" هل حذّرت المرجعية الدينية العليا الأمّة من داعـش ؟"(11)
    

 

حلقة رقم ـ 11

الشعب لن يبقى ساكتا ً وسينفجر يوما ً ما !.
مُلخص مقدمة المقال :
ـ " .. شعبنا كثير النزف .. توَّج عطاءه بالفتنة الداعشية إلى أن أقبرها وأنهاها .. هذه الفتنة لا تنتهي ولا تُقبر إلا بهذا الدّم ..".
https://alkafeel.net/inspiredfriday/index.php?id=366
بتلك الفقرات وصفت المرجعية العليا في 19/1/ 2018م , وعبر منبر جمعة كربلاء داعـش بـ الفتنة .
سؤال : هل حذّرت المرجعية العليا الأمّة (الشعب العراقي) من داعـش ومِن خطره العظيم ؟. وإذا كانت قد حذّرت فمتى كان ذلك ؟. وأين ؟. وكيف ؟. مع يقيننا بأنها تُواكب الأحداث وتُراقبها وتعلم بشكل جيد بأدق تفاصيلها . وسؤال آخر :
هل حذّرت المرجعية العليا من خطورة النيل من الدولة ؟. وهل عمِلت على صون وحفظ الدولة ومرتكزاتها ؟. متى كان ذلك ؟. وأين ؟. وكيف ؟.مع يقيننا بأن في حفظ وصون الدولة وتعزيز مقوماتها المُتمثلة بـ (الشعب ـ الأرض ـ السلطة) هي حفظ وصون أمن واستقرار الشعب ومقدساته وأراضيه .
ـ لا مناص من أن الجواب على الأسئلة أعلاه وما ينبثق من أسئلة أخرى هو : نعم !. ونعم حذّرت المرجعية العليا مرارا ً وتكرارا ً من الإرهاب والإرهابيين الذي ـ داعش ـ هو أحد صوره ومصاديقه . فتحذيراتها جاءت مبثوثة عبر أساليب خطابها المتنوع والموجه للجميع .. ولعل منبر صلاة جمعة كربلاء هي أكبر الوسائل وأوضحها . لذا أعرض هنا مساهمة متواضعة لرصد بعض مواقف المرجعية العليا بتقصّي أقوالها المُحذرة عن تلكم الأخطار, لتكون شاهدة وحجّة على من (جَحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلما ً وعلوّا) . وبالتركيز على فترة قتال داعش والمحصورة ما بين خطبتي الجهاد والنصر وما بعدها , لما لحق بالفتوى من ظلم وتعدّي وتشويه وتقوّل .. بمقال يحمل عنوان" هل حذّرت المرجعية الدينية العليا الأمّة من داعـش " . متسلسل على شكل حلقات مرقمة , تأخذ من جملة ( هل تعلم بأنّ المرجعيّة الدينيّة العليا ) التي تبدأ بها جميع الحلقات , لازمة متكررة موجبة للعلم والفهم ( لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد) لمجمل مواقف المرجعية العليا حول ذات الموضوع . ربما نلمس مِن خلال هذا السِفر جهاد وصبر وحكمة المرجعية العليا في حفظ العراق بلدا ً وشعبا ً ومُقدسات .
ـــــــــــــــــــــــ
(51) ــ هل تعلم بأنّ المرجعية الدينية العليا ..
أطلقت تسمية "العصابات التكفيرية"لأول مرّة على الذين يقومون بالأعمال الإرهابية والتفجيرات :(إن ما يطرح من شعارات طائفية من هذا الطرف او ذاك وكلمات غير مسؤولة .. يوفر الأجواء المناسبة لقيام العصابات التكفيرية بهذه الأعمال الإجرامية). مُجددة ً في ذات الوقت مُطالبتها بأن يكون السلاح (حصراً بيد الأجهزة الأمنية فقط من الجيش والشرطة ) . مُشدّدة ً بعد السماح (لأي جهة خارج إطار القانون بأن تحمل السلاح أو تدعو الى حمل السلاح خارج هذا الإطار) . ودعت الأجهزة الأمنية الى (محاسبة أي جهة كانت تدعو الى حمل السلاح أو القيام بأعمال مسلحة خارج اطار القانون). ورد ذلك بعد موجة التفجيرات التي استهدفت مناطق معينة وذات لون طائفي معيّن (الشيعة) .
