صحفية بلغارية تكشف اللثام عن الطرق الدبلوماسية لنقل السلاح إلى الإرهابيين
    

منذ الأيام الأولى للأزمة السورية ولبداية ظهور الحركات التكفيرية المسلحة كان من الواضح والأكيد أن هناك خطوط إمداد لوجستية منظمة لدعم هذه الحركات ومن جملتها داعش وأخواتها. وقد رفع الكثيرين الصوت في حينها مطالبين بقطع وتجفيف مصادر تمويل وتجهيز هذه الحركات كمقدمة حتمية لإنهاء الأزمة والقضاء على الإرهاب.

اليوم وبعد سنوات من أزمة أزهقت أرواح مئات آلاف الأبرياء وأدت لدمار يقدر بمئات مليارات الدولارات بدأت بعض الخيوط الخفية لطرق الدعم والإمداد تتضح لتُظهر مدى قبح وشناعة الحرب الكونية المنظمة التي تدور في بلادنا منذ أعوام تزيد عن السبع.

وفي هذا السياق كشفت صحفية بلغارية وفي تقرير استقصائي موثق عن مسألة بغاية الأهمية وهي كيفية نقل الأسلحة من أوروبا الشرقية إلى الإرهابيين في سوريا والعراق ونقاط أخرى من العالم. هذه الصحفية كشفت وبالوثائق عن حقيقة شركة الطيران “silk way” التابعة لحكومة آذربيجان، حيث تؤمن هذه الشركة خدمات نقل جوي تحت غطاء دبلوماسي مما يوفر لها الحصانة الأمنية والتوفير الاقتصادي لنقل سلع حساسة وغالية الثمن إلى نقاط مختلفة من العالم (القسم الأكبر من هذه السلع تشكلها الأسلحة).

تشير الوثائق التي كشفتها “دليانا غايتانجيف” إلى أن السعودية والإمارات وخلال الأعوام الخمس الماضية قد استفادت من خدمات “silk way” بشكل كبير لنقل أسلحة تم تصنيعها في أوروبا الشرقية إلى الجماعات الإرهابية في سوريا والعراق واليمن. وذلك عبر مطارات في بلغاريا والممر الإلزامي كان دول كتركيا والأردن.

بالتدقيق في الوثائق يتبين أن سفارة آذربايجان في بلغاريا أمنت أذونات دبلوماسية لطائراتها عبر طرق دبلوماسية ملتوية وبالتعاون مع جهات بلغارية وأمريكية.

من مجموع الوثائق المسربة مراسلات بين سفارة باكو في بلغاريا ووزارة الخارجية البلغارية، تظهر هذه الوثائق عقود تسليح ضخمة وتراخيص استثنائية حصلت عليها السفارة الآذرية لطائراتها.

هذا التقرير الاستقصائي نُشر في صحيفة “ترود” البلغارية وهي من أكثر الصحف انتشارا في البلاد. ويتحدث هذا التقرير عن أكثر من 350 رحلة جوية للطائرات الآذرية بين مطار بورغاس ومطارات تركية ومطارات في دول أخرى. هذه الرحلات كانت محملة بالأسلحة وجزأ كبير منها وصل لتنظيم داعش الإرهابي.

دول كألمانيا صربيا تركيا تشيك رومانيا بريطانيا وحسب التقرير قد استقبلت هذه الطائرات على مطاراتها وسمحت لها بنقل مواد خطرة دون التصريح عنها. مواد هي على الأرجح سلاح استقدم من هذه الدول ليصل لأيدي الإرهابيين على الأراضي السورية وغيرها من المناطق المشتعلة من العالم.

هذا ويشير التقرير إلى وجود 23 رحلة بين عامي 2016 و2017 انطلقت من بلغاريا وصربيا وآذربايجان ومقصدها الرياض وجدة.

هذا التقرير كان كفيلا بطرد الصحفية من عملها تحت ضغط جهات نافذة. وقد علقت غايتانجيف على هذا الأمر على حسابها في تويتر قائلة: “الرياض لم تشتري هذا السلاح لنفسها، فهي لا تستخدم إلا السلاح الغربي، هذا النوع من السلاح استقدمته الرياض لتزود فيه الجماعات الإرهابية في اليمن وسوريا”.

الجدير بالذكر أن شركة “silk way” لديها مروحة زبائن واسعة تبدأ بالبلدان المولدة للسلاح كدول البلقان وأمريكا والكيان الإسرائيلي ولا تنتهي مع مستوردي السلاح إلى بعض المناطق في العالم كالسعودية والإمارات وأمريكا نفسها. وقد قدمت خدمات للقوات الألمانية والدانماركية المستقرة في أفغانستان والقوات السويدية التي كانت في العراق إضافة إلى قيادة العمليات الخاصة الأمريكية في أكثر من نقطة من العالم.

*الوقت

محرر الموقع : 2017 - 09 - 04