السيد عمار الحكيم : لحظة الانتصار لحظة اعلان التسوية وحقوق الشعوب لا تتحقق بتقسيم الاوطان
    


ربط السيد عمار الحكيم رئيس التحالف الوطني موعد انطلاق المشروع الوطني للتسوية باللحظة التي يعلن فيها الانتصار على داعش ، داعيا الى جعل التسوية الوطنية وفق مبدأ التنازلات والضمانات والتطمينات المتبادلة، آملا ان تكون تسوية وطنية من الكل للكل فالتجارب المُرة اثبتت ان العراقيين لا يملكون اثمن من وحدتهم وعراقهم، عادا الانتصار الوطني في أليوم الذي يتساوى فيه العراقيون بالحقوق والواجبات وتقبل بعضهم البعض من دون عقد وحساسيات وحسابات ضيقة فالعراق يسع الجميع ووحدة العراق تبقى غالية ، مبينا تفهم الطموحات لكن "نؤمن أيضا بالوطن الواحد الذي نعيش جميعا فوق ارضه عرباً وكرداً وتركماناً وشبكاً مسلمين ومسيحيين وصابئة وايزديين شيعة وسنة"، متسائلا من قال ان الانقسامات ستنتج كيانات مستقرة في عالم مضطرب يبتلع فيه الكبير الصغير ؟! ومن قال ان حقوق الشعوب تكون من خلال تقسيم الأوطان؟! مخاطبا كرد العراق بالقول "إلى اخوتنا بالوطن والهوية العراقية في كردستان نقول ان وجودكم معنا هو ليس تكملة لأجزاء الجسد فحسب ، بل انتم جزء من روح هذا الوطن وسيبقى العراق كبيرا بكل أبنائه وقومياته واديانه وطوائفه ، فهذا العراق هو باقة الورد التي تضم كل هذه الورود الفواحة بعطورها الزاهية " داعيا الى العمل على حماية وحدة العراق وترسيخ ديمقراطيته وتصليح ما فسد منه وان يكون الجميع احراراً يعيشون بكرامة وبإرادة تحت هذه السماء النقية وفوق هذه الأرض الطيبة المعطاء.
جاء ذلك في خطبة صلاة عيد الفطر المبارك في بغداد الاثنين ٢٦/٦/٢٠١٧.
نحث الجهات الامنية على الاهتمام بالجانب الاستخباري وتغيير الاسلوب النمطي
سماحته حذر من الإرهاب الخفي  وتحدياته التي مازالت قائمة وتحتاج الى الاستمرار وبنفس الزخم والحماسة ولكن بأولويات جديدة تتناسب مع الطابع الامني للمعركة ، داعيا الى مراكمة الخبرات وحشد الطاقات والتميز في الصفحة الجديدة للمعركة كما تميزنا في صفحتها الاولى حاثا القيادات الأمنية للبلد على الاهتمام بالجانب الاستخباري بشكل نوعي والابتعاد عن سياسة انهاك القوات المسلحة بالتواجد في المدن وتغيير الاسلوب النمطي في نقاط السيطرة والتفتيش وان تأخذ وزارة  الداخلية دورها في تفعيل قواتها وأجهزتها وفك التقاطع مع قيادات العمليات في بغداد والمحافظات مؤكدا في ذات الوقت الحاجة الى عمل كبير ومثابر من اجل ترسيخ الواقع الأمني وتوفير الاستقرار النفسي للمواطنين في آن واحد، مشيرا الى "ان الانتصارات الكبيرة تدعونا ان نشد على ايدي القيادات الأمنية ونطالبهم بالتركيز على ضبط الأداء والسلوك لأفرادهم فان الحفاظ على النجاح اصعب بكثير من  تحقيقه وعليهم ان يحافظوا على الصورة التي تكونت عنهم في اذهان أبناء شعبنا وان يحموها من التشويه والانحراف".
مهم جدا ازالة مظاهر عسكرة المجتمع واخلاء المدن والاحياء من المقرات العسكرية
سماحته شدد على إزالة مظاهر عسكرة المجتمع فمن المهم والضروري اخلاء المدن والاحياء السكنية من المقرات العسكرية والمنع من ازعاج أبناء الشعب وارتكاب التجاوزات من خلال استغلال الزي العسكري واستخدام عجلات المؤسسات العسكرية ، عادا ضبط الأداء وإزالة مظاهر عسكرة المجتمع من اهم الواجبات للقيادات الأمنية والحشدية في المرحلة القادمة مخاطبا اياهم بالقول "انتم أصحاب الجباه البيضاء وانتم رجال الوطن وحماته فليكن اسمكم عاليا ناصعا لا تلوكه الالسن ولا تتطرق له الشبهات ،اضربوا بدون تردد كل من يحاول ان يستغل اسمكم لمصالحه الشخصية الضيقة" .

