ممثل المرجع السيستاني يدعو السياسيين بان يكونوا اباء لهذا الشعب ويدعو المرشحين لبرلمان الدورة القادمة بان يكونوا قدر المسؤولية
    
طالب ممثل المرجع السيستاني السيد احمد الصافي الكتل السياسية بان تكون بمثابة الآباء لهذا البلد وشعبه،موضحا ان "الأزمات الكثيرة التي يعاني منها البلد بدأت توتر الناس وجعلتهم امام حالة من الاحتقان"، مشيرا الى ضرورة تنازل بعض الكتل للأخرة من اجل تحقيق مصلحة البلد.
وقال السيد احمد الصافي خلال الخطبة الثانية لصلاة الجمعة في 12/جمادي الاول/1435هـ الموافق 14/2/2014 في الامر الاول من خطبته هناك مجموعة كبيرة يُعتد بعددها من الاخوة الذين توظفوا في كثير من وزارات ومؤسسات الدولة لكنهم الى الان بعقود مؤقتة واعتقد من حق هؤلاء على الدولة ومؤسساتها ان تنظر بتوظيفهم بشكل يجعلهم يطمئنون خصوصاً وان هذه الاعداد هي اعداد تمتلك كفاءات معينة ومحددة وايضاً لهم الحق ان يساهموا في بناء مؤسسات الدولة بالشكل الذي يجعلهم يشعرون بالانتماء الحقيقي لهذه الوزارة او تلك وهذا واقعاً يتحقق بالتفات الاخوة المسؤولين لهم من اجل توظيفهم وهذه حالة في كل سنة يطمحون ان يُنظر بهم لكن يبدو ان المساحة لا زالت واسعة لهذه الاعداد ورغبتهم الى الان في بعض المؤسسات لم تتحقق مبينا نرجو ايضاً ان يهتم المسؤول بهم لأنهم يشعرون بالحيف من هذه المسألة ويشعر ايضاً بالقلق في أي لحظة قد يُقال له او قد يطرد من الدائرة التي هو فيها بسبب عدم وجود ملاك او ما يعبر عنه..داعيا من المسؤولين ان يفكروا جدياً في استيعاب هؤلاء على نحو تثبيتهم او توظيفهم بحسب المساحة المسموح بها "
وفي الامر الثاني من الخطبة اوضح السيد احمد الصافي بما نصه طبعاً في الوقت الذي ذكرنا ما يتعلق بالانتخابات ونشجع على اجراء الانتخابات ونشد على ايادي الناس للانتخابات ونسعى للانتخابات ولتحصيل بطاقة الناخب..لكن في نفس الوقت نريد التحدث مع الاخوة المرشحين الذين رشحوا انفسهم الى موقع لعله من المواقع الخطرة ومقصودي من المواقع الخطرة هو مجلس النواب".
واضاف ممثل المرجعية العليا "انا اتكلم عن مؤسسة وهذه المؤسسة فيها تُنشأ وتُهيئ سياسة الدولة وهذه المؤسسة تعتبر العصب الاول التشريعي الذي يفترض ان ينهض بهذه المسؤولية الكبيرة فهل الاخوة الذين رشّحوا انفسهم سواء من الموجودين حالياً او من الاخوة الجُدد الذين يريدون ان يرشحوا انفسهم للدورة القادمة هل هؤلاء الاخوة فعلا ً هم بمستوى تحمّل هذه المسؤولية ؟،مبينا إن الانسان اقدم على مسؤولية جسيمة وهذه المسؤولية هي عبارة عن نيابته عن مجموعة من الناس ستكون هناك اشبه بالتعاقد الضمني انه انت مخوّل عنا ومنوب عنا في الحفاظ على مصالح البلد بالدرجة الاساس وتوفير الخدمات والمحافظة على سيادة وسمعة وثروات البلد والمحافظة على التكوين الاجتماعي الذي يتكون منه البلد."
