ما بين حركة امتداد والجيل الجديد .. ضاعت دماء شهداء تشرين
    

 



ظاهرياً لم تختلف كثيراً جلسة التصويت على اختيار رئيس مجلس النواب عام 2018 عن جلسة 2022 من ناحية اختيار نفس الشخص لرئاسة المجلس، وهو محمد ريكان الحلبوسي، فالنواب صوتوا للحلبوسي وكأنهم (روبوتات) يتم التحكم بهم بالريموت كونترول الموجود في أكف رؤساء الكتل الذين قبضوا ملايين الدولارات مقابل التصويت لهذا الشخص، نفس المسرحية تكررت ظاهرياً، لكن لو تعمّقنا في هذه المسرحية البالية المتهرئة لوجدناها اليوم أكثر إيلاماً وأشدُّ ظلماً من نظيرتها السابقة التي جرت قبل أربع سنوات، لماذا؟ 

اليوم، في جلسة التصويت على الحلبوسي، كانت كتل سياسية محسوبة على المعارضة تتواجد تحت قبة البرلمان، هي حركة امتداد التي من المفترض أنها تمثل ثورة تشرين الخالدة، وكتلة الجيل الجديد التي يفترض أنها تمثل المعارضة الكردية التي تحمل راية الحرب ضد الفساد في الإقليم وسائر أنحاء العراق. 

كتلتان كان الكثير من العراقيين يعقدون عليهما الآمال بأن تصبحا صوتاً للمعارضة الوطنية داخل مجلس النواب وأن يقوم أعضاؤهما باستجواب الوزراء والمسؤولين الفاسدين وسراق المال العام بأثر رجعي ومحاسبة قتلة المتظاهرين في ثورة تشرين وناشطي الإقليم.. كتلتان نيابيتان كنا ننتظر منهما بارقة أمل في خلاص شعبنا ولو بشكل جزئي من منظومة الفساد الجاثمة على صدره منذ 2003 ولغاية اليوم، ولكن.. ماذا فعل نواب الكتلتين (امتداد والجيل الجديد) في جلسة التصويت على منصب رئيس مجلس النواب؟ وكيف تم التكتم والتعتيم على هذه الفضيحة؟! 

يقول أحد النواب (ويحلف بالقرآن وبحياة أطفاله) ان النائبة عن كتلة الجيل الجديد سروة عبدالواحد (شقيقة رجل الأعمال ورئيس الحزب شاسوار عبدالواحد) لعبت دور الوسيط بين محمد الحلبوسي (المرشح لرئاسة المجلس) من جهة، وبين نواب كتلتها ونواب حركة امتداد من جهة اخرى، وتم الاتفاق على قيام الحلبوسي بمنح نواب الكتلتين مبلغ 18 مليون دولار توزع عليهم مقابل التصويت للحلبوسي، تخيلوا كيف حصل المناضل التشريني رئيس حركة امتداد على مبلغ مليون دولار من الحلبوسي عن طريق راعية الصفقة سروة عبدالواحد!! الركابي الذي كان يعتبر نفسه صوتاً لثوار تشرين ومطالباً بدماء الشهداء، الركابي الذي صعد على أكتاف الثوار ووصل الى قبة البرلمان بدماء الشهداء قبض رشوة مقدارها مليون دولار، تخيلوا أن الركابي الذي يفترض أنه يمثل الشهيد القائد صفاء السراي (رحمه الله) يصبح نائباً و في أول يوم له في البرلمان يستلم رشوة مليون دولار، يا ترى لو كان سيدي الشهيد صفاء حياً كيف كان سيتصرف مع الركابي ونوابه وكيف سيواجههم؟ 

ان الخيانة التي ارتكبها نواب الجيل الجديد وحركة امتداد كانت طعنة بخنجر مسموم في ظهر ثوار تشرين، فالشخص الذي كان يشغل منصب رئيس البرلمان أثناء الثورة هو الحلبوسي، وهو كان المسؤول عن ضياع دماء الثوار وقام بالتغطية على جرائم القتلة ولم يفتح فمه ويحاسب المجرم عادل عبدالمهدي والقادة الأمنيين والضباط الذين ارتكبوا مجازر في بغداد والناصرية وبقية المحافظات، وزيادة على ذلك، كان الحلبوسي وراء الكواليس شريكاً في وضع الخطط لإجهاض ثورة تشرين وتصفية الشباب الذين يقودون الثورة وفض الاعتصامات وحرق الخيام، الحلبوسي يداه ملطختان بدماء ثوار تشرين، ثم يأتي علاء الركابي هو ومن معه من نواب امتداد والجيل الجديد ليصوتوا للحلبوسي رئيساً للبرلمان مقابل 18 مليون دولار؟! 

شكراً لسروة عبدالواحد، شكراً لعلاء الركابي، شكراً للمصوتين على قاتل المتظاهرين، أسأل الله تعالى أن يجعل هذه الأموال الحرام التي قبضتموها من الحلبوسي ناراً تكوى بها وجوهكم، وأن يبتليكم بالسرطان . 

 

علي كاظم السراي 

محرر الموقع : 2022 - 01 - 19