التشيع وأمريكا لا يلتقيان
    

نعم التشيع وأمريكا لا يلتقيان لأن لكل منهما  مشروعها الخاص بها   المضاد للطرف الآخر  وهذا يعني  أنهما لا يلتقيان  أبدا   إلا اذا قدما الطرفان تنازلات   ومن الممكن ان تقدم أمريكا تنازلات لأنها تنطلق من مصالحها ومن قوة الدولار فلا تملك  أخلاق ولا قيم   أما  التشيع بشكل عام  لا يقدم أي تنازلات لأنه يملك قيم ومبادئ ثابتة يرى الموت فسبيلها هو الحياة والحياة في التنازل عنها هي الموت  وهذا  هو   مشروع التشيع منذ أن بدا والى الإن وحتى  تحقيقه في الأرض  هدفه ونهجه الذي  تمثل بالإمام علي والإمام الحسين  والإمام  محمد باقر الصدر  والإمام روح الله الخميني  والإمام علي الحسيني السيستاني وهذه الحقيقة  تخيف وترعب  أعداء الحياة والإنسان وفي المقدمة آل سعود وأسيادهم  ساسة البيت الأبيض وساسة الكنيست  الإسرائيلي    (طبعا  هذا لا يعني عدم وجود عناصر شيعية أطلقت عليهم الشيعة عبارة غمان الشيعة   فهؤلاء هم  أعداء المقاومة الإسلامية الشيعية   لا  يملكون مبدأ ولا قيم ولا برنامج ولا خطة  ولا يهمهم غير الكرسي الذي يدر أكثر ذهبا   شعارهم اجمع مالا أكثر في وقت أقصر فكانوا وراء كل الانتكاسات والهزائم  والمعانات في كل التاريخ)

  رغم اختلاف أمريكا  والمقاومة الإسلامية ( الصحوة الإسلامية ) التي انطلقت  في المنطقة العربية والإسلامية وحققت انتصارات ونجاحات كبيرة كانت  تلتقي برغبة  الإدارة الأمريكية  وهي    الإطاحة بنظام الطاغية صدام بإزالة  نظام العبودية  والظلام  وتحرير   العراق  والعراقيين من احتلال  وحشي دام أكثر من 1400 عام أي منذ احتلال دولة آل سفيان وحتى يوم 9-4 -2003  رغم ان لكل منهما هدفها ومشروعها الخاص بها في العراق واللذان يتعارضان ويتضدان

  وبما إن المقاومة الإسلامية الشيعية غير قادرة على الإطاحة بنظام صدام أي بعراق الباطل وتأسيس عراق الحق لا لعجزها وأينما لظروف  واقعية معروفة  لانها  ستخلق حالة من الفوضى والصراعات الطائفية والعنصرية لا تذر ولا تبقي  من خلال تدخل أعداء العراق  وخاصة آل سعود واردوغان وبمساعدة جحوش وعبيد صدام     بمساعدة أمريكية اسرائلية لأن أمريكا قادرة على  السيطرة عليهم في الحدود التي هي تحددها  كما إن أمريكا غير قادرة على  الإطاحة بنظام صدام وتحرير العراق إلا بالتقارب من المقاومة الإسلامية وطمأنتها  والاعتراف بها وكسب ودها وعدم مقاومتها على الأقل  المعروف ان المقاومة الإسلامية الشيعية رفضت غزو العراق من قبل التحالف الدولي بقيادة أمريكا  فالتي كانت مع الغزو الأمريكي  بقر وكلاب أمريكا آل سعود آل نهيان  وغيرها  وفي الداخل  المجموعة العنصرية  بقيادة مسعود البرزاني   والمجموعات التي تطلق على نفسها المدنية والعلمانية والليبرالية وغيرها من المجموعات التي كانت خاضعة  للإتحاد السوفيتي وبعد انهياره   أصبحت ضائعة تائهة   فلم يبق أمامها إلا أن تتحول الى أمريكا وبوق من أبواق بقرها  آل سعود    لا شك إن أمريكا  صممت وعزمت على الإطاحة بنظام صدام وإقامة حكم  ينفذ مشاريعها المستقبلية  فأمريكا نظرتها بعيدة المدى وليست  آنية وهذا هو السبب في  قوتها ونجاحها  نعم إنها سلمت  الحكم الى ساسة الشيعة وهذه حالة لم تحدث في كل تاريخ العراق لكن البعض او الأكثرية من هؤلاء غمان وأغبياء لا يفكرون إلا في المال والنفوذ ومثل هؤلاء يمكنها السيطرة عليهم وإرغامهم على الكثير من التنازلات  وحتى عن تشيعهم من خلال المال والنفوذ  وفتحت أمامهم كل وسائل الفساد والسرقة  حتى جعلوا من العراق  بلد الفساد والفاسدين قلت البعض منهم وليس كلهم   فقسمتهم الى مجموعات وكل واحد منهم  أصبح على رأس مجموعة وبدا كل واحد منهم يشتري يؤجر كل من يجده  أمامه  المهم العدد الأكثر لا النوعية  المهم  صوته ليصل به الى الحكم   وهكذا بدا التنافس بين هؤلاء الغمان  الى درجة التنازل  لأعداء العراق عن ثروة العراق عن كرامة وشرف العراقيين عن أرض العراق حتى جعلت  البرزاني ومجموعته العنصرية النازية التي  ترى في العراق دولة محتلة وفي شعب العراق شعب محتل ومهمتها تدمير العراق وذبح العراقيين  وجعلت منه الحاكم المطلق كل شي خاضع له وبأمره حتى إنه جعل من شمال العراق دولة مستقلة  ليس من حق حكومة بغداد التدخل في شؤونها الداخلية  لان   العراق دولة محتلة وعلم العراق علم محتل وجيش العراق جيش محتل   ويكرم الكلب الوهابي الداعشي  الصدامي الذي ذبح العراقيين واسر واغتصب العراقيات  ويمنح الرواتب التقاعدية والامتيازات والمكاسب في حين يحرم العراقي الذي قدم دمه وروحه  من أجل تحرير وتطهير الأرض والعرض والمقدسات بل يساء اليه ويتهم بالعمالة والخيانة

