الكتلة الأكبر ما بعد انتخابات العراق
    

 

 

بكل الأحوال أجريت الانتخابات وعرفت الأطراف وبالذات الشيعية أحجامهم الحقيقية واتضحت الحقيقة أن ساسة أحزاب شيعة العراق فقدوا جماهيرهم بسبب خذلان هؤلاء القادة لقواعدهم الشعبية وتقريب كل السذج والجهلة وأصحاب العقليات المتخلفة إلى مصدر القرار في احزابهم، قربوا كل نكرة وقربوا شخصيات ذات عقليات اقطاعية تفكر من منطلق احتقار الآخرين…..الخ ولا نريد أن ندخل بصراعات نحن بغنى عنها في بيئة فاشلة وساذجة وجاهلة تحارب كل مناضل ووطني وشريف يحاول تشخيص مواضع وأماكن الخلل والضعف.

صدعوا رؤوسنا في مصطلحات نحو مصطلح قوى الدولة، أو الهوية الوطنية وتوقيع ميثاق الشرف مع من لاشرف له، أو المصالحة المناطقية …..الخ من الكلمات الجوفاء الخاوية، حكموا بطريقة وكأنهم أشخاص معارضين لنظام قمعي وليس كقادة تتبعهم جماهير مليونية تحدت الإرهاب والاحزمة الناسفة وصوتوا لهم أربع مرات سابقة، بعد الانتخابات الأخيرة دخل العراق في مرحلة جديدة حساسة وخطيرة بعد  انتهاء خامس دورة انتخابية في البلاد منذ اسقاط نظام صدام جرذ العوجة الهالك عام  2003، وبعد 24 ساعة من انتهاء عملية الاقتراع، بسبب زرع روح اليأس والإحباط بصفوف أبناء المكون الشيعي شهدت عملية الانتخاب اتضحت أن  نسبة المشاركة من قبل الناخبين كانت قليلة، في مؤشر واضح على أن غالبية الناس أصابهم اليأس والإحباط وسئموا العملية السياسية الحالية التي لم تلبِ أبسط متطلبات الناس وأصبح البعثي المجرم مقرب وحقوقه مضمونة على عكس المضحين من الملايين الفقيرة التي تعرضت للظلم والاضطهاد، بسبب الإحباط  بات الغالبية من أبناء المكون الشيعي مقتنعين أن التغيير لن يأتي من نفس الدائرة السياسية المستفيدة من الفشل السياسي، لذلك المقاطعة هي عملية احتجاج واضحة من عامة الناس ورغم أن المقاطعة ليست حل وإنما ربما تسبب مخاطر ضد نفس المقاطعين من فقراء شيعة العراق،  المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في العراق أعلنت أن نسبة المشاركة في التصويت هي 41 في المائة، هذا يعطي شرعية على نجاح الانتخابات لكن ليس نجاح للاطراف السياسية التي تتصدر المشهد السياسي العراقي، بغض النظر عن مواقفها تجاه عملية اجراء الانتخابات لكن لم  تحدث  عمليات تزوير واسعة، على عكس العملية الانتخابية السابقة، وايضا عدم وقوع حوادث أمنية تهدد أمن الناخبين واجريت الانتخابات بوضع أمني آمن ومستقر وهي عملية ناجحة.

البيانات التي صدرت عن المفوضية في إعلان  النتائج الأولية لفرز الأصوات أعطت كل الأطراف احجامهم واوزانهم  الحقيقية، مطلق شعارات قوى الدولة الوطنية يحصل على مقعدين فقط، رئيس تحالف النصر يحصل على مقعدين فقط وأظهرت النتائج تقدم السيد  مقتدى الصدر متصدراً المشهد والفائز الأول من الانتخابات حصل على  73 مقعداً من أصل 329 مقعداً في البرلمان العراقي، فهو الكتلة الأكبر وعلى الرغم من تقدمه في الانتخابات إلا أن السيد  الصدر لم يحصل على الأغلبية التي تؤهله لتشكيل الحكومة منفرداً، لذا عليه تشكيل الحكومة بناء على تحالفات  تم الحديث عنها مع الأكراد وشيء مؤكد الأكراد يدخلون ضمن الكتلة  الكردية والتي حصدت أكثر من خمسين مقعدا  ويحتاج تحالف مع الحلبوسي يستطيع تشكيل الحكومة بدون الحاجة للكتل الشيعية المتصارعة ولدى قادتها أحقاد بعقليات بدوية متخلفة تفتقر لأبسط مقومات التسامح والتعاون رغم أن الجميع من مدرسة أهل البيت العظيمة المتسامحة حتى مع الأعداء.