ـ خطبة جمعة كربلاء في11 ربيع الثاني 1434هـ الموافق 22/2/2013 م. بإمامة الشيخ عبد المهدي الكربلائي .
https://alkafeel.net/inspiredfriday/index.php?id=96
ـــــــــــــــــــــــ
(52) ــ هل تعلم بأنّ المرجعية الدينية العليا ..
وجّهت السؤال التالي الى كل مَن بيده القرار في العراق : (الى أين تُريدون بالعراق أن يتجه؟)!. مُستعرضة ً لهم الصورة المشوّهة المرعبة لما آل اليه "التعايش السلمي" في البلد , نتيجة السياسات الخاطئة التي ينتهجونها منذ تغيير النظام عام 2003م . فهي مشاكل طاحنة وضحايا وإرهاب وتهجير وتفجير : (الى أيّ مسار المسيرة متجهة بعد عقد من الزمان؟)!. (ما هي النتيجة؟)!.
ووضعت الجميع أمام صميم واجباتهم القانونية والشرعية والأخلاقية وقالت : (التعايش السلمي مسؤولية من بيده القرار بأي موقع كان .. الخطاب السياسي اليوم مسؤول من أي وقت مضى على تغيير البوصلة نحو التثقيف الحقيقي لأبناء البلد والإبتعاد عن كل مظاهر التشنج والطائفية). مُبدية ً مخاوفها من أن يؤدي الإقتتال خلال عقد من الزمان الى تقسيم العراق . نتيجة استفحال الخطاب الطائفي ومن على منابر الدولة المتنوعة .
ـ خطبته جمعة كربلاء 18ربيع الثاني 1434هـ الموافق 1/3/2013 . بإمامة السيد أحمد الصافي .
https://alkafeel.net/inspiredfriday/index.php?id=97
ـــــــــــــــــــ
( 53 ) ــ هل تعلم بأنّ المرجعية الدينية العليا ..
قد أشكلت على مسؤولي الدولة تعدُد الأجهزة الأمنية حتى وصلت الى (6) ستة أجهزة موزعة بين الداخلية والدفاع . والغريب في الأمر هو بقاء الخلل الأمني كما هو مُتأرجحا ً , ويكتنف الوضع السياسي  خلال السنين العشرة الماضية . وطالبت المرجعية العليا بحل حقيقي وجذري للحدّ من تكرار سقوط الشهداء والجرحى (واقعا ً تحتاج الى حل حقيقي وحلٍ جذريّ) مُتسائلة: (هذه الأرواح بذمة مَنْ؟)! وناشدت التشكيلات الأمنية المُتكثّرة لأن (تُراجَع بأشخاصها ـ بمهنيتها ـ بآليتها ـ بتدريبها ـ بولائها !). في اشارة لإختراق عناصر مشكوك بولائها المهني والوطني داخل الأجهزة الأمنية .
ـ خطبة جمعة كربلاء في 2 جمادي الاول 1434 هـ الموافق 15/3/2013م . بإمامة السيد أحمد الصافي .
https://alkafeel.net/inspiredfriday/index.php?id=99
ـــــــــــــــــــــــــ
( 54 ) ــ هل تعلم بأنّ المرجعية الدينية العليا ..
قد أنذرت جميع الكتل السياسية من أنّ الوضع سـيـنـفـجـر يوما ً ما بوجههم في حال استمر الصراع والتناحر السياسي الغير مُبرر بينهم . وأنّ الشعب العراقي الذي عُرف بالصبر والتحمل سوف لا يبقى ساكتا ً الى الأبد على تلك الأوضاع المأساويّة (نُحذّر الكتل السياسية من المخاطر والتداعيات لبقاء هذا الصراع والتناحر غير المبرّر وان الشعب العراقي الذي عرف عنه الصبر والتحمّل لكن لا يمكن ان يبقى ساكتاً على هذه الاوضاع المأساوية فربما – سينفجر يوماً ما بوجه هؤلاء الذين لا يبالون ولا يكترثون لما يمر به من مآسي ومصائب )!. إشارة لدوّامة التفجيرات اليوميّة . وأضافت المرجعية العليا :
