شياطين الأعلام وتشويه الحقائق
    

 

كشفت الأحداث منذ ٢٠٠٣ ولحد الآن خطأ تصورات الكثير ، وزيف الأعلام الخطير ، الذي طالما شوه الحقائق على الشعوب ، وجعل من نفسه أداة للفتنه والأحتراب ، حيث رسخ في عقول الكثير من العراقيين أن أيران تسيطر على الأحزاب الأسلامية في العراق ، وهذا كلام غير واقعي ولا يمت للحقيقة بصلة، وقد أنطلت للأسف حتى على من يمتلك مستوى تعليمي عالي ،فلا يُنكر أنه أعلام محترف وقادر على أختراق عقول الكثير . لقد صور الأعلام وخاصة السعودي بقنواته العربيه والحدث ، أضافة لعهد الأعلام البعثي في ثمانينات القرن الماضي ، أن هناك أحزاباً وتيارات عراقية تدين بالتبعية لأيران ،وهذه بالحقيقة كذبة كبرى وهي صناعة أعلامية فقط . وتحت هذه الكذبه سَفرَ صدام حسين مئات الآلاف من الشيعة العراقين بدعوى التبعية لأيران ، وكان الهدف الحقيقي من ذلك هو التغير الديمغرافي في البلد ، كما لو نظرنا الى أحداث التاريخ لوجدنا أن كتل ذات توجه قومي تنتمي طائفياً لغير التشيع هي من كانت تمد جسور التبعية لمصر جمال عبد الناصر ، وأن مصر في ستينات القرن الماضي هي من تدير التامر على حكومة الزعيم عبد الكريم قاسم ، وما محاولة أغتيال الزعيم عبد الكريم في بغداد ١٩٥٩ م ومحاولة التمرد العسكري التي قادها العقيد الشواف الا دليل ناصع على تبعية الأتجاه القومي لدولة غير العراق ، وكان مركز هذه التبعية مدينة الموصل ، وهي مدينة معروفة الأنتماء الطائفي ولا أُريد أن أتطرق لتبعية الطائفين في المناطق الغربية لدول الجوار وخاصة تركيا وسوريا والأردن والسعودية ودول الخليج وخاصة الأمارات وقطر ، لأنها أصبحت غير خافيه على أحد ، وبعد هذا السرد المختصر لتبعية التكتلات السنية للدول الأخرى ، يكون من المهم الأشارة الى حقيقة لا تخفى على أحد ، ألا وهو سايكلوجية الفرد الشيعي وحدها تمثل دليل قاطع على تكذيب هذه الخرافة الأعلامية ، فالمعروف عن الفرد العراقي وخاصة الشخصية الشيعية وبحكم ثقافتها الخاصة تأبى التبعية ، وهذه خصلة نمتها معارضته للأنظمة لفترة طويلة فخلقت فيه عنصر الممانعة وعدم الطاعة ، وهنا نفترض جدلاً أن أيران هي المسيطره على الكتل الشيعية لكان فرضت عليها أن تتوحد ولشكلت كتله برلمانية كبيرة تحقق من خلالها حقوق أهل الوسط والجنوب المهدوره طيلة الأزمان ، ولنامت أيران قريرة العين ،وأبعدت عنها ما يزعجها على حدودها الشرقية ، وهذا ما لم يحدث طوال فترة ما بعد السقوط ولحد هذه الساعة ، بل أن الحقد والكراهية المقيته بين هذه الأحزاب هو من أتعب الأيرانين أنفسهم ، وهو ما أبعدهم عن التوسط وأسداء النصح أليهم بضرورة توحدهم في الفترة الأخيرة ، في حين أن وحدة الأحزاب الشيعية تصب في خدمة الجمهور الشيعي ، وبشكل غير مباشرة خدمة لأيران ،لأن وحدة هذه الأحزاب تجعل من الوسط والجنوب العراقي حالة مستقرة وهذا لصالح أيران ،لأنها دولة يهمها أستقرار حدودها الشرقية ، والتي طالما أقلقتها كثيراً ، وأن حرب الثمان سنوات لازالت في ذاكرتهم ، وما سببت لهم من خسائر جسيمه ، وأن هذه الأحزاب والكتل الشيعية لو توحدت لجمعت حوالي ١٨٠ مقعد في البرلمان العراقي ولسيطرة تماماً على الساحة السياسية العراقية ، وطبعاً هذا سيكون في صالح أيران ولكن هذا لم يحصل والدليل أن أيران حاولت أكثر من مرة أن تصالح زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر مع زعيم دولة القانون السيد نوري المالكي فلم تفلح ، وحتى عمار الذي ترعرع وقضى معضم حياته في أيران لم يكن صاغياً لها ، هذه حقيقة يؤكدها الواقع، لكن يبقى الأعلام وسطوته الذي يضرب على وتر تبعية هذه الاحزاب لأيران له بالغ الأثر في ترك هذا الأنطباع الكاذب. لذلك على الجمهور الشيعي أن يعي ما يضمر له الأعلام المضاد ، وأن يدرك مصالحة الحيوية ، وهذا لا يتم الا من خلال وعي الواقع وأستيعاب التاريخ وما مرت به من أحداث عصيبة أكتوى فيها أبناء الطائفة الشيعية، وعليه أن لا يكون مطية للأعلام السعودي وذنبه الشرقية ، وأن يفتش عن مصالحة الحقيقية ، وكشف المتلاعبين في مصيره ، فالوعي هو السلاح الحقيقي والفعال لحماية الشعوب ومنع أستغلالها.

أياد الزهيري

 

7سجاد ابو مصطفى الثالثة, عمار علي och 5 andra

محرر الموقع : 2021 - 10 - 16