العراق الجديد الذي يحلم به العربان
    




أنا أكثر الناس من يرفض اضطهاد الناس وقتلهم بسبب الانتماء للمذهب والقومية والدين لسبب بسيط انا ضحية للاضطهاد القومي والمذهبي والديني، تعرضت للظلم والاعتقال والتعذيب وكان أشد طرق التعذيب ايلاما لي هو التعذيب النفسي، شخصيتين أثروا على شخصيتي في حياتي، الأول هو معلم التربية الدينية في مدرسة المستنصرية( ام الشعير) في ريف قضاء الحي وهو المعلم الشهيد الداعية نصار حسين هميلة البدري رحمه الله، الذي علمني الصلاة وحب ال البيت ع وكنت طالب في الرابع الابتدائي، والشخصية الثانية ضابط إداري يحتسي الخمر يبغض البعث اسمه عبدالكاظم الساعدي ابو رواء ادخل في نفسي أن صدام الجرذ والبعث طائفيين حربهم لقتل الشيعة بالدرجة الأولى وأوصاني خيرا في التعامل مع الجنود الفقراء من ابناء الوسط والجنوب وفعلا خدمت طيلة السنوات لم اعاقب وأسيء إلى الجنود بل كنت مدافع قوي عنهم وانقذت جنود شيعة شتموا صدام الجرذ  من الإعدام بطريقة اشطن من طرق إبليس وهذا شرف عظيم لي، الجنود ثلاثة اثنين من طوريج أحدهم اسمه سيد رياض ال سيد غايب وشخص ثاني اسمه محمد وثالث من الكوت اسمه مجيد، كنا في حواراتنا ننتقد البعث من زملائنا بعض الضباط حتى أتذكر في يوم من الأيام كنت في دورة في المحاويل بشهر آذار عام ١٩٩٠ كنت انتقد البعث وهاجمني  ضابط حقير شيعي من اهالي الهاشمية اسمه حامد من أصول أعجمية يشعر بعقدة الدونية وكان من حسن الحظ المجموعة التي معي من الضباط شرفاء يختلفون عن شخصية الممسوخ  حامد الذي كان يعاني بنقص في القومية، الله كان حامينا، هربت إلى السعودية والكثير من الضباط الذين معي من مجموعة قبل الانتفاضة أصابهم الجبن والخنوع وادعوا أنهم سنة بينما انا قبت لهم انا مسلم شيعي بعد أن سألني ضابط سعودي بالتحقيق معي هل انت مسلم لو شيعي؟؟؟ تم منع العلاج مني سنوات ورحم الله الشيخ كاظم الريسان شيخ مشايخ حجام ورحم الله ابن اخته الحاج العقيد عبد المنعم القطان الديوان كانوا يجلبون لي العلاج عن طريق معارفهم، في المستشفى في عام ١٩٩٣ هاجمني اثنان من الشرطة مطاوعة في مستشفى حفر الباطن والدكتور الأخصائي  هندي الجنسية شاهد الموقف واتصل في مدير المستشفى وقام بطردهم من الغرفة التي كنت أرقد بها وتم اعادتي للمعتقل  في سرعة، أنا ضحية لهذا الصراع ولايمكن للضحية أن يكون مجرم ابدا لكن انا اسمي الأمور في أسمائها وأضع النقاط على الحروف للتنبيه بيتنا الشيعية البسيطة والطيبة حتى مع الذباح.

شاهدت اهتمام الإعلام البدوي الوهابي الخليجي على نتائج الانتخابات العراقية، هذا الإعلام والفكر الوهابي لا يفرق بين أي حزب أو تيار شيعي فهو ينظر للجميع كفرة وصف فوز تيار السيد مقتدى الصدر في  متغيرات وبزلزال سياسي في بغداد، وانتكاسة للمحسوبين على إيران في العراق، نظرة الوهابية إلى سيد مقتدى الصدر وتياره هي نفس النظرة إلى أي مسؤول أو مواطن شيعي اخر في جواز قتله لكونه شيعي لا أكثر.

