ممثل المرجع السيستاني يدعو للوقوف بحزم لظاهرة الجهل والفقر والامية ويدعو للاهتمام بالقطاع الصناعي بالبلاد
    

دعت المرجعية الدينية العليا الى الوقوف بحزم امام معركة الجهل والفقر والناتجة من مشكلة الامية في العراق ,كما دعت من المعنيين بالشان الصناعي الى اعطاء قدر من الاهتمام لاحياء هذا القطاع ولو عن طريق مشاركة شركات تخصصية بالاستثمار في المصانع التي لاتستطيع الوزارات النهوض بها 
وقال سماحة الشيخ عبد المهدي الكربلائي خلال الخطبة الثانية لصلاة الجمعة بالصحن الحسيني الشريف في 21/ربيع الآخر/1435هـ الموافق 21/2/2014م ما نصه هناك ظواهر في العراق منها تعليمية وتربوية واجتماعية وصحية ونفسية تحتاج الى التفات الى اهميتها واعتناء زائدين قبل الادارات العليا في البلد بل من الجميع وهي ظواهر مهمة لها دخل في بناء الانسان العراقي ورقيه وانتشاله من كثير مما يهدده تربويا ً واجتماعياً وصحياً.فمنها ما يتعلق بالجوانب التعليمية والتربوية ومن اهمها مشكلة الامية في العراق.،مبينا فكما ان هناك معركة تحدي مع الارهاب هناك معركة تحدي مع الجهل والفقر"
واشار الكربلائي خلال خطبته الى ارقام وصفها بالمقلقة نشرت لأعداد الاميين في العراق فقد نشرت بعض الجهات وجود 5-6 مليون امي في العراق ونعني بذلك (الامية الابجدية = الهجائية) ولا نعني بذلك الامية في المجالات الاخرى كالامية المهنية او التقنية او الثقافية او البيئية او الصحية او المعلوماتية او الدينية او الحاسوبية (مع العلم ان كثير من دول العالم قد تجاوزت مرحلة الامية الهجائية وبدأت حملاتها لمحو الامية في المجالات الاخرى).
وبين ممثل المرجعية ان مشكلة الامية ذات تبعات ليست تعليمية فقط بل اقتصادية واجتماعية خطيرة بل حتى صحية وما يترتب عليها من تخلف حضاري وجهل وفقر وبطالة بل الانسان الامي أكثر تعرضاً للموت والمرض..مبينا ان الامية الهجائية تعني عدم معرفة الفرد بالقراءة والكتابة وعدم الالمام بمبادئ الحساب الاساسية"
واوضح الكربلائي "لقد صدر قانون محو الامية رقم 23 لسنة 2011 ومشكلة الهيئة العليا لمحو الامية وتم فتح 5699 مركز لمحو الامية والتحق قرابة نصف مليون.ولكن هناك تعثر في بعض الخطوات ومنها صرف الحوافز للدارسين والعاملين..كما طالب سماحته معالجة ظاهرة تسرب التلاميذ بسبب الوضع المعيشي لعوائل هؤلاء التلاميذ مما يؤدي الى الضغط على التلميذ للخروج للعمل وترك الدراسة..
وفيما يتعلق بمشكلة المصانع والشركات الممولة ذاتياً والتي يعمل فيها عدد كبير من المهندسين والفنيين والعمال العراقيين في هذه المصانع ومنها مصانع النسيج في الديوانية التي يعمل فيها 3500 منتسب وما يعانيه هؤلاء مع عوائلهم من مشكلة عدم توفر الاموال لرواتبهم فهي (أي هذه المصانع وغيرها من المصانع الممولة ذاتياً) بسبب عجزها عن تمويل نفسها فتضطر وزارة المالية الى إقراض ادارات هذه المصانع بمبالغ لتسديد رواتب منتسبي هذه المصانع وفي كل فترة تطالب الوزارات بتسديد هذه القروض.."
واضاف ان هؤلاء اضافة الى قلة رواتبهم قياساً برواتب بعض الوزارات يعانون من تأخير تسديد رواتبهم او التهديد بالغائها..بسبب عدم قدرة هذه الشركات والمصانع على تمويلها الذاتي"
وطالب سماحة الشيخ عبد المهدي الكربلائي اعطاء قدر من الاهتمام لاحياء القطاع الصناعي ولو عن طريق مشاركة شركات تخصصية بالاستثمار في هذه المصانع الى حين تمكن الوزارات المعنية بالنهوض بهذا القطاع كما حصل مع بعض المصانع التي استطاعت بعض الشركات الاجنبية تفعيلها وتشغيلها وتمكنت من رفد القطاع الصناعي العراقي بمنتوجات تلك المصانع"
واضاف ان القطاع الصناعي في العراق.. ومن اجل النهوض به من جديد.. بحاجة الى قوانين وتشريعات جديدة ووضع تسهيلات لأجل تدارك التخلف الذي اصاب هذا القطاع وادى الى تأخره وما جرّه من تداعيات اقتصادية ونفسية على المواطن اضافة الى انها تؤدي الى بطء عجلة التنمية في البلد وعدم الوعي الحضاري لدى المواطن.."
واشار ممثل المرجعية خلال خطبته الثانية ان من جملة اسباب هذه الظاهرة هو الافرازات الناشئة من الحروب والحصار وعدم اعطاء القطاع التعليمي والتربوي وخصوصاً البنية التحتية له الاهتمام الذي يستحقه بعد ان عانى من التهميش وانخفاض نسبة الانفاق الحكومي عليه (قياساً لما هو مطلوب لفترة طويلة)..لذلك فلابد من العمل على ايقاف هذه التداعيات وتظافر الجهود من جميع السلطات في البلد ومجالس المحافظات والأقضية بل كل المؤسسات ومنظمات المجتمع المدني والمواطنين بصورة عامة..
وكالة نون خاص

محرر الموقع : 2014 - 02 - 21