تحدّيات الدَّفن في الخارج
    

هناك مشكلة مزمنة متعلّقة بدفن موتى المسلمين في بعض الدّول الأوروبيّة، فالكثيرون يضطرّون إلى إرسال أقاربهم المتوفّين إلى وطنهم الأصليّ لدفنهم، لعدم وجود مقابر خاصّة بهم أو لقلَّتها. وفي إطار السّعي لحلحلة هذه الأزمة، بادر مجلس بلدیّة نوتنغهام الإنجلیزیّة، إلی تنفیذ مشروع الدّفن علی الطّریقة الإسلامیَّة في مقبرة المدینة.

ونقلاً عن الموقع الإعلاميّ لصحیفة "نوتنغهام بوست" البریطانیّة، یتمّ في هذا المشروع تنفیذ مراسم التّشییع والدّفن في أقلّ من 24 ساعة. وبحسب بعض التّقاریر، یُنفّذ المشروع في مقبرة"Chilwell Cemetery" ، في مدینة نوتنغهام، ویتمّ فیه حفر المقابر باتّجاه القبلة.

ویتمّ تنفیذ المشروع علی الطریقة الإسلامیّة، تلبیةً لطلب المسلمین المقیمین في المدينة، وبهدف توسیع مساحة المقبرة.

وقد أعلن المسؤولون أنَّ جزءاً من المقبرة سیخصَّص للیهود، إذا طلبت الطائفة الیهودیة ذلك. ومؤخَّراً، استحدثت ولايات "برلين" و"فورتمبيرغ" "وشمال الراين" الألمانيّة، تشريعات جديدة تيسّر إجراءات الدّفن للمسلمين المقيمين فيها، وتسمح لهم بإقامة مقابر خاصَّة بهم، وهو ما لاقى ترحيباً من المنظَّمات الإسلاميَّة.

وفي فرنسا، يواجه المسلمون بعض المشاكل عند دفن موتاهم، ما يجعل معظم المسلمين، وحتى بعد مرور سنوات، يضطرّون إلى ترحيل جثامين موتاهم إلى موطنهم الأصليّ. ويوجد في البلاد مقبرة إسلاميَّة واحدة في الضّاحية الشرقيّة للعاصمة باريس، والمشكلة أنَّ جميع المناطق والمدن تحتاج إلى تحديد مقابر للمسلمين فيها، ناهيك بأنَّ تكاليف الدّفن في البلاد تعتبر مرتفعةً جداً، وبخاصَّة للعائلات ذات الدّخل المحدود، وحتى لو اشترت العائلة قبراً، فهو لمدّة ثلاثة عقود، وبعدها عليها أن تشتريه مرّةً أخرى، وإذا لم يتمّ شراؤه، يصبح للجهات الرّسميّة الحقّ في إخراج بقايا الجثث وإحراقها، لبيع القبر لعائلة أخرى.

واليوم، أمام تزايد عدد أفراد الجاليات المسلمة من خمسة ملايين إلى ستّة ملايين، باتت السّلطات تفكِّر في إيجاد حلٍّ لهذه المشكلة المزمنة، والّتي تحتاج إلى تشريعاتٍ تأخذ بعين الاعتبار شروط الدّفن الإسلاميَّة.

هذه المشكلة قديمة جديدة، وتحتاج إلى حلّ، وإلى إرادةٍ جادّةٍ وتنسيقٍ بين مختلف الأطراف، بغية استيعاب هذا الموضوع الإنسانيّ في بلاد حقوق الإنسان.

محرر الموقع : 2015 - 08 - 06