المراسلون الحربيون العراقيون - محمد الفهد/ الحلقة الثامنة
    

جواد كاظم الخالصي

 

الصحافة كانت طموحه وعشقه منذ نعومة اظفاره فتأثّر ببعض المذيعين عندما كان طفلا صغيرا وهو في مراحل دراسته الاولى في الابتدائية، لقد حاول جاهدا الوصول الى تخصصه الحقيقي في الجامعة لدراسة الاعلام فحصل عليه لتنطلق من هناك من جامعة بغداد رحلته الحقيقية مع الاعلام، انه المراسل الحربي محمد الفهد مراسل قناة الميادين في العراق. 

اعتمد على نفسه في بناء شخصيته المهنية منطلقا من تلك الرغبة الجامحة في نفسه فتوجه الى العمل في ساحة الاعلام وهو طالب جامعي لتكون باكورة عمله مراسلا إذاعيا في راديو العهد لينتقل بعدها في مؤسسات عدة ما بين فضائية الاتجاه واذاعات عدة مثل اليقين والرأي العام والخالدون وصولا الى قناة الميادين الفضائية التي لا زال يعمل فيها بعد تخرجه من الجامعة فكانت محطات عمله يرافقها الموت في معارك التحرير من تنظيم داعش الارهابي تصل بصوته وصورته الى العالم اجمع من خلال هذه الشاشة التي استخدمت جميع التقنيات وبذلت ما تستطيع للوصول الى نقل اعلامي مباشر لجميع المعارك التي خاضتها القوات العراقية في اعتى حرب واجهت الارهاب العالمي على ارض العراق لينطلق عبرها صوت المراسل الحربي محمد الفهد الذي آثر ان يكون مقاتلا من اجل العراق ومبادئ الدفاع عن مقدساته مؤثِراً ذلك على الحياة الناعمة من الترف والراحة أو أن يكون بين عائلته وقرب طفلته الحبيبة  التي ولدت والعراق في أول مواجهته للإرهاب عام 2015 فشد ساعده مع السواعد العراقية لتحرير الارض المغتصبة وهو يهرول حاملا وسائل نقل الحقيقة على ظهره ليعرف العالم أجمع ماذا يجري على ارض العراق فكان صوته يصل الى الرأي العام  العالمي من بين دخان البارود وغبار الصحراء الممتدة على طول الجبهات تحت ازيز الرصاص وصوت التفجيرات المتلاحقة من قبل داعش التي تريد أن تنهش من لحم البشر . 

خمسون يوما تمضي في المعارك وهو بعيد عن ابنته لم يرها بل يحلم بلحظة احتضانها قبل ان يخطفه الموت في اي لحظة ولكن في المقابل نجد الترف والراحة لدى بعض الموتورين الذين سكنوا فنادق عمان واربيل ممن كانوا يدّعون انهم ثوار واصحاب مطالب ويبحثون عن دولة فأرادوا النيل من العراق ولكنهم في حقيقتهم عملاء للدولار، ملأ قلوبهم الحقد والضغينة وشتان بين من يضع العراق في قلبه وبين من يتآمر عليه.

 

هذا المراسل الحربي الرائع وضع آليته الوطنية وتيقن من هدفه السامي تجاه بلده العراق. 

سار محمد مع الركب المستميت من اجل العراق عام 2014 ليكون في مقدمة المراسلين الحربيين وأول أرض حطّت عليها قدماه كانت منطقة الهياكل في الفلوجة التابعة لمحافظة الانبار خاصرة بغداد الرخوة بعد سقوط المدينة على يد داعش وتعتبر المحطة المهمة لانطلاق عمليات التحرير الى باقي المناطق بعد اعلان الفتوى المباركة من المرجع آية الله العظمى السيد السيستاني والتي بموجبها تأسس الحشد الشعبي حيث انطلقت معارك التحرير متسلسلة يعمل على تغطيتها المراسلون الحربيون الابطال لنقل الصورة الى العالم فكانت عدسة الميادين التي تعد من القنوات الفاعلة والمهمة على الساحة الاعلامية وفِي كل محطات عملها كانت بصوت المراسل الحربي والغيور محمد الفهد فهو يعلو كلما حقق العراق انتصارا على داعش لتأتي الصورة واضحة والحقيقة ناجعة لا يمكن تكذيبها من قبل الاعلام الاصفر الذي يدافع عن قوى الظلام لذلك شاهدنا هذا المراسل الجسور وهو يتنقل في المعارك من منطقة الى اخرى بعد تحرير الفلوجة الى البشير في كركوك ومعارك جبل مكحول والقرى التابعة للشرقاط ثم معارك الموصل الفاصلة ضد الارهاب انطلاقاً من القيارة في اليوم الاول للمعركة عام ٢٠١٧ شهر تشرين الاول حتى واكب القوات وصولاً الى حمام العليل عاش معهم ثلاثون يوما متواصلة دون ان يجانب احساسه بالاشتياق لعائلته ولابنته الرضيعة ثم تحرير منطقة بادوش شمال الموصل 

بعدها الى غرب الموصل اولها تل عبطة والقرى التابعة لها مع تحرير السلسلة التالية من المناطق الى اخر شبر واخر معركة عاشها بكل معاناتها بين الخطورة والحذر والتعرض احيانا للموت الحقيقي والجروح التي اصابته لتبقى وساما له.

 

مناطق الاشتراك الفعلي خلال تحرير المناطق من داعش:

تحرير مجمع الحمدانية / تحرير مجمع الصگار/ تحرير البعاج / تحرير الحضر / تحرير العدنانية / تحرير القحطانية / تحرير سنجار/ تحرير تلعفر / تحرير العياضية / تحرير معبر تل صفوگ مع سوريا 

وأخيرا الوصول الى حدود سوريا وتحريرها وهنا شاهدنا داعش تجر أذيال الهزيمة عبر الحدود بين العراق وسوريا والتي لاحقتهم عدسات المراسلين وتقارير الاعلاميين.

بهذا الجهد وهذا الاندفاع الكبير والانتماء الوطني كانت تحركات المراسل الحربي محمد الفهد تتأمل عراقا خاليا من بؤر الارهاب لتعيش ابنته وباقي ابنائنا وكل الشعب العراقي مستقبلا زاهرا بأمان وحياة حرة كريمة لا تعبث بها يد الارهاب وآفة الفساد وعلى الحكومة مسؤولية الالتفات الى كل المراسلين الحربيين والطواقم التي كانت تنقل المعارك معهم حيث اتضاح الصورة للرأي العام العالمي عبر تغطياتهم الإعلامية والتي أظهرت قدرات العراقيين في مواجهة إرهاب عالمي ضعفت أمامه دول عظمى ولذلك أذهل العالم على تلك الإرادة القوية التي يحملها الشعب العراقي من بطولة المواجهة وحبه للحياة وصناعة الامل والمستقبل ..  

محرر الموقع : 2020 - 09 - 27