الخدمات التحدي القادم وبغداد والمناطق المحررة على رأس الالويات

سماحته اكد اهمية ان يحظى ملف الخدمات بالأولوية في المرحلة القادمة ،  معربا عن اسفه لمعاناة بغداد من الإهمال وتردي الخدمات وتحتاج الى تخصيصات استثنائية ودعم مميز وخطط متطورة وتنسيق عال بين المحافظة وامانة العاصمة وسائر وزارات الدولة للنهوض بها الى حيث المستوى المقبول والملائم لتاريخها وعراقتها .
فهنا عاصمة العراق وهنا بوابته الى العالم وهنا رمز الدولة وعنوان الوطن، داعيا جميع المحافظين والوزارات الى اطلاق برامج خدمات مشتركة للمحافظات وبغداد وان تكون برامج بعيدة عن الإجراءات التقليدية والاطر البيروقراطية ولتكن البداية من هنا من بغداد حيث يعيش اكثر من 7 مليون عراقي وكل تجربة تنجح هنا في بغداد سيكون من السهل تعميمها على باقي المحافظات، لافتا الى "ان بغداد تستنهضنا وتطالبنا بان ننتفض خدميا لها ،لان الأوضاع الخدمية في العاصمة وصلت الى مستوى لا يمكن السكوت عليه .ولتكن انطلاقتنا نحو تحسين الخدمات من بغداد العاصمة بعد حسم معركة النصر مباشرة ".

نحتاج الى حشد انساني واقتصادي وخدمي وطبي وثقافي

وفيما يخص المناطق المحررة  رأى سماحته ضرورة ان تعمل الحكومة بطريقة رشيقة وبصلاحيات مباشرة من اجل إعادة بناء المدن المدمرة (يد تحارب وتحرر ويد تؤازر وتبني ) واستثمار المساعدات الدولية بشكل كفوء واقتصادي والاستعانة بخبرات الدول التي مرت بنفس الظروف وعانت من ويلات الحروب المدمرة ، مؤكدا الحاجة الى تعميم تجربة الحشد الناجحة من حشد عسكري للتحرير الى "حشد انساني لرعاية عوائل الشهداء والجرحى والمضحين والمعوزين والمتضررين ، وحشد صحي  كأن يخصص كل طبيب ساعات من عمله الاسبوعي للعلاج المجاني للشريحة المعدمة ، وحشد خدمي وبه نحول مفهوم الخدمة الى مفهوم عام يمارسه الجميع كل من موقعه ، وحشد اقتصادي يساهم فيه الجميع في انعاش الاقتصاد وتحريك عجلته لصالح الشعب  والوطن ، وحشد علمي يقدم فيه العلماء قدراتهم ومواهبهم وابداعاتهم لتطوير البلد ، وحشد ثقافي يعمل فيه النخب  والمثقفون على نشر الثقافة والقيم الدينية والاجتماعية الصحيحة وهكذا في سائر المجالات الاخرى"