 قلنا إن أمريكا تخشى المقاومة الإسلامية الشيعية لأن مشروعها لا يلتقي بالمشروع الأمريكي    

فأمريكا لا تخشى  من أي مقاومة مهما كانت داعشية وهابية بعثية صدامية سنية عشائرية برزانية مهما كانت أنها قادرة على  دحرها وجعلها في خدمتها ومن اجلها  إلا المقاومة الإسلامية الشيعية   فهذه المقاومة لا يمكن  السيطرة عليها  او حتى تحديد حركتها  لأن كل هذه المقاومات  مصنوعة من قبل أمريكا نفسها وبيدها ولها القدرة على  السيطرة عليها مثل القاعدة داعش  البرزانية في شمال العراق العشائر الغربية  فكل  هذه المقومات  خلقتهم   بقر  أمريكا وإسرائيل آل سعود  مثل القاعدة داعش الوهابية العشائر الغربية بدعم وتمويل من قبل آل سعود وأردوغان   المقاومة البرزانية  ساهم في صنعها  الشاه وبعد الاتفاق  مع صدام أصبحت من ضمن مخططات صدام ومثل هذه المجموعات لأمريكا القدرة على القضاء عليها في أي وقت لكنها لا تريد القضاء  عليها لتجعل منها قوة تتحرك بالنيابة عنها ضد  المقاومة الإسلامية الشيعية 

المعروف عندما قامت أمريكا وحلفائها بغزو  الطاغية صدام   في عام 1991  دعت العراقيين الى الثورة ضد الطاغية صدام وحكمه وفعلا خرج العراقيون جميعا وحرروا وطهروا أكثر من 14 محافظة من محافظات العراق من عبودية ورجس صدام وزمرته  وكادت تنهي حكم صدام  لكنها تخلت عن الشعب العراقي وسلمت الثوار الى صدام وزمرته حيث  سمحت لطائراته  بقصف  الشعب العراقي  وكذلك لقواته الخاصة التي أعدها لذبح العراقيين واغتصاب العراقيات ودفنهم أحياء في مقابر جماعية      

  لهذا على المقاومة الإسلامية أن توحد نفسها وفق خطة وبرنامج خاص بها وتتحرك بموجب تلك الخطة وذلك البرنامج  وتتخلى عن مصالحها الخاصة ومنافعها الذاتية ويكون هدفها ومهمتها تحقيق مصالح ومنافع الشعب العراقي اولا  وأخيرا وينهجون نهج الإمام علي ووفق تعليمات الإمام  علي الحسيني السيستاني

وإلا  أعلموا أن البساط سينسحب من تحت أقدامكم وأنتم لا تعلمون

مهدي المولى

محرر الموقع : 2021 - 04 - 13