العقلية الوهابية تعتقد  أن تكون نتائج  الانتخابات العراقية هذه بمثابة اساس لتشكيل حكومة تجرد الشيعة من كل نقاط قوتهم بالقول العمل على إضعاف القوى التي تعمل على إضعاف العراق داخلياً وخارجياً من أنصار إيران وبعد ذلك يتم الانقضاض على سيد مقتدى الصدر وتياره، أنا شخصيا تابعت خطاب السيد  مقتدى الصدر طالب  أن يكون السلاح بيد الدولة، أي تكون قوات الحشد ضمن فيلق خاص ضمن قوات الجيش العراقي تأتمر في القائد العام ولم تكن مطالب السيد الصدر في تجريد الشيعة من أماكن قوتهم ابدا لكن تفسير الإعلام الوهابي السعودي يفسر ذلك حسب معتقداتهم المذهبية التكفيرية المقيتة، ينظر الإعلام الوهابي لقوات الحشد أنها العقبة الرئيسية لإفشال كل محاولات إقصاء شيعة العراق مثل نظرتهم لسلاح المقاومة اللبنانية التي حفظت لبنان من الهيمنة للقوى العميلة والخائنة …….الخ.

نصيحتي لكل الأطراف الشيعية العراقية الكف عن المناكفات والعمل على تشكيل كتلة تمثل أبناء الوسط والجنوب ولابأس أن يكون رئيس الوزراء من الاخوة في التيار الصدري، العربان من دول الرجعية العربية لا يفرقون بين كل من هو شيعي، أنا صاحب تجربة عملية عشت فترة حكم صدام الجرذ وعشت أربع سنوات رهيبة في سجون ال سعود ورغم تعرضي للظلم والاضطهاد والتعذيب في سجون ال سعود لكن رفيقنا من قادة العراق الجديد ومن سلسلة أخطائهم  الكارثة أنهم همشونا وسلبونا  حقوقنا بحيث حرمت من كل الحقوق بما فيها حق الفصل السياسي لكنني لم اعير اي أهمية للمكاسب المادية وبقيت لحد هذه اللحظة مدافع قوي عن كل شيعة العراق، إيماني أن شيعة العراق وحسب وصف الإمام علي ع في حديثه عن أوضاعنا الحالية أنهم يعيشون في تهية، وفعلا نحن كمكون شيعي أيتام قادة شرفاء أذكياء يكسبون ود الجماهير المليونية المضحية، انا حاليا في العراق للأسف هناك فساد إداري كارثي موظفين وموظفات يجمعون معاملات الناس بطرق قذرة مقابل رشاوي وتعمد واضح على اهانة واذلال المواطنين الشيعة الذين يراجعون دوائر الدولة، هذه التصرفات سبب رئيسي ومهم لعزوف غالبية أبناء الشيعة من المشاركة في الانتخابات، انا شخصيا أستطيع ادفع رشاوي واكيد احصل على حقوقي لكنني أرفض هذا العمل القبيح والسيء، ومن المؤسف عندما اجلس في مجالس الكثير من الأقارب والاصدقاء ينظرون لي بعضهم أنني ساذج لكوني رفضت أن اكذب أو ادفع رشوة للحصول على حقوقي، ساعد الله ملايين المواطنين العراقيين الشيعة الذين يعانون الحرمان والفقر والبطالة، متى يفكر ساسة شيعة العراق أنهم يمثلون جماهيرهم وينصفوهم مثل ما أنصف قادة الأكراد والسنة مواطنيهم، آلاف الارهابيين القتلى  تم احتسابهم شهداء بفضل قادة المكون السني رغم أنف ساسة شيعة العراق الحاكمين.

نعيم عاتي الهاشمي الخفاجي 

كاتب وصحفي عراقي مستقل.

 13/10/2021

محرر الموقع : 2021 - 10 - 14