بين استفتاء كتالونيا وكردستان...أين هيمن استخدام القوة أكثر؟
    

دعوات جديدة للتقسيم تواجهها دولة إسبانيا بعد إجراء إقليم كتالونيا استفتاءً لتحقيق "حلم الانفصال" الذي يطالب به الكتالونيون على مدار أكثر من 500 عام.

هذا المشهد السياسي يبعد عن كردستان 3500 كيلومتر فقط، حيث مضى الاستفتاء في الوقت الذي بدأت فيه بغداد ودول جوار كردستان إجراءات لمحاصرة الاقليم وخنقه اقتصاديا.

هذان الحدثان لا تربطهما مرحلة زمنية متقاربة فحسب، بل استخدام القوة لمنع الاستفتاء كان القاسم المشترك بين الإقليمين.

 

 

أين هيمن استخدام القوة أكثر... في كتالونيا أو كردستان؟

لكن تبدو الحالة الاسبانية متقدمة بعض الشيء من حيث استخدام القوة، إذ أن السلطات الاسبانية نشرت قوات شرطتها في الاقليم بعد تحذيرات متعددة من رفضها للاستفتاء، كما قامت بمصادرة صناديق الاقتراع، وإغلاق اللجان بما مكّنها من إجهاض المحاولة.

بينما في حالة كردستان العراق، فإن الحكومة المركزية في بغداد رفضت الاستفتاء بقوة وحذرت من إجرائه، كما أشار رئيس وزرائها إلى أن الخيار العسكري ليس مستبعدا لإيقافه، لكن الاستفتاء مضى قدما ولم يوقف، في الوقت الذي بدأت إجراءات لخنق الاقليم اقتصاديًا.

في الإقليمين...عدم دستورية الاستفتاء

الى جانب استخدام القوة، يفجر الرفض الذي قابلت به الحكومة المركزية الاسبانية استفتاء كتالونيا، مقارنات كثيرة بين حالة استفتاء الإقليم الاسباني وإقليم كردستان العراق.
فتبدو الدفوع متشابهة جدا بعدم دستورية الاستفتاء من قبل الدولة المركزية في الحالتين ، في حين يعتبر البعض أن الردود الدولية، والغربية منها على وجه الخصوص في حالة كاتالونيا، كانت واضحة في ما يتعلق برفض الاستفتاء، بينما جاءت غير واضحة في الحالة الكردستانية، إذ أن معظم اعتراضات القوى الدولية كانت على توقيت الاستفتاء حيث بدا أنها تتفق معه ولكنها تعترض على توقيته.

ويتشابه وضع كردستان وكتالونيا معا، من حيث تمتعهما بحكم ذاتي، كما يتشابهان من حيث أهميتهما ومساهمتهما في اقتصاد الدولة المركزية. فالنفط الذي يُعد عصبًا لاقتصاد الحكومة المركزية في العراق يأتي معظمه من كركوك، الواقعة شمال العراق والتي سعى اقليم كردستان إلى تضمينها في الاستفتاء الأخير، على انفصاله عن الدولة المركزية. بينما يمثل اقتصاد اقليم كاتالونيا خمس الاقتصاد الكلي الاسباني ويسهم بحوالي 20% من اقتصاد البلاد.

اللجوء الى الاستفتاء في العالم

الجدير بالذكر، أن اللجوء للاستفتاء كان قد أسفر في حالات مماثلة وفي مناطق مختلفة من العالم، عن حصول دول وأقاليم على حق الانفصال أو الاستقلال، وفق ما تراه الاطراف المختلفة. وكان آخر تلك الحالات هو جنوب السودان، الذي كان يتمتع بحكم ذاتي قبل أن يستقل بعد الاستفتاء، في التاسع من يوليو/ تموز عام 2011. كما أن استقلال الجزائر يمثل حالة تاريخية بارزة في المنطقة العربية، إذ استقلت البلاد عن فرنسا في يوليو/ تموز من العام 1962، عقب أيام من تنظيم استفتاء بشأن الحق في تقرير المصير.

 

محرر الموقع : 2017 - 10 - 05