ربة البيت وروتين الحياة المعقد .. هل تنظر للمراة الموظفة بعين الحسد ؟
    البينة الجديدة / منشد الاسدي عندما خلقت المرأة فأنها خلقت حرة , ولان حب الحرية من فطرة الانسان ومن حقه فأن المرأة تنشد الحرية كما الرجل , ولقد أعطت المجتمعات منذ البدء حق الحرية هذا للمرأة لكنها ظلت الى يومنا هذا حقوقا نسبية متفاوتة بل وفي غالب الاحيان تكون وهمية مضيعة ان لم تكن محض شعارات, لكن عندما نريد ان نتحدث عن الحرية هنا بمعنى ( الملل الذي تشعر به ربة البيت ) فهل يمكن ان يدخلنا هذا العنوان الى باب سلب حرية المرأة وكيف تنظر هي الى وجودها الدائم داخل البيت بعيدا عن أي مايمت بصلة الى العالم الخارجي وهل يدخل هذا العنوان تحت العنوان الاكبر وهو حرية المرأة , اذ لم يتبادر الى ذهني اني قرأت ان مسألة شعور المرأة بالملل وانها حبيسة البيت هو واحد من صور فقدان الحرية للمرأة بل وجدنا ان المرأة بنفسها تؤمن بالقيود التي تفرضها طبيعة الحياة الاجتماعية على الافراد والتي هي في نهاية الامر في مصلحة الفرد نفسه , لذا فقد يقودنا هذا التحقيق الى تناقضات كثيرة بين المؤيد والرافض . الحرية المطلقة لاتعود بالنفع ربما كان السيد مضر كريم – مدرس – يحمل وجه نظر قد لاتروق للبعض لانها غريبة بعض الشيء لكن فيها تطابق مع بعض الواقع اذ يقول , ان الحرية المطلقة التي تطمح اليها المرأة قد لاتعود عليها بالنفع , ولهذا نجد ان الكثير من النساء تفضل ان تكون ربة بيت فقط دون الولوج الى محيط العالم الخارجي لانها لاترى بأن الموظفة سعيدة او التي تكثر من الخروج من بيتها سعيدة فضلا ان غالبية النساء في مجتمعنا هي بيتوتيات كما يعبرن يعتبرن البيت عالمهن الاوسع مهما كان صغره وحجمه . رأي مضاد عندما عرضت هذا الرأي على السيدة م, ص –ربة بيت– امتعضت وقالت , على العكس فأنا أحسد المرأة الموظفة ! وفي كثير من الاحيان انظر من نافذة الغرفة الى المعلمات في المدرسة التي تقابل بيتنا ويغمرني الحسد واقول ياليتني كنت معهن رغم اني خريجة الدراسة الاعدادية الان فكرة العمل والوظيفة ليست في قاموس زوجي الذي احبه واحترم رأيه فهو لم يقصر في شيء تجاهي لكن للاسف هذا اصبح واقعا في حياتي , نعم المرأة تعتبر البيت عالمها الاول بطبيعة كونها امرأة لكن ذلك لايمنع من كونها طموحة جدا للخروج ورؤية العالم الخارجي . عالم رأس الشهر !! ترى زينب محسن – ربة بيت – ان هذا العالم الخارجي الذي نتحدث عنه هو حلم لايتحقق لها الا في نهاية كل شهر فتقول , ان طبيعة عمل زوجي تجعلة يتمتع باجازة سبعة ايام فقط في نهاية كل شهر نستثمرها ببعض الزيارات للاقارب ويوم كامل نخصصه للتنزه في حديقة الزوراء وهي أجمل ايامي وولدي الوحيد, لكن زينب لاتتذمر من وحدتها داخل البيت فتضيف انها تعودت عليها وكيفت نفسها على ذلك فما باليد حيلة والذي يهون بعض هذه الوحدة هي زيارة اختها المتزوجة لها بين اليوم والاخر فيجلسان ويتسامران وهكذا يمكن قتل بعض الوقت الممل . لايوجد وقت فراغ عندما كنت أتحدث عن وقت الفراغ الممل عند الزوجة فجأتني بيداء علي بقولها , وأين هو وقت الفراغ عند ربة البيت ؟؟ لايوجد وقت فراغ خاصة للتي تربي اربعة أطفال كل له حاجته ومتطلباته , في الصباح لابد من الاستعداد لارسالهم الى المدارس ثم تنظيف البيت ثم اعداد الطعام وعندما يرجعون لابد من تغذيتهم ثم مراجعة دروسهم , والتلفزيون يأخذ بعض الوقت القصير الى ان يأتي الليل اجد نفسي متهالكة ومتعبة فأين هذا الوقت الذي تتحدثون عنه انا احيان كثيرة وحتى اتخلص من وقت الفراغ اتوجه لزيارة جارتي الخياطة حتى وان لم يكن لدي عمل معها فبمجرد الحديث اشعر بالارتياح والشيء من التغيير . هذا الكلام ذاته ينطبق على السيدة سعاد فلاح وهي أم لطفلين وخريجة جامعية اذ تقول , ربما يكون الامر أصعب بعض الشيء على الخريجة الجامعية نعم لانها قد الفت حياة خارج المنزل وسنوات الدراسة الاربعة جعلتها تعيش في عالم ساحر لم تتوقع انها ستنزوي بعده بين أربع جدران بكل مافيها من عزلة , فهل تصدقون اني في بعض الاحيان ( أبكي ) !! من الملل ووقت الفراغ لاسيما في ساعات الغروب , اذ ان كل مافي المنزل من أجهزة تسلية وكتب لايغني من انك تتوجه لزيارة الاقارب او رؤية الاماكن العامة التي يذهب الناس اليها , والعزاء في وضعي اني امرأة من مجتمعي هذا الذي لابد لي فيه من ان احترم طبيعة عمل زوجي واحترم بيتي واعمل على بنائه معه وان يكون لدي ايمان من ان هذا الحال لابد ان يتغيير الى الافضل يوما بعد آخر فضلا عن أيماني الاول والاخير انني امرأة في مجتمع شرقي . الباحث الاجتماعي أخذنا كل هذه الاراء لنتوجه بها الى الباحثة الاجتماعية التدريسية هبة عبد القادر التي قالت .. موضوع جميل هذا وربما هو حديث الساعة في كل المجالس النسوية ,أن ( الشعور بالملل ) من أشد الحالات خطرا التي يمكن للمرأة ان تشعر بها لانه يقود الى الاكتئاب المزمن ولقد قرأت في بعض البحوث والنتائج انه يقود لمرض ( شيزوفرينيا ) ! لان كل انسان بطبيعته يحتاج الى التغيير , تغيير حتى في المناظر التي تشاهدها العين المجردة تغيير حتى في الهواء الذي تستنشقه المرأة حتى في الوجوه التي لم تألفها , نعم ان ربة البيت عنصر مهم جدا في المجتمع لانها تدير أصغر مؤسسة في بناء المجتمع وكثير من النسوة يعرفن ذلك , بل ان كثيرا من العظماء والشخصيات خرجتهم ( ربات بيوت ) , لكن وحتى نطرح العلاج مثلما طرحتم المشكلة (والحديث للست هبة) لابد ان يكون للمرأة ربة البيت برنامج يومي يجعلها تتخلص من هذه الرتابة التي تفقدها متعة الحياة , وانا ارى ان دخول القنوات الفضائية والستلايت والانترنت (لان بعض ربات البيوت من الخريجات) اسهم الى حد كبير في معالجة هذه الظاهرة خاصة مشاهدة المسلسلات والبرامج العلمية او حتى برامج الطبخ وغيرها , والكثير من النساء نجدها تستغل الهاتف النقال للحديث مع صديقاتها او اقاربها , او الاندماج مع حلقات مسلسلات تركية طويلة تأخذ حيزا كبيرا من وقتها . 
    
محرر الموقع :