بكل الأحوال الكثير من الإعلام البدوي الوهابي يراهن على التشارنة والذين حصلوا على سبع مقاعد فقط وهذه النسبة جدا قليلة لأنه في الانتخابات السابقة حصل الحزب الشيوعي على خمسة عشر مقعد، خلال متابعاتي الى ما كتبه أنصار نوري المالكي والذي حصل على ٣٧ مقعد يصعدون أكثر في شق الصف الشيعي لكن نصيحتي إليهم عليهم التعامل بالواقع والكف عن الصراعات وعليهم التعاون مع سيد مقتدى الصدر وإعادة التعاون ما بين الكتل الشيعية والكف عن الصراعات التي أفقدتهم حاضنتهم المجتمعية، السيد مصطفى الكاظمي المرة الأولى منذ إسقاط نظام صدام الجرذ الهالك تجرى بها الانتخابات  لا يكون فيها رئيس الوزراء مرشحاً للانتخابات، ربما قد يُطرح السيد الكاظمي  على أنه مرشح توافقي لتشكيل الحكومة المقبلة في حال فشلت الأحزاب الفائزة بالانتخابات في اختيار شخصية لتشكيل الحكومة من بين النواب الفائزين، لو كان الأمر بيدي من الأفضل نجرب رئيس حكومة من التيار الصدري ونرى ادائهم حتى ينتهي مسلسل المظاهرات التي كان ولازال يشكل التيار الصدري عمودها الفقري دعوهم لكي يشكلوا حكومة أسوة أننا جربنا الآخرين من حزب الدعوة وغيرهم عسى أن يكون أداء رئيس الحكومة الصدري جيد وحازم في التعامل مع اعداء العملية السياسية بظل وجود أنصار مؤيدين مستعدين لدعم رئيس الحكومة وبكل الطرق الإنسانية التي تتلائم مع اعداء العملية السياسية من العصابات التكفيرية بشهادة الجنرال كينث قائد القوات الأمريكية في بغداد عام ٢٠٠٦ قال جيش المهدي هو من قضى على تنظيم القاعدة في بغداد هذا كلام الجنرال كينث قاله عبر قناة الجزيرة القطرية، أعجبتني تغريدة إلى اللواء الركن…..الحسيني كتب( 

‏تبين لي الان وعلى وجه اليقين

ان غالبية الشعب العراقي تحكمهم العواطف لا عقولهم ولايدركون ما يدبر لهم في الخفاء

وان النصح والتوجيه لن ينفع معهم

سيكتوي الجميع بالنار التي اشعلوها بايديهم

وعند ذلك ستكون الصحوة ولكن بعد فوات الاوان

وايقنت أن يزيد وعمر بن سعد احياء الى الابد في العراق).