الفساد افة تنخر الدولة والمجتمع وما فيات الفساد صارت وحوش تفترس المجتمع

سماحته بين ان فرحة العيد وفرحة النصر تبقى ناقصة ونحن نعاني من آفة الفساد التي تنخر الدولة والمجتمع وتلوث القيم وتسحق المبادئ ولقد تحولت مافيات الفساد الى وحوش تفترس المجتمع وتلتهم المال العام وتسمم مفاصل الدولة وتشل امكانياتها، منوها الى ان الأخطر من كل ذلك ان الفساد والفاسدين اصبحوا يتفننون في تشويه سمعة النزيهين ويتم خلط الصالح بالطالح ، موضحا "ان الفساد لا يحارب بالادعاءات وانما بالأدلة والاثباتات وبضرب الرؤوس الفاسدة التي يثبت فسادها كما ان الاتهامات والتشويه للسمعة دون ادلة انما هو فساد آخر يختبئ خلفه الفاسدون، مشيرا الى الاتهامات التي طالت محافظ البصرة، مبينا ان تيار شهيد المحراب شكل لجنة عليا للدراسة والتحقيق في الادعاءات وتمحيص الأدلة ومن بعدها قدمت كافة المعطيات والملفات الى هيئة النزاهة ايمانا بان تقوية الدولة ومؤسساتها هي الخطوة الأولى والاهم في طريق مكافحة الفساد ، والان أصبحت المسؤولية الأخلاقية والوطنية بيد رئيس هيئة النزاهة وفريقه من دون أي تدخل منا وقد اكدنا له جديتنا واصرارنا على ان يقوم بواجبه كاملا في هذه القضية ، ونحن بانتظار نتائجه  فاذا اثبت براءة السيد المحافظ فنحن ملتزمون بالدفاع عنه واذا تمت ادانته فالقانون يجب ان يأخذ مداه ، مشددا ان لا غطاء سياسي لأي احد يثبت فساده مهما كان منصبه التنفيذي رفيعا وهذا ينطبق على كل رجال تيار شهيد المحراب الذين يتقلدون مناصب في الدولة ويتحملون المسؤولية عن المال العام او الذين يتقلدون مهام سياسية غير حكومية واصفا الفساد بآفة الآفات وهو خطر كالإرهاب واكثر تلويثا لأخلاق المجتمع وهو العدو الداخلي الذي يطعن بالظهر ويخون مبينا ان الانتصار يكتمل عندما ننتصر على الجهل والبطالة والاتكالية ، مشددا على تطوير الواقع الاقتصادي من  المحاور المهمة في المرحلة القادمة و"ان الحكومة قامت بجهود مشكورة في هذا المجال ولكن المطلوب اكبر بكثير ويحتاج نقلات نوعية في تشجيع الاستثمار وتدريب اليد العاملة العراقية ودعم المنتوج الوطني" عادا تطوير الواقع الاقتصادي ركيزة السيادة الوطنية وتطوير المجتمع وتوفير المستوى المعيشي الذي يليق بالعراقيين ، داعيا الى تسويق ثقافة المنتوج الوطني ولو بالحد الأدنى في الصناعات الخفيفة والمتوسطة في هذه المرحلة وبما يتلائم وطبيعة احتياجات العراق كما علينا ان نخرج الدولة من دهاليز الصناعة ونمنح الإمكانيات للقطاع الخاص كي ينتج ويدير ويسوق ويطور وان تنحصر مسؤولية الدولة بتوفير الحماية وتشريع القوانين والأنظمة بعيدا عن البيروقراطية والمركزية التي تخنق الابداع وتعطل الإنتاج .

دعوة متجددة لحوار عراقي تركي ايراني سعودي مصري
اقليميا وعربيا رأى سماحته ان الخلافات مهما تعقدت لابد لها ان تساق الى مساحات الحل حيث التفاهم والمشتركات وان سياسة الكسر بين دول المنطقة لا يمكن ان تصل بنا الى اي نتيجة، مستشهدا باوروبا المتنوعة وبعد حربين عالميتين داميتين لم تستقر الا بالجلوس على طاولة المصالح والمشتركات واصبح الد الأعداء من اقرب الحلفاء ، متسائلا لماذا لا نستوعب دروس التاريخ ولماذا لا نحترم قوانين الجغرافيا فهذا الخليج اليوم بحيرتنا الداخلية ومن المهم ان تنعم شعوب الخليج على ضفتيه بالأمن والاستقرار والتقدم والازدهار ؟ محذرا من استمرار سياسة التطاحن التي أحرقت مئات المليارات من الدولارات وبددت الثروات ودمرت الدول وهجرت الشعوب ، ولو تم استثمار كل ما ضاع من اجل بناء الأوطان وتطوير المجتمعات لقدمنا للعالم تجربة مميزة ونحن نعيش في منطقة تمثل قلب العالم وتحتوي على نصف مخزونه من الطاقة، مجددا دعوته الى طاولة إقليمية يجلس عليها الاخوة الكبار (مصر وايران وتركيا والسعودية والعراق) وان يضعوا الحكمة والتعقل على رأس اجندتهم التفاوضية ويبدأوا بمناقشة كل مساحات الاشتباك والمصالح المتقاطعة وان تحترم توجهات الدول وسياساتها وسيادتها وان توضع خارطة طريق للعلاقات فيما بينها للعقود القادمة .

محرر الموقع : 2017 - 06 - 26