول على الكرسي الذي يدر أكثر ذهبا وبأي وسيلة حتى لو ذبحوا الشيعة  حتى لو دمروا مدنهم  لهذا نرى المدن الشيعية مخربة مدمرة وأبنائها يعيشون في حالة مزرية من الفقر والجهل والبطالة وسوء الخدمات   الا من أرتبط بهم اي (غمان الشيعة)

لهذا نرى دواعش السياسة  استغلوا هذه النقطة أي  نقطة ضعفهم وهو شغفهم بالكرسي الذي يدر أكثر ذهبا  فتمكنوا من تجزئتهم من تقسيمهم الى مجموعات الى عصابات متنافسة متصارعة على النفوذ على المال 

وهكذا بدء دواعش السياسة بعملية  استحواذ على غمان الشيعة قلت من خلال تقسيمهم الى عصابات مجموعات متنافسة ومتصارعة من أجل الحصول على الكرسي الذي يدر أكثر ذهبا  

 وهذا سهل لدواعش السياسة تحقيق مهماتهم المكلفين بها من قبل ال سعود ال نهيان وأسيادهم ال صهيون فأخذوا يتحركون على  قادة مجموعات غمان الشيعة ويطلبون منهم مثلا تنازلات  في صالح أعداء العراق ومن يتنازل  أكثر   يوافقون على جلوسه على الكرسي الذي يدر أكثر ذهبا وهذا الغبي ينشغل في جمع المال وخزنه ولا يفكر بالشعب ولا حتى بالذين أوصلوه الى  كرسي المال

وهكذا تمكنوا دواعش السياسة هم الذين يحكمون العراق  وهم  الذين يأمرون وينهون ولهم الكلمة العليا و أصبح غمان الشيعة مجرد خدم ينفذون  رغبات دواعش السياسة في حين  حكومة غمان الشيعة لا قدرة لها على فرض اي أمر على دواعش السياسة وهكذا سحبوا البساط من تحت أقدام غمان الشيعة من حيث لا يدرون   حتى أصبحت الحكومة التي هي حكومة المحاصصة والتي  تضم كل المكونات  العراقية لا كلمة لها وليس هناك من يسمعها ويلبي  أوامرها   حتى أصبح  غمان الشيعة  لا قدرة لهم على اختيار من يمثلهم أصبح أعدائهم هم الذين يختارون ذلك وتراجع دورهم    هل معقول تجتمع القوى السياسية   بدون حضور  دولة القانون وفتح بدون حضور المالكي والعامري في ظرف صعب جدا كان العراق في مفترق طرق المفروض ان يكونوا  أصحاب الكلمة الفاعلة والدور الفعال في مثل هذه الاجتماعات والمؤتمرات وخاصة في مثل هذه الظروف الحرجة أما عدم حضورها فهذا  دليل على فشلهما  ولم يبق لهما قاعدة جماهيرية ولا رؤية واضحة وهذا دليل على ان دواعش السياسة  انتصروا وهزموا غمان الشيعة

وهذا يعني عودة عراق الباطل عودة عراق العبودية   وإزالة عراق الحق  عراق  الحرية   وهذا  أمر وارد

مهدي المولى

 

محرر الموقع : 2020 - 09 - 23