السويد تعلن منحها حق الرعاية الصحية للاجئين المرفوضة طلبات لجوئهم
    
ستوكهولم28حزيران/يونيو(آكانيوز)- اعلنت الحكومة السويدية، الخميس، عن قرار جديد في سياسة اللجوء المعتمدة في البلد، بمنح حق الرعاية الصحية، لطالبي اللجوء، والحاصلين على الرفض، والمقرر ابعادهم والذين تنقصهم المستمسكات الثبوتية التي تثبت هويتهم. واثار القرار الذي سيدخل حيز التنفيذ في الاول من تموز /يوليو المقبل، كان ثمرة اتفاق بين الحكومة السويدية (المؤلفة من اربعة احزاب) وحزب البيئة المعارض، اثار حالة من الارتياح بين صفوف الاف المهاجرين، من الذين لم يكن بمقدورهم الحصول على الرعاية الصحية، بسبب عدم البت في قضاياهم وبالتالي عدم قانونية وجودهم في البلد. الناشطة النسائية فرح شاكر، وصفت القرار الجديد بـ "المهم"، مشيرة الى المعاني الانسانية التي يحملها، اذ تقول "حقوق الرعاية الصحية والتعليم يجب ان تكون متاحة للجميع، بغض النظر عن وضعهم الاجتماعي او السياسي او الاقتصادي. على الانسانية الحفاظ على نفسها". وترى شاكر في حديث لوكالة كردستان للأنباء (آكانيوز) انه كان على السويد، كبلد معروف بديمقراطيته وتسامحه وانفتاحه على الاخرين، الاقدام على مثل هذه الخطوة منذ سنوات عدة، مشيرة الى آلاف المهاجرين الذين لا تسمح لهم اوضاعهم القانونية، الحصول على الرعاية الصحية، رغم حاجة الكثير منهم الى ذلك. وزيرا الهجرة توبياس بيلستروم والشؤون الاجتماعية يوران هيكلوند، وفي اجتماع صحفي، عقداه اليوم، وصفا الاتفاق بين الحكومة وحزب البيئة بـ "المهم والمفعم بالمعاني الانسانية". وفي السويد، يعيش آلاف العراقيين، من المقرر ترحليهم الى العراق، في ظل ظروف اجتماعية واقتصادية صعبة للغاية، اذ يضطر الكثير منهم الى التنقل من مكان لأخر، والتخفي، خوفا من ملاحقة عناصر الشرطة، واجبارهم على العودة الطوعية، بالاضافة الى عدم مقدرتهم على العمل بشكل قانوني واعالة انفسهم اقتصاديا بالشكل اللازم، كما ان اخرين كثيرون، يعانون من امراض مزمنة واوضاع صحية صعبة. تقول شذى سعدون التي وصلت الى السويد، قادمة من بغداد قبل عامين ونصف العام، انها تعاني من الآم شديدة في المفاصل والعظام، ومشاكل صحية نسائية اخرى، لكنها وبسبب عدم حصولها على حق الاقامة في البلد لم تتمكن من المعالجة بالشكل الجيد. وتضيف سعدون ان "القرار وان جاء كان متأخرا، لكنه على الأقل، فتح لنا الآمال من جديد في الحصول على العلاجات اللازمة". وقبل القرار، لم يكن لطالبي اللجوء حق تلقي العلاجات الصحية، الا بحدود ما تسمح به دائرة الهجرة السويدية، ووفقا للحالة الصحية التي يعاني منها الشخص، اما الحاصلين على قرار نهائي برفض طلب اقامتهم والمقرر ابعادهم، فلم يكن لهم حق العلاج. ابو مروان الذي وصل السويد مع عائلته، زوجته واولاده الستة، قبل ثلاثة أعوام، ولم يحصل على اقامة لحد الان، يعاني من مشاكل صحية جسيمة ، بسبب التعذيب الجسدي الذي تعرض له، اثناء فترة الاقتتال الطائفي الذي شهده العراق، ابان عام 2003. يقول ابو مروان للوكالة، انه لم يتمكن من تلقي العلاج في العراق حينها، ولا في سوريا التي وصلها بعد اضطراره الى ترك البلد، اثر التهديدات بالقتل التي تلقاها من الجهة التي قامت بتعذيبه. ويوضح ابو مروان "كنت يائسا حقا، فلا اقامة حصلت عليها في السويد ولا علاج صحي، رغم الالم الشديد الذي يلازمني يوميا، لكن القرار الاخير للحكومة السويدية فتح بارقة امل جديدة". 
    
محرر الموقع :