تاريخ الإسلام مدعاة للانفتاح في الولايات المتّحدة
    

عدد صغير من المسلمين بدأ في الهجرة إلى الولايات المتَّحده الأمريكيَّة منذ العام 1840م، وكانت بلادهم من البلدان التي تخضع لحكم الخلافة العثمانيَّة. في العام 1906 م، قام المسلمون البوسنيّون في شيكاغو، بإنشاء جماعه الهجرة، وهي أقدم مجتمع تعاونيّ للمسلمين في الولايات المتّحده الأمريكيّة، وقد أقاموا فيها مدرسة. وفي العام 1907 م، قام المهاجرون التتار من روسيا وبولندا وليتوانيا بتأسيس أول منظومة إسلاميّة في نيوريورك.

في خلال النّصف الأوَّل من القرن العشرين، تحوَّل عدد قليل من الأمريكيّين السّود إلى الإسلام، ثم تطوَّر هذا الأمر مع الأيّام.

وإذا ما أردنا معرفة حركة انتشار الإسلام في المجتمع الأمريكيّ، رغم كلّ التحدّيات والمواقف السياسية والإعلامية المضادّة، وما يحكى عن موجة العداء والكراهية للإسلام والمسلمين، فعلينا الإطلالة على تاريخ المساجد في هذا البلد، للتعرّف إلى تاريخ الإسلام هناك، فهي تنتشر في معظم أنحاء الولايات المتّحدة، ويصل عددها اليوم إلى 2500 مسجد ومصلَّى.

ومنها خمسة مساجد قديمة:

مسجد "بروکلين"، وهو أقدم مساجد أمريکا. احتفل أمس الأحد بمرور 110 أعوام علي بنائه، علي الرغم من أنّه لايزال مجهولاً للکثيرين في أمريکا والعالم.

هو أقدم مسجد في أمريکا، ويقع في منطقة "واشنطن هيتس" بشمال نيويورك، وکان کنيسة تتکوّن من طابقين قبل أن يتحوّل الي مسجد.

مسجد شمال داکوتا: يقع في أقصي شمال غرب ولاية "نورث داکوتا" الأمريكيّة في المنطقة الحدوديّة مع کندا.

وقد قام مهاجرون لبنانيون وسوريون ببنائه العام 1929 للميلاد لأوّل مرة، ثم تم إصلاحه وتجديد بنائه العام 2005.

ويتألّف المسجد ببنائه البسيط من أربع منارات صغيرة وقبّة نحاسية صغيرة، ولم يکن بداخل المسجد محراب أو نافذة، إنما كان داخله عبارة عن صالة واحدة تتوسّطها سجّادة.

هناك مقبرة في هذا المسجد، ومعظم المقابر تنتمي إلى المسلمين الّذين ولدوا في القرن التاسع عشر، وبعضهم كانوا يخدمون في القوّات العسكرية الأمريكية.

مسجد محمد: ويقع في العاصمة الأمريكية واشنطن، وقد قام العام 1930 للميلاد عدد من المسلمين الأفريقيين بتأسيسه.

ويعرف بمسجد "أمّة الإسلام"، وقد افتتح العام 1960 للميلاد، بدعم مالي من المسلم الأمريکي المدافع عن حقوق المسلمين هناك، "مالکوم إکس"، وهو أمريكيّ من أصل أفريقي.

مسجد الأمّ: يعود إلي العام 1934 للميلاد، وتمّ بناؤه علي يد المهاجرين السوريين بولاية "آيوا" الأمريکيّة.

واليوم، يقيم المسلمون الأصليّون صلاة الجماعة في المركز الإسلامي بالقرب من المسجد، وذلك بسبب نموّ السكّان المسلمين، وکان المسجد في بداية الأمر مرکزاً لتعليم الإسلام، وکان يستضيف الکثير من المدارس والمسؤولين الأمريکيّين عند زيارتهم للمراکز التعليميّة.

مسجد الصدّيق: تأسس العام 1922 للميلاد بطريقة البناء الأوروبي، ويقع في مدينة شيکاغو في ولاية إلينوي.

واليوم، على المسلمين التمسّك برسالة المساجد، وجعلها منابر واعية ومسؤولة في الدّعوة إلى الله، كما على السلطات أن تعرف ما للانفتاح على تاريخ الإسلام ومراكزه من أهميّة في التأسيس لجوٍّ من التواصل الحضاري والإنساني البنّاء، بعيداً من لغة إثارة النعرات والفرقة بين أتباع الدّيانات، فالإسلام دين عالميّ يؤثّر في كلّ المجتمعات إيجاباً، ويحاول إلغاء كل الحواجز المصطنعة بين الشّعوب، ويعمل على تقريب كلّ النفوس، ويرفض منطق التطرّف والترهيب والعدوانيّة.

محرر الموقع : 2017 - 10 - 30