سماؤنا تُمطر مئات ملايين الدولارات على الموازنة العامّة
    

استئناف شركات الخطوط الجوية العالمية العبور فوق الأجواء العراقية بعد انقطاع دام لأكثر من أربعة أعوام، يبشّر بعودة الأمن الى اجوائنا وفي إضافة مورد الى موازنة الدولة التي تشكو من الضعف مع ازدياد النفقات في ظل الحرب على داعش، فثمّة مردودات مالية منتظرة يمكن أن تصل الى 700 مليون دولار سنوياً.
وإذ تعتبر الاقتصادية البرلمانية، غلق الأجواء العراقية كان بسبب "ممارسات خاطئة" سابقة من جانب وزارة النقل، سواء بعدم المتابعة مع المنظمة الدولية للطيران، أو بإهمال هذا الملف،  فإن اللجنة تشيد في الوقت ذاته، بقدرة الوزارة مؤخراً على فتح هذه المسارات من جديد.
وأكد بيان لوزارة النقل صدر مؤخراً، أن العاملين في قسم الرقابة الجوية استطاعوا من خلال جهود وطنية حثيثة من استحصال قرار دولي بإعادة فتح الأجواء العراقية ومرور أسراب الطائرات الأجنبية المخصصة لنقل المسافرين والبضائع عبر هذه الأجواء بعد أن كانت متوقفة منذ عام 2014 بقرار من منظمة FAA الامريكية، التي أعتبرت أجواءنا من المحرّمات الدولية الخطيرة وصنفتّها ضمن مناطق الحرب.
المتحدث باسم وزارة النقل سالم السوداني، أكد في حديث لـ(المدى): أن فتح الاجواء العراقية مجدداً سيسهم في الحصول على عوائد مالية جيدة للبلد بعد أن توقفت لأكثر من أربعة أعوام، وهذه كلها ستعزّز مداخيل الوزارة وتضيف مبالغ كبيرة للموازنة العامة، كون المرور بالأجواء العراقية تترتب عليه رسوم مالية، لذلك نحن حرصنا على فتح خطوط أو مسارات جوية جديدة حتّى تكون ضمن متطلبات الاتحاد العالمي للنقل الجوي والمنظمة الدولية للطيران المدني "ايكاو".  وأضاف: أن فتح مسارات جديدة، هي محاولة لبدء بقية الدول بمرور طائراتها عبر الأجواء العراقية، كون ذلك يعد ضرورة للعراق، لأننا نعد الرابط للمرور بين اوربا وإفريقيا وآسيا والشرق الأوسط عموماً.
السوادني قال أيضاً إن، العمل على فتح مسارات جوية رافقهُ جهد آخر وهو العمل على ادخال منظومات مراقبة حديثة متطورة للمطارات العراقية عموماً، مستطرداً بالقول: عندما كانت الاجواء مغلقة كانت تمر عبر العراق من 20 الى 25 رحلة جوية، لكن وبعد رفع الحظر بشهر واحد، قامت الخطوط الجوية التركية مبكراً، بطلب الدخول للأجواء العراقية، حيث ارتفعت النسبة الى 50 رحلة يومياً، وستزداد الرحلات الجوية العابرة عبر الأجواء العراقية، وقد تصل الى 200 رحلة يومياً، كتخطيط أوّلي خلال المدة المقبلة.
من جهة أخرى يقول عضو اللجنة الاقتصادية البرلمانية عبد السلام المالكي في حديث لـ(المدى)، إن غلق الأجواء العراقية كان بسبب الممارسات الخاطئة من داخل وزارة النقل سواء بعدم المتابعة مع المنظمة الدولية للطيران، إضافة الى إهمالها متابعة مسألة فتح الأجواء سريعاً باعتبار أن المرور بالأجواء العراقية اليوم تعطي مبالغ مالية ضخمة ومردودات مالية كبيرة، ولا يمكن التغاضي عنها أو اهمالها أو هدرها، لكن اليوم يجب على وزارة النقل مواصلة متابعة هذا الأمر وفتح الاجواء العراقية، خاصة وأن الخدمات البرلمانية تابعت بجدية هذا الأمر مع الوزارة، وكان هناك تواصل مستمر مع مسؤولي وزارة النقل، باعتبار لا يمكن هدر هذه الثروة الوطنية.
ويؤكد المالكي، أن للجنة الاقتصادية في البرلمان، ستستمر بمتابعة هذا الأمر حتّى تفعيل فتح الأجواء بشكل كامل خلال الأيام المقبلة، ولا تكون هناك مماطلة، كما يجب متابعته من خلال المنظمة الدولية للطيران لإعطاء صبغة رسمية له، خاصة وأن ذلك يصب في مصلحة العراق وهناك تجاوب دولي بهذا الشأن، لكن مما يؤسف له، أن هناك الكثير من القضايا التي تغض الوزارات العراقية الأخرى الطرف عنها، وهي ذات مردودات مالية كبيرة للعراق تقدر سنوياً بنحو 200 الى 300 مليون دولار، وهذا يمكن أن يتضاعف خلال السنوات المقبلة، ليصل الى نحو 700 مليون دولار، باعتبار أن مسارات الخطوط لبعض الدول  من شرق آسيا واوروبا وحتّى الدول المجاورة مازالت تغيّر مسارات نقلها الأمر الذي شدّدنا على ضرورة المتابعة لتفعيله مع المنظمة الدولية بشكل كامل. 
وبحسب بيان وزارة النقل فإن هذا الانجاز بعد اجتماعات متلاحقة ومتواصلة اشترك فيها العاملون في قسم الرقابة الجوية من خلال سلسلة متواصلة من الاجتماعات المكثّفة مع ممثلي الاتحاد العالمي للنقل الجوي (IATA) والمنظمة الدولية للطيران المدني (ICAO) وشركات الطيران العالمية بمختلف جنسياتها، حيث تم تحديد يوم الخميس الموافق السابع والعشرين من هذا الشهر موعداً رسمياً لفتح الممرات الجوية الجديدة التي صمّمت في ضوء المعايير القياسية العالمية ونشرت في دليل الطيران العراقي، حيث تشير الاحصاءات الاولية الى وصول عدد الرحلات الجوية فوق العراق الى (٢٠٠) رحلة لليوم الواحد، بعد موعد فتح الممرات الجوية الجديدة مما ينعكس بصورة ايجابية على المدخولات الاقتصادية للعراق.

محرر الموقع : 2017 - 04 - 29