(من جهة سياسية فان البلد يعيش أسوأ الظروف .. فالكتل السياسية تعيش حالة من التشرذم والتناحر والتفكك واللامبالاة بما يجري من نزيف للدم العراقي وقد انعكس ذلك سلباً على الوضع الأمني .. هناك أكثر من مليون عنصر من عناصر الأجهزة الأمنية وهي لا تستطيع أن تفعل شيئاً مع العصابات الإرهابية تجاه هذه التفجيرات)!.
ـ خطبة جمعة كربلاء في 9/جمادى الاولى/ 1434هـ الموافق 22/3/2013م. بإمامة الشيخ عبد المهدي الكربلائي .
 https://alkafeel.net/inspiredfriday/index.php?id=100
ـــــــــــــــــــــــ
(55) ــ هل تعلم بأنّ المرجعية الدينية العليا ..
كانت قد صفعت قادة وزعماء جميع القوى السياسية العراقية بتوجيهها السؤال التالي لهم بمناسبة الذكرى العاشرة للتغيير:(الى أين وصلنا والى أين يمكن أن نصل؟!) . في إشارة منها واضحة الى ما أصاب النسيج الإجتماعي العراقي من تصدّع دامي , نتيجة خلافاتهم وصراعاتهم السياسية وتناحرهم :(أن الجوانب السياسية أثرت تأثيرا ً كبيرا ً في إنزال المشاكل من القمّة السياسية الى القواعد). وحسبي ما كان من تداعيات قضية وزير المالية "العيساوي". مُنبّهة ً إياهم الى(أنّ رصيد العراق هو هذه المكونات) الإجتماعيّة التي لا يقوم ولا يتقوّم العراق إلّا بها .
واستدركت المرجعيّة العليا:(نعم نقول واقعا ً التغيير أفادنا كثيرا ً. أما إذا كانت الأخرى التمزق لا سامح الله ومحاولة الإستعداء فيبدوا أن الساسة يحتاجون الى إعادة نظر .. على الساسة أن يستفيقوا وأن يلتفتوا الى أن البلد لا يمكن أن يُتنازل عنه )!
ـ خطبة جمعة كربلاء في 19 جمادي الاولى 1434 هـ الموافق 29 /3/2013م. بإمامة السيد أحمد الصافي .
https://alkafeel.net/inspiredfriday/index.php?id=101
ــــــــــــــــــــــــ
ـ عدم وجود رؤيا موحدة لإدارة البلد لدى السياسيين المتصدين ولدى أصحاب القرار في العراق . ولا مُبالاتهم للوضع المأساوي والدموي الذي يمر به الشعب . وعصابات إرهابيّة شكلت من نفسها قطب الرحى لكل دوّامات التفجير وبالتركيز على مكوّن واحد بعينه . والنسيج الإجتماعي والسلم الأهلي ينذر بخطر الإنفجار والخروج عن السيطرة نتيجة الضربات الدموية المتكررة عليه . وإختراق الدولة سواء الأجهزة الأمنية منها أو مؤسساتها الحاكمة المتنوعة من قبل عناصر تنتمي لمشروع ضرب وحدة العراق وضرب نسيجه الإجتماعي وسلمه الأهلي بإذكاء النعرة الطائفية . واستغلال مرافق الدولة من قبل رجالات الدولة لأجل تلك الأهداف المنحرفة (مُمارسة إرهاب الدولة) . أسباب ستتظافر مع أخرى وتتحد وتكوّن سببا ً قويا ً يُخرج الشعب به عن صمته وسينفجر يوما ً ما بوجه كل من تسبّب بدماره .
ـ

ـ يتبع ..

 بقلم : نجاح بيعي

 

محرر الموقع : 2018 - 03 - 22