من أقدم جامعات برلين ... جامعة هومبولت
    

تعتبر جامعة هومبولت من أقدم جامعات برلين وثانيها من حيث عدد الطلبة. تأسست عام 1809 وبدأت التدريس الجامعي عام 1810. وتعد من ابين أفضل لجامعات العريقة في العالم، حيث تخرج منها 29 ممن نالوا جوائز نوبل.

وجامعة هومبولت في برلين تعتبر من جامعات النخبة في ألمانيا. وجاءت مبادرة تأسيسها من قبل عالم الآداب حينها فيلهيلم فن هومبولت. وفي الفترة من العام 1828 وحتى العام 1846 حملت اسم "جامعة فريدريش فيلهيلم“ تخليداً لمؤسسها فريدريش فيلهيلم الثالث.

حتى العام 1870 كانت الجامعة تدرس بضع مواد وهي الحقوق ،الطب، الفلسفة وعلوم الدين، وكان يدرس فيها حينها 344 بروفيسور. وبعدها فتحت الجامعة الباب أما تخصصات كثيرة بفضل جهود أليكسندر فن هومبولت، شقيق مؤسس الجامعة. ومن ثم بدأت الجامعة باتخاذ مقار مختلفة في المدينة للتدريس والتعليم، مثل مستشفى شاريتيه، وهو أكبر مستشفيات أوروبا، إضافة إلى غيرها من المباني الحكومية.

رغم  أن التعليم في ألمانيا كان مقتصراً على الرجال في السابق، إلا أن أليس سالومون استطاعت دخول التعليم الجامعي في بداية القرن العشرين كأول سيدة تدخل هذا المعترك. ورغم الكفاح الطويل للمرأة في ألمانيا من أجل دخلو البحث العلمي، إلا أنه سمح للمرأة في العام 1908 التسجيل في الجامعات.

بعد الحرب العالمية الثانية اجمع بعض علماء المدينة للتشارة في إعادة فتح الجامعة، وبدأ العمل على إيجاد مبان جديدة لها، نظراً للدمار الذي لحق بمؤسسات الجامعة ومبانيها.  هذا إضافة بداية البحث عن مدرسي، خاصة وأن قوات التحالف رفضت وجود أشخاص في هيئات التدريس، ممن كانوا في القوات النازية، أو هيئات الدولة إبان الحكم النازي. وفي العام 1945 أعلنت قوات الحكم السوفييتية خضوع الجامعة تحت سيطرتها.

بعد تقسيم ألمانيا بدأ التوجه الشيوعي يسيطر على مناحي الجامعة التعليمية. وتم اعتقال العديد من الطلبة، الذي انضموا لاتحاد الشباب وتم الحكم عليهم بالأشغال الشاقة لمدة خمسة وعشرين عاما. وبعد الوحدة في العام 1990 تم تسريح العديد من طاقم الجامعة، إما بسبب كبر سنهم أو نظراً لخلفياتهم السياسية. وبعد العام 1994 أصبحت الجامعة تدرس أحد عشر تخصصاً وتضم العديد من مراكز الأبحاث العلمية. وفي الفصل الدراسي 2004/2005 سجل حوالي 41 ألف طالب في للدراسة في الجامعة. وفي الأثناء تربط جامعة هومبولت علاقات توأمة مع أكثر من 170 مؤسسة علمية حول العالم. وتتمتع الجامعة بشهرة عالمية كبيرة، نظراً لما تقدمه من علوم وأبحاث علمية في الكثير من التخصصات.

تتوزع الدراسة في جامعة هومبولت في خمس مناطق، أهمها الحرم الجامعي وسط العاصمة الألمانية برلين. وتضم مكتبتها حوالي تسعة ملايين كتاب، إضافة إلى تسعة آلاف مجلة لتكون بذلك أكبر مكتبة جامعية في ألمانيا. ورغم عدم تدريس الهندسة والطب بشكل مستقل في الجامعة، إلا أنها تخرج طلبة في 185 تخصصاً آخر، إضافة إلى تقاسم تدريس الطب في جامعة الشاريتيه مع الجامعة الحرة في برلين.

وتعتبر جامعة هومبولت اليوم واحدة من أفضل مائة جامعة في العالم. وحصلت الجامعة على المركز 72 في العام 2011، حسب استطلاع أجرته مجلة تايمز البريطانية للتعليم العالي. وأجري هذا الاستطلاع في 131 بلداً شارك فيه 13400 باحث علمي شهير.

يذكر أن العالم الألماني الشهير، آينشتان تخرج من الجامعة وعمل بعدها في سلك التدريس ليترك بصمته في العلوم التي تدرس في هذا الصرح العلمي حتى يومنا هذا.

ونال علماء الجامعة أول جوائز نوبل في العام 1901، عن طريق ياقوب هينريكوس فات هوف، الذي حاز على جائزة نوبل للكيمياء، إضافة إلى أحد عشر عالماً فازوا في الجائزة في سنوات لاحقة. أما في الطب فقد فاز إيميل فن بيرنغ جعام 1901، تبعه ستة علماء آخرين في الفترات اللاحقة. وفي الفيزياء نال عشرة علماء جائزة نوبل، إضافة إلى جائزة واحدة في الآداب. ومن الأسماء المشهورة التي نالت جائزة نوبل للطب روبرت كوخ عام 1905.

 

محرر الموقع : 2015 - 05 - 29