‏‎أفعال ساسة مكوننا مخجلة، ‏‎قال إمامنا علي عليه السلام

اذا وقعت بين امرين لاتدري ايهما اصوب فانظر الى ايهما اقرب الى هواك فخالفه فإن غلاب الصواب في مخالفة الهوى، العاطفة طريق الخسارة دائما، ‏‎كل الشعوب عاطفية….لننظر إلى  انتخابات امريكا او بريطانيا.. الناس تتفاعل مع المشاعر…الخلل ليس  بالشعب الخلل في الوضع العراقي في الطبقات السياسية وبالذات الشيعية الذين  قادوا حملات انتخابية فاشلة، مضاف لذلك العراق يعاني من صراع قومي مذهبي منذ يوم ولادته عام ١٩٢١ وعمل ساسة الشيعة على عدم مصارحة أبناء مكونهم على إنكار وجود هذا الصراع لذلك جعلوا من البيئة العراقية الشيعية بيئة فاشلة وأرض خصبة لخرقها من فلول البعث وهابي والاسوأ من ذلك تعمد ساسة أحزاب شيعة العراق على جعل أبناء شيعة العراق مشاريع قتل وعملوا على إذلالهم بحيث أصبح حصول المواطن على وظيفة شرطي مكسب وإنجاز عظيم، غالبية الموظفين في دوائر الدولة هم من الأحزاب ويتعمد الموظفين على خلق مصاعب لكل مواطن يراجع دوائر الدولة والعمل على ابتزازه وإهانته، يتعمد الموظف والمسؤول الشيعي على حرمان المواطن الشيعي من الحصول على حقوقه من القوانين التي شرعوها وإجباره على دفع رشاوى لكي يحصل على حقه، انا شخصيا لولا إنسانية شعب الدنمارك الذين احتضنوني وساعدوني رغم أنني أتيتهم لاجئ واعطوني حقوق كاملة أسوة في اقراني من المواطنين الدنماركيين لما استطعت العيش، لايعقل أنا واحد ومعي آلاف العراقيين تعمل الحكومات العراقية التي تلت سقوط نظام البعث على سلبنا حقوقنا ووضعنا أمام خيار أما تكذب وتدفع رشاوي لكي تحصل على حقوقك لكي تعيش في بلدك العراق أو ترفض ذلك ويكون مصيرك الحرمان وهذا ما وقع معي، ساعد الله عامة أبناء شيعة العراق الحمد لله لازال الكثير منهم يصلي ويصوم بل البعض عندما يكفر كان نتيجة طبيعية لسفالة ونتانة ساسة أحزاب الشيعة واتباعهم من المسؤولين والموظفين الذين ينطبق عليهم قول الامام علي ع منعتم الناس حقهم فأشتروه، نعم منعوا الناس حقهم اضطر المواطن على دفع الرشاوي لكي يحصل على حقه، من حق عامة شيعة العراق مقاطعة الانتخابات عندما يرى المواطن البسيط المسؤولين من الساسة والموظفين من الأحزاب الشيعية يتمتعون في المناصب والوظائف والحصول على الحقوق التي هي ليست لهم ويتم حرمان المواطن المتضرر والمريض من حقه الطبيعي، في مناطق الشيعة يوجد  آلاف الشباب المرضى من الأمراض المزمنة مثل مرضى التلاسيميا لم ينصفهم نواب الشيعة بتشريع قانون يمنح الغير قادرين من المرضى المعاقين رواتب تقاعدية مبكرة راتب موظف حتى يستطيع الشاب المريض العيش بكرامة ويتزوج ويكون عائلة  مثل اقرانهم المرضى في دول العالم وخاصة العالم الصليبي، تحدثت مع النائب الخاسر عبدالامير التعيبان حول تشريع قانون لمرضى الثلاسيميا والأطفال الذين يولدون معاقين يمنحونهم رواتب تقاعدية قال لي صار راح نعمل القانون مضت أربع سنوات ولم يتم تشريع القانون، استطاع فلول البعث عزل ساسة شيعة العراق عن جماهيرهم من خلال الإرهاب والقتل والذبح وتدمير البنى التحتية وابتزاز ساسة شيعة العراق وتركيعهم بحيث أصبح ساسة الشيعة لا يجرؤون على المطالبة في تنفيذ قرارات إعدام الذباحين، سقوط أحزاب الشيعة بنظر جماهيرهم بالنسبة لي كان متوقعا منذ عام ٢٠٠٦ وكتبت مئات المقالات حذرت الساسة من ما وصلنا إليه اليوم لكن دون جدوى.

 

نعيم عاتي الهاشمي الخفاجي 

كاتب وصحفي عراقي مستقل.

12/10/20202

محرر الموقع : 2021 - 10 - 13