السيد السيستاني قائد الإصلاح والناصح الأمين
    

كيف يكون الإنسان قائد إصلاح؟ وهل كل شخص قادر على أن يكون مصلحا؟

الكل يعرف ان الإصلاح لن ولم يتم إلا بعد صلاح نفس المصلح من الهوى وحب الدنيا وبعد صلاح نفسه يبدأ بإصلاح عائلته وبعدها يستطيع ان يبدأ بالمجتمع وكل هذا تحقق في شخص السيد العظيم علي السيستاني لما يملك من زهد وتواضع وتقوى ومخافة الله، وأصبح مصداق للحديث المذكور في أحاديث جهاد النفس من كتاب وسائل الشيعة صفحة 128

عن أبي عبدالله عليه السلام قال : قال أمير المؤمنين عليه السلام: كانت الفقهاء والعلماء إذا كتب بعضهم إلى بعض كتبوا بثلاث ليس معهن رابعة : من كانت همته آخرته كفاه الله همه من الدنيا، ومن أصلح سريرته أصلح الله علانيته، ومن أصلح ما بينه وبين الله أصلح الله ما بينه وبين الناس.

وعلى مر العصور هناك عمليات إصلاح قادها الأنبياء والائمة والعلماء كلها تكللت بالنجاح لإنها مؤيدة بتأييد الله عز وجل

اليكم مقطع من خطبة الجمعة للمرجعية الدينية العليا في 17 شعبان 1439هـ

“إنّ حركة الإصلاح في المجتمع هي جوهر ومحور حركة الأنبياء وحركة الأئمّة، تأمّلوا في الآيات القرآنية التي من خلالها بيّن الأنبياء(عليهم السلام) لمجتمعاتهم وأممهم ما هو الغرض من بعثتهم الى تلك الأمم والشعوب، وكذلك الأئمّة(عليهم السلام) ساروا على ذلك المنوال، أذكر آيةً واحدة من الآيات الكثيرة التي بيّن فيها الأنبياء ما هو غرضهم من هذه البعثة، وما هو غرضهم من دعوتهم، كما ورد في سورة هود الآية الثامنة والثمانون: ((يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِن كُنتُ عَلَىٰ بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّي وَرَزَقَنِي مِنْهُ رِزْقًا حَسَنًا وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَىٰ مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ…)) لاحظوا العبارة، وما هو الغرض وما هو الهدف وما هو المقصد ((…إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإصلاح مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ))”.

ولولا عمليات الإصلاح التي قادها الأنبياء والائمة والعلماء لأستمر الفساد والانحراف والضلال الذي يقود الى هلاك المجتمع وتعاسته في الدنيا والآخرة.

أخوتي الأعزاء أن عمليات الإصلاح قد تحتاج إلى فترة زمنية طويلة حتى تحقق النجاح ومطلوب من الجميع الصبر في مسيرة الإصلاح ودعم المصلح حتى تستمر حركة الإصلاح وتبقى على مسارها الصحيح وخصوصاً أن المرجعية الدينية العليا تقود عملية إصلاح الجانب القضائي والجانب الإجتماعي وباقي الجوانب الأخرى وتقدم للمسؤولين الكثير من الإرشادات والنصائح حتى يتم إصلاح البلد وإرجاعه إلى وضعه الطبيعي والحفاظ عليه من الفساد والمنعطفات الخطيرة التي قد تسبب في هلاك المجتمع .

وقد ذكرت المرجعية الدينية العليا في خطبة لها بتاريخ 2018/5/4 

“أنها لم تترك المنعطفات الخطيرة والحسّاسة التي مرّ بها العراق وشعبه إلّا ووضعت له منهجاً صالحاً وتوجيهاتٍ مناسبة، ولكن عمليّة الإصلاح ترتبط بعوامل كثيرة وقد تتعثّر لأسبابٍ هي خارج إرادة المصلحين، وربّما تحتاج الى فترةٍ زمنيّة طويلة، وهذه هي السنن التاريخيّة لدى الشعوب في عمليّة الإصلاح، ولابُدّ من شعور الجميع بالمسؤوليّة في إجراء التغيير وتحمّلهم لوضع المسار على السكّة الصحيحة والصبر والجلادة في مسيرة الإصلاح”

خلال ال 16 عاماً بعد سقوط النظام الظالم تنادي المرجعية الدينية العليا بالإصلاح وتقدم الإرشادات والنصائح للمسؤولين وكأنهم صم بكم عمي، حتى قالت ان أصواتنا قد بحت بلا جدوى.

ولا زالت المرجعية الدينية العليا تدعم الاحتجاجات السلمية الغير حزبية والمحتجين السلميين الذين يطالبون بحقوقهم المشروعة وتحذر من تسيس الاحتجاجات والمندسين الذين يسعون لتخريب المظاهرات المشروعة.

هولاء المندسين يحاولون إفشال الاحتجاجات وتحويلها إلى غير سلمية وتمرير مشاريعهم التي تسعى لتدمير العراق واستمرار الفساد في هذا البلد العزيز وهذا واضح لأصحاب العقول النيرة، واليكم مقطع من خطبة الجمعة للمرجعية الدينية العليا في 13/7/2018

” ولا يسعنا الا التضامن مع اعزاءنا المواطنين في مطالبهم الحقة مستشعرين معاناتهم الكبيرة ومقدرين اوضاعهم المعيشية الصعبة وما حصل من التقصير الواضح من قبل المسؤولين – سابقاً ولاحقاً- في تحسين الاوضاع وتقديم الخدمات لهم بالرغم من وفرة الامكانات المالية، حيث انهم لو احسنوا توظيفها واستعانوا بأهل الخبرة والاختصاص في ذلك وأداروا مؤسسات الدولة بصورة مهنية بعيداً عن المحاصصات والمحسوبيات ووقفوا بوجه الفساد من أي جهة او حزب او كتلة لما كانت الاوضاع مأساوية ً كما نشهدها اليوم”

نصيحتي لنفسي وغيري بأن تمسكوا بالمرجعية الدينية الصالحة فهي طريق نجاتنا

سيف علي

محرر الموقع : 2019 - 04 - 17