وتابع السيد احمد الصافي ان بعض الاخوة ممن نسمع هو انسان طيب القلب وانسان لا غبار عليه كشخص لكنه غير قادر على النهوض بهذه المسؤولية فهذه المسؤولية ليست عبارة عن نزهة فهذا تاريخ والانسان اذا لم يؤدي المهمة بشكل واضح وصادق قطعاً هذا التاريخ الماضي كلّه سيشطب على نفسه..، مبينا ان مسألة مجلس النواب مؤسسة تكون من اهم مؤسسات الدولة وقد الانسان المرشح يرى تواضع الاداء عند بعض النواب فيعتقد ان المسألة هي هكذا فلا يعير للمسألة اهمية فيقارن نفسه مع ذاك فيقول لعلّي افضل منه فأدلو بدلوي.. المسألة ليست هكذا طبعاً هذا اشتباه فهذا تاريخ وهذا التاريخ قد الانسان في فورة العمل لا يلتفت لكن سرعان ما يسجل التاريخ على كل انسان دخل في هذا المجلس الموقر من اجل ان يرسم سياسة مهمة للبلد..نعم الانسان قد يرى من نفسه انه قادر لكن هذا لوحده غير كافي..لابد ان يعلم ان العمل هناك غير العمل خارج.. انت تنتقد الان الكثير من الاشياء لكن من ادراك اذا جلست تحت القبة ستكون وستتعامل مع هذه الاشياء..بعضهم يحاول ان يستشير البعض وهؤلاء البعض ايضاً يعطوه نصيحة لكن النصيحة في بعض المرات نصيحة غير ممحضة بشكل خالص لهذا المسكين الذي استنصحهم.. الانسان لابد ان يكون موضوعياً حتى في اعطاءه النصيحة فقد يكون الناصح لك منتفع منك والناصح لك يريد ان يحصل على مكاسب من خلالك هو يعلم بينه وبين نفسه لو خلا انك غير جدير لكن لأنه لا يحرم نفسه من بعض الامور التي تحصل من اجلك يدفعك بهذا الاتجاه..لا تأخذ النصيحة من مستوى ادنى منك ولا تستشر من هو ادنى منك.. استشر من هو افضل واقدر والنصيحة لابد ان تكون بموضوعية وتجرّد.. والا الانسان عنده تاريخ نظيف وعنده خدمات جليلة ممكن خارج اطار المجلس ينفع اكثر لكن داخل المجلس قد لا يستطيع ان ينفع..
واوضح السيد احمد الصافي بحديثه هل عندك قدرة ايها المرشح ان تغيّر قناعات شخص او شخصين قد يتحكمون في الكتلة وعندك قدرة على ان تجعل هيبة البلد هو مجلس النواب او لا ؟؟!!
وهل تستطيع ان تغير هذا الاداء المتواضع في بعض الاحيان وهل يمكن ان تجعل نفسك عندما يعطيك عدد من الناخبين فعلا ً انت في كل لحظة بالمجلس تشعر انك مؤمّن على مجموعة مصالح..الانسان الذي لا يستطيع ان يحتفظ بالأمانة يعتذر..
اما الانسان يقحم نفسه ويتصور ان المسألة سهلة هذا اشتباه بل اكثر من ذلك الذي صوّر المسألة سهلة وهو الاداء لبعض النواب هذا ايضاً اشتباه اخر.. نعم يتحمل بعض النواب الذين سهلّوا المسألة عندما يخرج ويتكلم بلا ضوابط وبلا ثوابت ويعيب هذا ويتكلم على هذا ويترك مصلحة البلد خلف ظهره وكأنه جاء لحفنة من المكاسب والمصالح الشخصية واعطى صورة ان هذا هو مستوى تمثيل البلد فهذا يتحمل المسؤولية قطعاً مجلس النواب ليس بهذه الكيفية"
وتابع الصافي ان المجلس عبارة عن قوة تشريعية رقابية مهمة والانسان عندما يمنح الثقة لابد ان يحافظ على هذه الثقة الى نهاية الدورة بل لابد ان يحاسب نفسه يومياً على اداءه"
