مجزرة نيوزيلندا واستهداف الإسلام
    

يمتد العداء للمسلمين مع إمتداد تاريخ الإسلام، وإن أعداء الإسلام لا يدخرون جهداً في محاربة هذا الدين وضربه بكل الوسائل، إذ نشهد بين مدة وأخرى جريمة ذات طابعا خاصا تهز ضمير الشرفاء في العالم، ولم تكن الجريمة الإرهابية التي استهدفت مسجد في نيوزيلندا إلا مثالا حيا، حيث حصدت هذه المجزرة أرواح عشرات المصلين لا لذنب إقترفوه سوى انهم مسلمين يقيمون الصلاة كما يقيم الآخرون طقوسهم الخاصة دون التعرض لهم، وان كل أماكن العبادة بمختلف أشكالها ومسمياتها في تلك الدول مؤمنة من حيث الحماية بشكلا جيدا إلا المساجد .

 ولو كانت نيوزيلندا قد عملت على توفير الحماية للمساجد أسوتا بغيرها من كنائس ومعابد وأديره، لوفرت رئيسة الوزراء تصريحاتها وشجبها واستنكارها وحقنت دماء الأبرياء التي سالت على يد ارهابي انغمس في الجريمة حتى النخاع .. وما يزيد الطين بلة ان المجرم ينفذ عمليته الإرهابية البشعة داخل المسجد .

 ويفتح النار في بث مباشر على مواقع التواصل الإجتماعي، ويحصد ارواح عشرات المصلين الأبرياء بمشهد دموي لا يمت للإنسانية بصلة، ومن ثم تنهال تصريحات جهاز الأمن القومي التي تفيد بإعتقال أربعة من المشتبه بهم في تنفيذ الجريمة!!، ولم تؤكد القاء القبض على الإرهابي الذي نفذ الجريمة، إلا ان وسائل اعلام مطلعة أكدت انه إسترالي الجنسية .

ان هذه المجزرة الدموية التي استهدفت المصلين، جريمة غير إعتيادية تكاد ان تكون أشبه بأفلام الأكشن، قد تشير أصابع الإتهام فيها الى أجهزة مخابرات دولية تقف خلف التخطيط لها والإشراف على تنفيذها، وسبقتها جرائم عدة كان من بينها حادثة دهس المصلين الخارجين من مسجد لندن الكبير التي قام بها شخص بريطاني الجنسية .

 كما قام أيضا شخص أمريكي يدعى داروين مارتينيز بقتل فتاة مسلمة أثناء عودتها من الصلاة بمقاطعة فيرفاكس، بالإضافة الى الكثير من العمليات التي تستهدف المصلين، ولم تكتف تلك المخططات بتنفيذ العمليات الإرهابية بمختلف أنواع الجريمة وتعدد أدواتها، لتستخدم أساليب شيطانية لتشويه صورة الإسلام، ولعل ظهور ما يسمى المسجد الليبرالي الذي تم افتتاحه في برلين والذي يبيح للنساء أن تدخل إليه دون حجاب، وبتبرج فاضح، وان تصلي بجانب الرجال بإختلاط فج , بل ويبيح لها أن تصلي فيه إماما وتخطب الجمعة أيضا .

 وصارت تسارع الأجهزة المخابراتية لتحديث مخططاتها بهدف تشويه صورة الإسلام الناصعة البياض حتى وصل الى ما نشهده اليوم من ممارسات وعلى شتى الفئات والمستويات، إذا الحرب قائمة على قدم وساق للنيل من الإسلام والمسلمين بشتى الوسائل وكل الإمكانيات سوى ان تكون بتنفيذ العمليات الإرهابية أو بالعمل على تشويه صورة الإسلام الحقيقية .

ميثم العطواني

محرر الموقع : 2019 - 03 - 17