الى الحكومة العراقية ... خريجون يفضلون اللجوء بدل دفع مبلغ التعيين في بلدهم
    

عندما تسوّد الدنيا في وجوه البعض فإن كل الخيارات مفتوحة، وكل الاحتمالات واردة ، والخريج الذي لايجد الترحيب في بلده الام فإن باقي البلدان أولى بعلمه وبخدماته وبنشاطه، بدلاً من التسكع في الطرقات والمقاهي والتردد على دوائر الدولة التي لاتستقبلهم حتى في الاستعلامات الخارجية".
خارج البلاد أصبح هو الملاذ الوحيد لاستقبال هؤلاء الخريجون، وأصبحتْ المنافي هي الحضن الدافئ لهم بدلاً من مسؤول لا يسمع صوتهم الا من خلف المكاتب التي يحتجب فيها عنهم أو لايراهم الا من خلف الزجاج المظلل لسياراته المصفحة حين يمرُ بالشارع ، والذي لايكلف نفسه ربما مشقة السؤال عن تظاهرهم أحياناً".
فقد بدأ بعض الخريجين من غير المتعينين في دوائر الدولة التفكير بالهروب واللجوء الى الدول الأوربية بدلا من الانتظار "سنوات عجاف" حتى يحين دورهم في التعيين، وقد يكون تفكيرهم في محله حين يطلب منهم رشى ومبالغ كبيرة مقابل إدراج اسمائهم في التعيين الموعود قد تصل الى 12 ألف دولار أمريكي ، والأسعار في تصاعد مستمر بعد أن كان التعيين في السنوات السابقة مقابل سيارة " سايبا" . ويرى بعض الخريجين بأن السنوات القادمة وامام هذا التقشف سيكون الامر مخيفا جداً ومفتوح امام كل النهايات الحزينة".
ويقول الخريج " ع ، ف" ماجستير في اللغة العربية لوكالة /دنانير/ :أن باب اللجوء الى دولة أوربية أصبح أسهل من طلب التعيين في العراق هذه الايام، فاللجوء سيوفر لك فرصاً كثيرة من السكن المناسب والعمل إضافة الضمان الصحي والاجتماعي وتوفير الدراسة الملائمة لأطفالك، فلا شيء في العراق يدعو للبقاء ، ويضيف الموسوي الذي بلغ الـ 35 عاما متزوج ولديه طفلان دون تعيين حكومي ، بأنه لم يترك باب مسؤول لم يطرقه من أجل تعيين ولو بأجور يومية أو بعقد على الأقل ، حتى أصبح التفكير باللجوء الى خارج البلاد والبدء من جديد بالدراسة أو بالحياة النظامية ليعوض السنوات التي ضاعتْ من عمره مقابل لاشيء الا الضياع الذي لازمه منذ تخرجه من مرحلة البكالوريوس عام 2005 الى عام 2015". 
وقد أعلنتْ وزارة التعليم العالي عن تخصيص 750 درجة وظيفية فقط لجميع الجامعات العراقية الحكومية، فيما وجهت خريجي الدراسات العليا الى التقديم على الجامعات الفتية لتعيينهم في وظائف ادارية في حال عدم توفر درجات تدريسيين، الا ان الجامعات تلك تخصص مالديها من درجات للاقسام العلمية فقط واذا لم تتوفر تقوم بتعيين اصحاب شهادات الاعدادية والمتوسطة ، فيما قامتْ وزارة التربية عن الاعلان عن درجات وظيفية سيتم اطلاقها في الشهر الـ 9".
بينما يتمنى بعض الخريجين من الذكور بأنهم لو خلقوا أناثاً لكانوا تخلصوا من اتعاب التعيين حيث أنهم يحسدون الاناث التي تكون في ذمة الرجل وهو يتكفل بمصروفاتها، ويمثل الهروب حلا لهم من الركض واللهث وراء سراب التعيينات الموهومة، والتي تكون على لسان المسؤول سواء كان عضو برلمان او وزير او عضو محافظة في أيام الانتخابات فقط ، وبعد إنتهاء الانتخابات تتبخر تلك الاحلام الوردية التي يرسمها الخريج". 
يذكر بأن عدد اللاجئين العراقيين في الدول الاوربية مجتمعة بحدود قد بلغ أكثر (2) مليون لاجئ . يتوزع معظمهم في المملكة المتحدة والمانيا وفرنسا وايطاليا وهولندة والسويد والدنمارك واستراليا واميركا ، وتحتل المملكة المتحدة اكبر نسبة من اللاجئين العراقيين وكذلك المقيمين بصورة دائمة والذين يصل تعدادهم الى اكثر من (450,000) أربعمائة وخمسين الف نسمة وصل منهم الى المملكة المتحدة بحدود (60,000) ستين الف نسمة خلال السنوات التسعة عشرة الاخيرة فقط اي من سنة 1991 – 2009 ، بينما يبلغ عدد العراقيين في السويد بحدود (70,000) سبعين الف نسمة اما في هولندا فيبلغ عدد اللاجئين العراقيين اكثر من (38,000) ثمانية وثلاثين الف نسمة وفي المانيا يبلغ عدد العراقيين بحدود (64,000) أربعة وستون الف نسمة بينما تبلغ نسبة العراقيين في ايطاليا العدد الاقل من بين جميع الدول الاوربية حيث يبلغ تعداد العراقيين فيها بحدو 4000 أربعة الاف نسمة فقط، وهذا يعود الى امتناع ايطاليا منح حق اللجوء للأجانب الابشروط قاسية جدا ووفق تعليمات وشروط قاسية جدا، إضافة الى ذلك ان منح الجنسية يتأخر الى عدة سنوات".
بغداد الاخبارية / عبّاس آل مسافر

محرر الموقع : 2015 - 04 - 11