وتسائل السيد احمد الصافي في خطابه بقوله ما هي نسبة الفهم الاضافي الذي يمكن للمرشح ان يحصل عليه ؟ فقال ان المجلس يحتاج الى ملاكات اخرى اقوى ويحتاج الى وعي سياسي كبير والى وعي اداري كبير والى وعي رقابي كبير ويحتاج الى فهم ما يدور حتى يكون القرار ورفض القرار وقبول القرار ناشيء عن راحة ضمير..انت عندما ترفع يدك في المجلس وتقول هم قالوا لي ارفع يدك وانا لم اعرف شيء اصلا ً!! هذا غير مبرئ وغير صحيح.. انت امين على مصالح الناس..هل انت تستطيع ان تؤدي هذه الامانة ام لا ؟؟!! هذا السؤال البسيط الذي انت تسأله لنفسك"
واضاف "بيننا وبين الانتخابات مسافة اذا لم تستطيع تنحّى وهذه جرأة وشجاعة حقيقية منك ان تتراجع واذا كنت تستطيع ايضاً تحت قبة البرلمان لابد ان تبقى على هذه الوتيرة الى نهاية الدورة.. متى ما شعرت انك بدأت تتعرض لضغوط عليك ان تكون شجاعاً وتسحب نفسك.. فهذه ليست مسألة لعبة ونزهة فهذه امانة وهذه الامانة لابد ان تكون انت بمستوى الحفاظ على هذه الامانة،موضحا ان الذين رشحّوا لابد ان يقفوا مع انفسهم وقفة مقتدر على اداء هذه المهمة ام لا والجواب والموقف يحدده جواب المرشح نفسه "
وفي الامر الثالث من الخطبة قال الصافي ان في البلد ازمات كثيرة وهذه الازمات بدأت توتر الناس وحقيقة تجعلهم امام حالة من الاحتقان فتجد الفرد متوتر لأنه سمعاً خبراً فيه هذه الحالة وسمع تصريحاً فيه هذه الحالة داعيا الكيانات السياسية والمسؤولون ان يكونوا اباء في معالجة المواقف واصفا معنى الابوة "ان الانسان ان يكون اباً ان يتحمل الاخرين كل منهم يعيش حالة الابوة وان يتحمل الاخرين فالاخر ايضاً يعيش حالة الابوة ويتحمّل الاخرين فليس من الصحيح ان نشغل انفسنا بالفاظ وكلمات ونترك مصالح البلد وهذه الازمات نحن بيننا وبين الانتخابات مسافة قصيرة والناس لابد ان تاتي الى الانتخابات بروحية جديدة وانت تاتي الى الانتخابات بحالة من التفاؤل والامل والثقة بان هناك حالة تتغير نحو الافضل وهذه الحالة تحتاج إشعار المسؤول نفسه انه فعلا ً هو اب يتحمل المشاكل ويتحمل حل المشاكل وهذا يتنازل عن بعض وهذا يتنازل عن بعض من اجل المحافظة على البلد موضحا ان البلد له مصالح ومشخّص ومعلوم ومصالح البلد معلومة لكن ازمة تتبع ازمة وتنحل ازمة وتبدأ اخرى"
وتابع اقول الاخوة المسؤولون الاعزاء في كل الكيانات كونوا اباءً بمعنى الكلمة والذي يكون اب يتحمل من اجل ان يتجاوز هذا البلد الازمات ولا يوتّر بعضنا بعضاً ولا يشنّج بعضنا بعضاً والبلد ما عاد يتحمل والناس ما عادت تتحمل.. انتم اعطوا امل الى الناس واجل الناس تتفاءل وتشعر بانها فعلا ً بمقام ان يتبدل وضعها الى الاحسن..مبينا انه ليس عيباً غلى السياسي ان يسمع من الناس فكثير من الناس حاجاتها بسيطة لكن بعض المشاكل السياسية جعلت حاجاتها معقدة، اجعلوهم انتم بحكمتكم وقراراتكم وبما عندكم كونوا اباء وحلّوا الازمات"
واضاف اعتقد ان هذه ابوة حقيقية فكل مسؤول لو يشعر بذلك اعتقد لاجتمعنا وتدارسنا ولتكلمنا وتحاورنا ووصلنا الى حلول حقيقية ونحن مقبلين على وضع ان شاء الله يكون افضل واحسن ودائماً الانسان يتمنى وضع افضل لبلده ومن حق الانسان ان يفكر بالطريقة ويرغب بالطريقة التي فيها عزة هذا البلد وكرامته من خلال الاخوة ممثلين الشعب من جهة والجهات التنفيذية من جهة اخرى."
وكالة نون خاص

 

محرر الموقع : 2014 - 03 - 14