رمضان في ألمانيا.. أجواء روحانية وتمنيات باندحار الإرهاب
    

برلين ــ فاتن الجابري :عراقيون يلتئمون على مائدة إفطار واحدة في أيام شهر رمضان، يتناولون إفطارهم ولا حديث بينهم سوى ما يدور في  العراق، والمعاناة الإنسانية التي تعيش في ظلها النساء والأطفال النازحون مبتهلين بالدعاء ان يعم الأمن والسلام في ربوع الوطن.
يسعى مسلمو ألمانيا ومنهم العراقيون الى اقامة الشعائر الرمضانية وسط اجواء روحانية معطرة بالايمان لاهمية هذا الشهر الكريم، حيث تزايدت اعدادهم في السنوات الاخيرة، ووفق دراسة ميدانية فإن عدد المسلمين في ألمانيا في العام 2009 يتراوح بين 3.8 و 4.3 ملايين نسمة يشكلون نسبة 5 بالمئة من تعداد سكان ألمانيا، و98 بالمئة من المسلمين يعيشون في الولايات الغربية وبرلين، في حين يعيش 2 بالمئة فقط في الولايات الشرقية.
وأشارت الدراسة إلى أن القسم الأكبر من المسلمين يتركزون في ولاية شمال الراين التي تستحوذ على أكثر من ثلثهم، وغالبية المسلمين في ألمانيا هم من الأتراك المقدرين بأكثر من مليونين ونصف المليون نسمة، كما أن هناك نحو 15 ألفاً من الألمان قد اعتنقوا الإسلام.
رمضان في المساجد
على الرغم من انتشار المساجد في المدن الالمانية، لكنها تعد قليلة ومتباعدة قياسا لاعداد المسلمين، حيث يسعى المسلمون في شهر رمضان الى قطع مئات الكيلومترات للوصول اليها واحياء عبادات شهر رمضان واقامة الموائد الرمضانية، وان تزايد اعداد المسلمين في المانيا جعل من بناء اماكن العبادة امراً مسلما به من قبل الحكومة الالمانية، لاسيما ان الدستور الالماني يضمن حقوق المواطنين في ممارسة شعائرهم الدينية بكل حرية.
عراقيون
العراقيون اعتادوا على احياء الشعائر والاجواء الرمضانية مستذكرين تلك الاجواء في العراق وسط الاهل والاحبة، يتجمع كثير منهم في المساجد والحسينيات في مدن المانية عدة وغالبا ما يكونون ضيوفاً على مساجد لجاليات اخرى لافتقادهم الى مساجد كبرى الا من بعض الحسينيات والمساجد الصغيرة في "ايسن" و"كولون" و"هامبورغ" و"ديسبورك" ومدن اخرى.
أقدم مسجد
يتجمع عدد كبير منهم كل عام في مسجد الامام علي وهو مسجد المركز الإسلامي في مدينة هامبورغ شمال ألمانيا ويعد أقدم مؤسسة إسلامية في أوروبا، وقد شيد في ستينيات القرن الماضي ويتسع لأكثر من ألف شخص.
ونرى توافد عدد كبير من العائلات العراقية الى هذا المسجد متمتعين بالاجواء الروحانية للشهر الفضيل، مهللين بالدعاء الى العراق وانتصار القوات الامنية والحشد الشعبي والعشائر ضد عصابات "داعش" الاجرامية.
رمضان والغربة
"رمضان لا يعني شيئا من غير الجماعة ومائدة الإفطار مع الأسرة، وهذا ما افتقده هنا مع الأسف، لأنني أعيش لوحدي بعيدا عن أسرتي"، هذا ما أكده الشاب المغترب زيد هاني. حال زيد هو حال عدد كبير من العراقيين، لاسيما الطلبة في الجامعات الالمانية الذين يفتقدون الى عائلاتهم والذين يبحثون عن أماكن الإفطار الجماعي ليتخلصوا من الوحدة في هذا الشهر المعروف بأنه شهر الاجتماعات العائلية.
وإذا كان الإفطار الجماعي في المساجد يخفف ولو قليلا من الشعور بالوحدة في رمضان، إلا أنه ليس الطريقة الوحيدة لاستشعار أجواء رمضان، فبين الخيم الرمضانية والمطاعم العربية تتعدد سبل العراقيين لقضاء شهر رمضان في ألمانيا.

محرر الموقع : 2015 - 06 - 29