هيئة استشارية هولندية: الناتو يفتقر للتجهيزات للدفاع عن أعضائه
    
حذرت هيئة استشارية هولندية، أمس الجمعة، من أن حلف شمال الأطلسي يفتقر إلى التجهيزات للدفاع عن أعضائه بوجه أي عدوان، وسط شكوك حول وحدته في عهد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ما قد يسمح لروسيا باستغلال نقاط ضعفه.
وقال المجلس الاستشاري الهولندي للشئون الدولية: "هناك شكوك حول ما إذا كان الحلف الأطلسي سيتصرف بشكل مسئول وبالإجماع عند الضرورة.. هناك انقسامات داخلية في عدد متزايد من المجالات".
وأضاف أن "الشكوك إزاء القيادة السياسية للولايات المتحدة في عهد الرئيس ترامب، ترافقها مخاوف حيال وحدة الحلف".
ويأتي التحذير في تقرير نشرته الأربعاء، الهيئة المستقلة التي تقدم الاستشارة لوزارة الخارجية والحكومة بشأن السياسات العامة.
وقال المجلس في بيان، إن "الحلف الأطلسي غير مجهز بالشكل الكافي لأداء مهمته الجوهرية: حماية أعضائه من العدوان من خلال ردع موثوق ودفاع مشترك".
وفي رد فعل على التقرير أصر حلف شمال الأطلسي على أنه "الحلف الأقوى في العالم بوجود 2.5 ملايين جندي مسلح جاهزين للدفاع عن أي دولة من الدول الأعضاء فيه".
وفي رسالة إلكترونية قال نائب المتحدث باسم الحلف بيرس كازاليت، إن "التزام الولايات المتحدة في حلف شمال الأطلسي لا يقبل الشك".
ويدعو التقرير الدول الـ29 الأعضاء في معاهدة شمال الأطلسي التي تأسست في 1949، في أعقاب الحرب العالمية الثانية، لتقوية التماسك الداخلي والعمل على تحسين العلاقات على جانبي المحيط الأطلسي "مع بقاء الولايات المتحدة جزءاً لا غنى عنه لأمن أوروبا".
ومنذ تأسيس الحلف كانت الولايات المتحدة "عموده السياسي والعسكري" لكن منذ تولي ترامب الرئاسة في يناير "تراجع الدور القيادي" للأمريكيين.
ويستنتج التقرير أن أمن أوروبا مُهدد من "أعمال روسيا المزعزعة للاستقرار" ومن عدم الاستقرار الحالي في الشرق الأوسط.
وحذر التقرير الذي يحمل عنوان "مستقبل الحلف الأطلسي وأمن أوروبا"، من أن مناطق مثل دول البلطيق "لا تتمتع بحماية كافية حاليًا، وأن روسيا يمكن أن تستغل نقاط الضعف تلك".
ويقول التقرير، إن الوحدات العسكرية المنتشرة على الجانب الشرقي للحلف في دول مثل ليتوانيا وبولندا "يتعين تعزيزها بشكل كبير" وأن على الحلف الأطلسي أن يفكر في نشر نوع من الألوية المتناوبة.
ويدعو أيضًا لإزالة العراقيل البيروقراطية للسماح للوحدات والمعدات العسكرية بالتحرك بسرعة أكبر بين الحدود عند الضرورة، بإقامة ما وصفه التقرير بـ"شنغن عسكري" في إشارة إلى منطقة السفر المفتوحة بين 26 دولة أوروبية.
إلا أن نائب المتحدث باسم حلف شمال الأطلسي رفض مقولة، إن "دول البلطيق ضعيفة".
وقال كازاليت إن "دول البلطيق الحليفة تحميها ليس فقط جيوشها الوطنية ومجموعات القتال المتعددة الجنسيات بل وأيضًا بواسطة مجموع القوات المسلحة الحليفة".
وأضاف كازاليت "في مواجهة بيئة أمنية تطرح تحديات متزايدة، أنجز حلف شمال الأطلسي تعزيزًا لقدراته الدفاعية هو الأكبر منذ انتهاء الحرب البادرة"، موضحًا أنه تم نشر 4 مجموعات قتال شرقًا.
وأكد كذلك، أنه تمت زيادة عديد قوات الرد السريع التابعة لحلف شمال الأطلسي ثلاثة أضعاف "بإضافة 5 آلاف جندي جديد إلى عديد هذه القوات قادرين على التحرك خلال أيام".
وتتزايد المخاوف بشأن التهديد الذي تواجهه المناطق الشرقية للحلف منذ ضم روسيا للقرم في 2014.
ويقوم الحلف حاليًا بتعزيز قدراته على مواجهة روسيا في إطار أكبر عملية تحديث له منذ الحرب الباردة. وأيد وزراء دفاع دول الحلف الأربعاء، إقامة مركزي قيادة لحماية أوروبا.
محرر الموقع : 2017 - 11 - 10